عرب بعيون أميركية

لا يزال الغموض يكتنف “العالم السياسي” للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب. ليس واضحاً الى أي حد وماذا سيطبق من الشعارات الناريّة التي أطلقها في حملته الإنتخابية. غير أن المؤشرات تسمح بتوقع تحولات عميقة في السياسات الخارجية للولايات المتحدة حيال القضايا العربية والشرق الأوسطية.
كيف ينظر أي أميركي في إدارة ترامب الى العرب؟ يبدو أنهم لا يشكلون أولوية لديه إلا من بابي الحرب على الإرهاب وأمن اسرائيل. ثمة علامة استفهام كبيرة على “أمن النفط”.
سيجد ترامب أمامه بدءاً من ٢٠ كانون الثاني 2017 ملفات حافلة بالتحديات العالمية. شهدت حملته الإنتخابية مواقف متضاربة حيناً وغامضة في أحيان كثيرة، مما أطلق العنان للتكهنات عن رؤيته الحقيقية للسياستين الخارجية والدفاعية. بالإضافة الى التركيز بصورة واسعة على التجارة الدولية وأثرها على الولايات المتحدة، يمكن استخلاص اهتمامين رئيسيين:
١- على رغم أن الصين هي ثاني أكبر شريك اقتصادي للولايات المتحدة عالمياً بقيمة مبادلات بلغت أكثر من ٦٥٠ مليار دولار عام ٢٠١٥، قال ترامب خلال حملته الإنتخابية: “لا يمكننا السماح للصين باغتصاب بلدنا”. ثمة أسباب عدة لتوتر العلاقات السياسية بين البلدين، مع اتهامات واشنطن لبيجينغ بالتجسس على الشركات الأميركية، مقابل الشكاوى الصينية من المحاولات الأميركية لاحتواء نفوذ الصين في آسيا.
٢ – بلغت العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا أدنى مستوى لها منذ الحرب الباردة بسبب الكباش على سوريا. يبدو أن الرئيس فلاديمير بوتين وجد في انقاذ الرئيس بشار الأسد فرصة لاستعادة النفوذ الروسي في الشرق الأوسط والعودة بقوة الى الحلبة الدولية.

إقرأ ايضًا: غرام بين ترامب وبوتين يشعر اوروبا بالقلق!

لدى ترامب اهتمامان فوريان على صلة بالعرب:
١- تنخرط قوى عدة بأشكال مختلفة في دعم أطراف الحرب الطاحنة المتواصلة في سوريا. لكن هذه القوى – ومنها روسيا وايران والولايات المتحدة والسعودية – لم ترد أو لم تتمكن من تكريس ما يكفي من القوة النارية أو النفوذ السياسي كي يتمكن أي طرف من حسم المعركة. تلاشت “طموحات” المعارضة الى وعود فرض منطقة حظر طيران تؤدي الى وقف الغارات الروسية وإعادة الأمل في إطاحة الأسد. من المبكر التكهن بما سيفعله ترامب، الذي تحدث مراراً عن جهود الأخير لتدمير “الدولة الإسلامية – داعش”.
٢- لا شك في أن ترامب يريد مواصلة الجهود لمكافحة الإرهاب، في ظل حملات عسكرية في العراق لاستعادة الموصل وفي سوريا لتحرير الرقة من قبضة “داعش”. غير أن الغموض سيد الموقف حيال الطرق التي يمكن ان يبذل فيها هذه الجهود. أعلن أن لديه خططاً سرّية. لكن السؤال الأكبر هو: كيف ستواجه الإدارة الجديدة خطر الإرهاب عبر العالم وداخل الولايات المتحدة؟
يمكن فقط تخيّل كيف تنظر الإدارة الأميركية الجديدة الى العرب. في المقابل، هناك سؤال يجيب بذاته عن بعض التساؤلات: من هم السعداء العرب بانتصار ترامب على كلينتون؟

السابق
نحن والرجل الغامض
التالي
هل يقف «سورس» وراء الإحتجاجات في أميركا؟