حماس وحزب الله…البندقية من فلسطين باتجاه سوريا!

الحركات الإسلامية تشبه بعضها البعض في النهاية، وان كانت تختلف بالنشأة والأسس والمنطلقات، وهي واحدة في منهجية تفكيرها. كيف ينظر كل من حماس وحزب الله الى القتال في سوريا والتخلي عن القضية الفلسطينية؟

ظلّ النظام السوري طيلة سنوات، الحاضن الأول للأحزاب والحركات والتنظيمات العربية والإسلامية المناهضة لإسرائيل، إضافة ان هذا النظام يجمع النقيضين على أرضه، ابتداءا من التنظيمات الفلسطينية اليسارية الى التنظيمات الإسلامية اللبنانية والعراقية، اضافة الى شخصيات أمميّة معروفة.

إقرأ أيضا: عودة حماس الى ايران بشرط: فقط فلسطين!

غير انه مع بداية الحرب السورية قبل 5 سنوات، ولان هذه الحرب أخذت منحى طائفيّا، فان حركة “حماس” الفلسطينية التي كان مقرها سوريا وهي من أفرعة الإخوان المسلمين في العالم اتخذت موقفا ابتعدت فيه عن خيارات النظام السوري، ثم ما لبثت ان اقفلت مكاتبها وانتقلت قيادتها الى قطر. وهي بالمقابل اختارت الحياد، فلم يخرج الخطاب الحمساويّ عن إطار القضية الفلسطينية منذ اندلاع الحرب السورية، ولم يعلق أحد من مسؤوليها على ما يحدث في سوريا رغم ان عواطف جمهورها وميله تبدو واضحة باتجاه فصائل الثورة المناوئة لنظام الأسد.

بالمقابل، تبنىّ حزب الله اللبناني الذي تأسس عام 1982، وهو أيضا تنظيم إسلامي أصولي شيعي، وفرع من أفرعة النظام الإيراني الإسلامي الذي قام عام 1979 بعد إنقلاب ضد الشاه- وساند الموقف السوري الرسميّ فيما يخص الثورات الشعبية في سوريا، مؤيدا النظام.

الحركتان تستفيدان من الدعم الإيراني والتسهيلات السورية، ولكن الفصام والخصام وقع بعد العام 2011 بسبب إختلاف النظرة الى الثورة السورية.

واللافت ان العديد من الفلسطينيين شاركوا بالقتال في سوريا آتين من غزة بدلا من التوجه نحو فلسطين المحتلة لمقاتلة العدو الاسرائيلي الذي يحتل أرضهم.

بالمقابل، وقف حزب الله الى جانب حليفه بشّار الأسد للأسباب الطائفية نفسها التي حوّلت حماس عن سوريا، واذا كانت حماس لم تنخرط في القتال مباشرة، فان حزب الله ما لبث ان دفع بالآلاف من مقاتليه منذ عام 2013 للقتال الى جانب قوات الأسد، مع العلم ان تنظيم داعش الإرهابي لم يكن قد ظهر بعد.

وفي تصريح للقيادي البارز في حركة حماس عزيز دويك في العام 2013 قال “إن دعم المعارضة السورية للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد بات أولوية مستعجلة تتقدم على أي انشغال آخر، بما في ذلك الجهاد في فلسطين”.

ولأجل مزيد من الإنخراط في لعبة الحرب وتوريط الشيعة فيها، أعلن “داعش” عن نيته “هدم الحرمين في العراق، وتدمير رموز الشرك في النجف وسامراء وكربلاء، وتدميرمشهد في إيران”.

وبذلك، يكون حزب الله لاحقا قد وجد حجة منطقية، ونوع من واجب ديني، حيث برّر أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله مشاركة الحزب في القتال في كل خطاباته بالقول إن “قتال حزب الله في سوريا هو قتال دفاعي واستباقي، وهذا القتال هو من تكليفه ومسؤوليته دفاعا عن العقائد والمفاهيم والكرامات والوجود.. وما كان لبنان لينعم بالإستقرار الذي نشهده قياسا على دول المنطقة المحيطة. ولكان التكفيريون اليوم يفجّرون حيث يشاؤون ولكانوا يقصفون مناطقنا على الحدود”.

ولمزيد من الإطلاع، اعتبر خبير مطّلّع على الحركات الإسلامية، رفض الكشف عن اسمه، ان “حماس وحزب الله لم يتخليّا عن القضية الفلسطينية. ولا زال دور حماس موجودا. وحماس غير موجودة عسكريا في سوريا، رغم مشاركة عدد من أفراد حماس بشكل شخصيّ في القتال بالشام. ومشكلة حماس تنحصر مع النظام السوري بالموقف السياسي الذي تغيّر مؤخرا من خلال تصريح قادتها أنها لن تتدخل بأي شأن داخلي لأيّ دولة عربية أو إسلامية”.

إقرأ أيضا: مركز إيراني نافذ يهاجم حماس ومشعل.. ويفصّل في الخلفيات

وتابع المحلل السياسي قائلا “أما فيما يخص حزب الله فهو قد شارك بشكل مباشر في القتال بسوريا ولا يزال، ولكنه بالوقت عينه لم يوقف المواجهة مع إسرائيل حيث ان المجموعة التي قتلتها اسرائيل في الجولان ومن بينهم كان سمير القنطار كانت تجهّز لعملية داخل الأراضي المحتلة. والحزب لا يمكنه فتح جبهة من الجنوب اللبناني حاليّا نظرا للقرار1701 وللظروف الميدانية، رغم ان الحزب قام بعدد من العمليات في مزارع شبعا وعلى الحدود، وان كان الوضع قد اختلف منذ العام 2000”.

وختم الخبير في الحركات الإسلامية، ردا على سؤال حول تصريح القيادي الحمساويّ عزيز دويك، وتصريحات حزب الله بخصوص اعتبار الإرهاب التكفيري أخطر من إسرائيل، فقال ان “القضية الفلسطينية لا تزال حاضرة، ولكن الظروف الميدانية تغيّرت”.

وهنا يمكن القول، إن الواقعة قد وقعت بين الحليفين الإسلاميين السنيّ والشيعيّ، اللذين قاما وتأسسا على هدف واحد ومبدأ واحد، بجناحين: الأول شيعي والثاني سنيّ، لمقاتلة اسرائيل ومحاربتها. ولذلك بدأت إيران بتقليل دعمها الماليّ والعسكريّ لحركة حماس رغم انها لم تبلغ حدّ قطعه عنها نهائيا كما يقول العديد من الخبراء.

 

السابق
قرارات صارمة لـ «اوباما» قبل رحيله
التالي
الحسم في حلب قبل لقاء بوتين – ترامب أم بعده؟