جنة الوزارات أفسدت الودّ بين الكتائب والقوات

تفاقمت السجال بين القوات اللبنانية والكتائب، فالحزبين اللذين يجمعهما تاريخٌ مشترك، أوصل التباين بينهما إلى سجال بين المحازبين وإلى شتائم وتراشق عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

سبب المشكلة المستجدة بين حزبي الكتائب والقوات كانت شرارتها تصريح رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل أنّ القوات تريد إلغاء تمثيلهم في الحكومة، ممّا استلزم رداً وتوضيحاً من القواتيين، إلا أنّ ما كان يجري بين القيادات السياسية كان يستتبع بحملة شتائم الكترونية وسقوط إلى الدرك، وهذا ما دفع الأمانة العامة لحزب “القوات اللبنانية”، إلى إصدار بيان طلبت به من محازبي “القوات”، كما تمنت على الأصدقاء والمناصرين “وقف الحملة ضد الرفاق في حزب الكتائب فورا”.

فماذا يجري بين الفريقين وما حقيقة المشكلة؟

عضو كتلة “القوات اللبنانية” النائب أنطوان زهرا أوضح لـ”جنوبية” أنّ “المشكلة ليست بيننا وبين الكتائب ولن نرضى الدخول بهذا السجال لقد ردينا بشكل مقتضب، والمشكلة ليست معنا وحقوقهم ليست لدينا وما من إشكال بيننا وبينهم”.

ولفت إلى “لسنا نحن من نشكل الحكومة وقد حاول البعض التحريض وروجوا أنّنا نتجنب توزيرهم ولكن نحن لا فيتو لدينا على أحد”.

انطوان زهرا

من جهته الصحافي والسياسي نوفل ضو أشار في حديث لـ”جنوبية” إلى أنّ “المستفيد من هذا السجال بين الفريقين هو من لا يريد حياة ديمقراطية في البلد، وللأسف كل من الحزبين يفتقدان إلى قواعد شعبية ومثقفة وقادرة على النقاش السياسي، وقد ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في تضخيم الخلاف السياسي بالتعبير عن وجهات النظر بين القيادتين”.

مضيفاً “الواضح اليوم أنّ هناك تباين بين الكتائب والقوات على مقاربة المرحلة وهذا حق طبيعي أن يكون لحزب سياسي وجهة نظر، ولكن أن يتحول المحازبون إلى شتامين فهذا لا يليق بالفريقين ويدل على أنّ الحياة السياسية في لبنان ما زالت بدائية جداً وتحتاج إلى الكثير من العمل والجهد من قبل القيادات الحزبية لنصبح أمام حياة حزبية حقيقية تتصارع فيها الأفكار والمشاريع السياسية بشكل راقي وحضاري ومن خلال حوارات ونقاشات بين المختلفين وليس من خلال شتم أو تحويل الأمور إلى تجريح شخصي والكثير من القضايا التي شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي في الـ24 ساعة الأخيرة”.

إقرأ أيضاً: العقدة الشيعية – القواتية تحبط تسهيلات جنبلاط لتأليف الحكومة

وأكدّ ضو أنّه “من الطبيعي أن يكون لكل حزب سياسي التقاء مع أفرقاء وتباين مع آخرين، والمشكلة اليوم ليست في تعدد وجهات النظر وإنما في عدم تقبلنا، فالذهنية الموجودة عند أغلب الأحزاب السياسية لا تتقبل الأخر وهذه مشكلة الثقافة عند معظم الأحزاب التي ما زالت تتأثر بمنطق الأحادية، ومشكلة التبعية العمياء وغياب ثقافة النقاش وطرح الأمور، وغياب التثقيف السياسي ومنطق النقاشات الجدية والفعلية داخل الأحزاب وكذاك غياب التيارات السياسية داخل الحزب الواحد”.

نوفل ضو

 

لافتاً إلى أنّه “في أوروبا داخل الحزب الواحد هناك يسار الحزب ويمين الحزب ووسط الحزب، أما نحن فقد استبدلنا الثقافة السياسية بالولاء الأعمى وهذا هو السبب الحقيقي بما يجري بمعزل إن كان هناك خلافات سياسية”.

إقرأ أيضاً: زهرا يرد على الجميل: القوات التي رفضت الفيتو لا تضع فيتو على أحد

وختم ضو موضحاً أنّ “المشكلة الحزبية في لبنان هي مشكلة بنيوية لها علاقة بمفهوم العمل الحزبي والانتماء الحزبي والثقافة السياسية عند الأحزاب اللبنانية وليست شكلية أو سياسية، وهذه الشكلة ليس فقط الكتائب والقوات ولا يجوز اختزالها بما يحصل بين الفريقين إذ أنّها حالة عامة، وقد شهدنا مثلها خلال فترة معينة بين حركة أمل وحزب الله وأبصرنا كيف مواقع التواصل الاجتماعي تحولت لساحة من التراشق، وكذلك سبق وحصلت هذه الصورة بين التيار الوطني والمردة”.

السابق
مقتل مراسل التلفزيون الإيراني في حلب
التالي
ترامب يتخلى عن راتبه: لن أتقاضى دولاراً من الـ400 ألف دولار