هل إستحقت «كلينتون» الهزيمة؟

هيلاري كلينتون
خلافًا لجميع التوقعات لم تصل المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون إلى البيت الأبيض، وأصبح دونالد الترامب المرشح الجمهوري الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة الامريكية بعد فوزه الكبير وغير المتوقع على منافسته. فهل إستحقت «كلينتون» الهزيمة؟

استقبل العالم نبأ فوز ترامب بمزيج من الصدمة والترقب، وبالرغم من استطلاعات الرأي المتعددة التي توقعت فوز كلينتون، تمكن ترامب من الفوز بعدد من الولايات المتأرجحة التي حسمت النتيجة لصالحه. كما تمكن المرشح الجمهوري المثير للجدل من الفوز بفضل الاصوات التي حصل عليها من المجمعات الانتخابية في ولايات فلوريدا واوهايو وكارولاينا الشمالية.

اقرأ أيضاً: بالارقام: هذه هي عائدات هيلاري كلينتون خلال عام 2015

فهل إستحقت كلينتون الهزيمة وأين أخفقت المرشحة التي عُلّق عليها الأمال وكانت الأوفر حظا للرئاسة وأدت بالتالي الى ترأس الولايات المتحدة رجل بمواصفات ترامب، فالرجل القادم من عالم المال والأعمال تخلو سيرته من سطر واحد يفيد بأنه مارس السياسة أو حتى اهتم بها في يوم من الأيام.

ورأى الكاتب السياسي الصحافي أمين قمورية ان خسارة كلينتون تعود لعدة اسباب ” فهي ببساطة هي من الطبقة السياسية المجردة والشعب الأميركي كان بحاجة فعلا لتغيير الطبقة السياسية التي إنشغلت عن هموم المواطن”.

كما أشار أن كلينتون فاتها “إستغلال كونها أول إمرأة تصل إلى السباق الرئاسي في اهم دولة في العام وكان بإمكانها أن تستقطب نساء أميركا حولها إلّا أنها لم تلتفت كثيرا إلى هذه المسألة وبالتالي قصرت نسويا”.

وأضاف أنها لم تكن شخصية أو نموذجا جاذبا للناخبين إذ صوت قسم كبير من النساء لصالح ترامب وحتى ان عددا لا بأس به من الديمقراطيين صوت ضد كلينتون لصالح منافسها”.

إلى ذلك إعتبر قمورية أنه ” لم يكن هناك فروقات جدية بين المرشحين، مشيرا إلى أن هذه الحملة الانتخابية أسوأ حملة على الإطلاق في التاريخ الأميركي، حيث لم يكن فيها شخصيات وازنة ورؤى وأفاق”. واصفا حملة المرشحين الانتخابية بأنه أشبه بكلام “نساء الفرن” فكانت خطابات تافهة وهذا ما أدّى إلى وصول السفيه”.

ترامب

 

وعن التغيير في السياسة الأميركية رأى أن التغيير الفعلي هو في الداخل الأميركي وليس في الخارج”. مشيرا إلى “الدينامية والحركة الإجتماعية غير الطبيعية، في ظل إستمرار إشكالية العنصرية وكذلك قضية السود التي لا تزال حاضرة وقوية مما أدى إلى نشوء تحولات كبيرة حتى أن بعض الأميركيين البيض بدأوا يشعرون بأنهم أصبحوا من الأقليات”. لافتا إلى “نمو حس القومانية إذ ينصرف العرق الأبيض إلى حماية حقوقه من السود والمهاجرين، وهذا نمط خطير بدأ يسود العالم وهو ما سبق ورأيناه في بريطانيا وفرنسا. وفي المحصلة هو تغيّر في العقائد أكثر من السياسات”.

وخلص قمورية بالتأكيد أن “سرّ نجاح ترامب أنه جاء من عالم خارج السياسة، وقد أخفق الديمقراطيون بعدم ترشيح شخص جديد خصوصا أن كلينتون كانت جزءا من الحكم الاميركي كسيدة أولى سابقا ووزيرة للخارجية، وعلى ما يبدو فإن الشعب الأميركي رأى أنها لن تقدم أكثر مما قدمته سابقا.

وفي السياق نفسه، رأى مدير معهد الدراسات الاستراتيجية الدكتور سامي نادر أنه “لم يكن هناك خيارات كثيرة أمام كلينتون خصوصا أن منافسها شخص قوي خارج الطبقة السياسية إذ إتضح أن المجتمع الأميركي لا يريد رئيسا من الطبقة الحاكمة بكافة مكوناتها وكلينتون كانت جزءا لا يتجزأ منها وأحد اعلامها”.

كما أشار إلى ان كلينتون “حاولت التواصل مع القوى الشعبية بلغة العقل إلا أنها فشلت، كما أنها لم تستطع جذب كل القواعد الديمقراطية والا كانت النتيجة لصالحها”. ورأى نادر ان “كلينتون ركزت على الحلول المعقولة خاطبت الشعب بمنطق رجال الدولة ولم تكن شعبوية”.

إلى ذلك لفت إلى أن “مقولة أن الاقليات مؤيدة للديمقراطيين إنكسرت والواضح أنها كانت مع الخطاب المتشدد”.

ولم يرَ نادر أنها أهملت مسألة كونها أول إمرأة كانت ستحكم أقوى دولة في العالم، غير أنها أثقلت بفضائح مضادة”.

اقرأ أيضاً: حقائق لا تعرفها عن هيلاري كلينتون

وخلص نادر إلى أن كلينتون “لم تخطىء، لكن منافسها كان مطابقا أكثر لمتطلبات المجتمع خصوصا أنه كان يتكلم بلغة الشعب ولم يركز على الكلام السياسي وتميز بقوله الأمور كما هي”. ولاحظ “تصاعد الاتجاه نحو التشدد في العالم في فرنسا وبريطانيا كما الاسلام المتطرف في العالم العربي، والواضح أنها موجة متصاعدة”.

السابق
لا تقارب اسلامي – مسيحي واقعي الا بالتصوف
التالي
السفير الايطالي جال في صيدا القديمة برفقة السنيورة والحريري والسعودي