الناشط والاعلامي هادي العبدالله لـ«جنوبية»: هكذا حصلت على الجائزة وهذا من يستحقها

نجا من الموت عدّة مرات، نقل الثورة السورية بالصوت والصورة دون تردد او خوف، واجه التعتيم الإعلامي وخطاب الممانعة بتوثيق جرائم النظام والميليشات المحاربة والداعمة له، هو الاعلامي هادي العبدالله والناشط في الثورة السورية.

لم يتراجع هادي العبد الله عن أهدافه، ولم تمنعه من السعي نحو تحقيقها، خسارته لكثر من أصدقاء الدرب والمهنة والرسالة، فحمل وصية طراد الزهوري وخالد العيسى بعدما استشهدا وهم ينقلان المجازر التي يقوم بها النظام السوري ومن معه بحق الشعب وثواره.

العبد الله الذي تمّ اختياره كمراسل العام 2016 يوم الاثنين 7 تشرين الثاني من قبل منظمة “مراسلون بلا حدود” يقول في حديث لـ”جنوبية” عن الجائزة أنّه “منذ بدأت بالعمل الإعلامي في آذار 2011 لم يكن هدفي أن احصل على جائزة ولم أتوقع ذلك. كان همي الوحيد إيصال صوت الشعب السوري صوت المظلومين الذين يتعرضون لمجازر جماعية ولا يسمعهم أحد”.
ويضيف “منذ شهرين تقريباً تواصل معي فريق (مراسلون بلا حدود) وأخبروني أني مرشح لأن أحصل على جائزة “صحافي العام” لعام 2016، شكرتهم ولم أتأمل أن أحصل عليها إذ ليس من العادة أن يمنحوها لمراسل على الأراضي السورية لعدة اعتبارات. وفجأة اتصلوا بي منذ فترة وأخبروني أني قد حصلت عليها، وقد فرحت لعدة أسباب منها أنّ منظمة دولية مثل (مراسلون بلا حدود) بدأت تهتم بالصحافيين العاملين على الأراضي السورية، وهذا شيء مهم وله نتائج مستقبلية وهذه خطوة أولى للعديد من الأمور الهامة بالنسبة للإعلاميين الموجودين على الأراضي السورية”.

خالد العيسى و هادي العبدالله

ولفت العبد الله إلى أنّ “هذه الجائزة هي انتصار لإعلام الثورة على إعلام النظام والإعلام الموالي له سواء إعلام حزب الله أو إيران أو روسيا، إذ أنّ إعلام الثورة البدائي الذي لا يعمل فيه عاملون محترفون، استطاع أن يتحدى منذ اليوم الأول للثورة إعلام النظام والماكينات الإعلامية المزودة بأحدث المعدات وبصحافيين محترفين. استطاع ان يتحداهم وأن يتفوق عليهم بعدّة مراحل وهذه الجائزة هي إحدى المحطات التي تفوق فيها، وأنا اعتبره انتصار لهذا الإعلام على إعلام النظام و إيران وروسيا”.

ويشدد العبدالله “هذا اعتراف من منظمة دولية مثل (مراسلون بلا حدود) بأهمية إعلام الثورة وبما يقوم به الناشطون في الاعلام على الأرض وهو وفاء لتضحيات قدمها إعلاميون استشهدوا وهم يقدمون الحقيقة للناس مثال خالد العيسى وطراد الزهوري وغيرهم”.

وفيما يتعلق بدور الإعلام في تغطية الأحداث السورية أوضح العبدالله أنّه “بالنسبة للإعلام الغربي هناك تقصير كبير في نقل معاناة الشعب السوري والأحداث الدائرة على الأراضي السورية لأسباب عدة منها أنّ وكالات الأنباء الغربية لا تستطيع إرسال مراسليها خوفاً من الاعتقال او الاختطاف او القتل، أما السبب الآخر فهو أنّ هناك ضعفاً في إعلام الثورة الذي لم يستطع مخاطبة الجمهور الغربي بطريقة صحيحة إذ لم يكون هناك متحدثين يتحدثون أكثر من لغة ويعدّون تقارير من الداخل السوري إلاّ في حالات نادرة جداً وتكاد لا تذكر”.

هادي العبد الله

متابعاً “أما الإعلام العربي فهو متوسط يختلف من قناة لقناة ومن جهة لجهة ولكن إلى حدّ ما هو مقبول، في حين أنّ الإعلام المحلي هو إعلامٌ يحاول بذل جهده لمواكبة أهم الاحداث، ولكن هناك شيء ذكره خالد العيسى قبل استشهاده بفترة وهو أنّ ما يحدث في حلب خصوصاً، يحتاج لعشرات الصحافيين لنقله ونحن عاجزون أمام هول الاحداث وتسارعها وكثرة المجازر نحن بحاجة للعشرات وربما المئات لتغطية حقيقة ما يحدث”.

إقرأ أيضاً: هادي العبدالله: إدلب يجري تدميرها والتضامن العربي فايسبوكي

وعن واقع الثورة السورية بعدما دخلت عامها السادس اعتبر العبدالله أنّ “الثورة السورية تعيش محطاتها الطبيعية وهي منتصرة لأنّها صمدت على مدى ست سنوات ضد كل المجرمين من نظام الاسد وشبيحته وحزب الله، والميليشيات العراقية والافغانية، والروسية وكل الأعداء الخفيين الذين لا نعرفهم. كل هؤلاء حاولوا قتل الثورة السورية فيما الثورة صامدة تواجههم دفعة واحدة، وصمودها طيلة ست سنوات بوجه كل هؤلاء المجرمين هو أكبر انتصار لها”.

وعن رسالته للإعلاميين الداعمين للثورة السورية أشار إلى أنّه “بالنسبة للإعلاميين على الأراضي السورية فهؤلاء لا يحتاجون لرسالة، هؤلاء وضعوا ارواحهم على أكفّهم، ويواجهون كل يوم الموت لايصال الحقيقة والحق للناس ، أما بالنسبة للإعلاميين الذين يدعمون الثورة السورية وهم خارج سوريا، أقول لهم الشعب السوري لن ينسى وقفتكم والتاريخ يسجل وأنتم تسجلون صفحات بيضاء في تاريخكم، أنتم في طريق الحق وإن تعرضتم لمضايقات ولتهديدات ولمحاولات قتل ولأي ضغوطات ظلّوا ثابتين على موقفكم فأنتم مع المظلوم مع الحق والحقيقة، دائماً من هو مع الحق محارب، والشعب لن ينسى لكم هذا، كما لن ينسى الإعلاميين المجرمين الذين يحاربونه، الشعب السوري يسجل في ذاكرته المتوقدة كل من وقف معه وكل من وقف ضده”.

إقرأ أيضاً: هادي العبدالله: أنتظر أن أوثّق لحظة استشهادي

وختم العبد الله “حينما أبلغني فريق (مراسلون بلا حدود) أنّي ربحت الجائزة قلت لهم هذه الجائزة ربحها خالد العيسى رحمه الله وأنا سوف استلمها عنه، هو أوّل من خطر لي لدى استلامي الجائزة وهو الذي لا يفارق خيالي، هي لخالد بالدرجة الأولى لطراد الزهوري ولكل الإعلاميين الذين استشهدوا وهم يحاولون نقل الحق والحقيقة للناس، هم الذين يستحقونها ولو أنا الذي استلمتها نيابة عنهم، لأنّهم قد قدموا كل شيء أرواحهم وحياتهم لأجل القضية ولايصال اصوات السوريين”.

السابق
ميركل قلقة من احتمال تدخل روسيا في الانتخابات الالمانية
التالي
هيئة التبليغ في المجلس الشيعي: لاحترام الأديان ووضع حد للفلتان الإعلامي