حلب أنهت حياة الجنرال همداني فهل انتهى حلم امبراطوريته؟

العام الماضي قتلت المعارضة السورية في حلب الجنرال في الحرس الثوري الإيراني حسين همداني. وإنتمى همداني خلال حياته إلى خط المحافظين المتشددين، والذي كان قد لعب دورا بارزا في تأسيس الحرس الثوري.

بقي الجنرال حسين همداني تحت رعاية الإمام الخامنئي وهو كان مقربا منه ويفضله على قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، حسبما أكدت مصادر العارضة الايرانية.

ايران

 

ونشر قبل أيام قليلة للجنرال همداني الذي لقي مصرعه قبل عام في ريف حلب،كتاب كان قد أعده ولم ينشره وعنوانه “رسالة الاسماك” يتحدث فيه عن الثمن الباهظ الذي دفعته إيران بهدف تنفيذ خطة توسعها في الدول العربية.

خلال الأسبوعين المنصرمين، ألحقت المعارضة السورية بالنظام السوري وحلفاءه الكثير من الإنتكاسات العسكرية وذلك بعد تمكنها من السيطرة على نقاط إستراتيجية في أحياء حلب الغربية وسعيها إلى فك الحصار عن أحياء حلب الشرقية.

منذ إنطلاق معركة حلب الكبرى الأسبوع الماضي والناشطون يتحدثون عن سقوط أعداد كبيرة من المقاتلين العائدين لإيران وسوريا وحزب الله.

إقرأ أيضاً: بالصوت: محادثات بين مقاتلين من حزب الله تكشف سبب هزيمتهم في حلب

وشيع حزب الله في اليومين الماضيين عشر مقاتلين سقطوا في حلب، وتم إرسال عدد من الجثث الإيرانية إلى ذويهم الإيرانيين، ويبدو ان الخسائر المعنوية والمادية التي تتلقاها إيران لن تحرف المسار عن تطويع المنطقة العربية إلى إرادتها.

يشرح همداني في مذكراته  أهمية المعركة السورية، ويصفها الكتاب بالمصيرية لأنه نتائجها سيحدد مكانة إيران في المستقبل، ويرى همداني انه يجب محاربة أعداء ايران على اراضهم المتواجدين فيها، ويعود همداني إلى رسالة كان قد أرسلها بشار الأسد عام 2011 يطلب بها من خامنئي الدفاع عنه، ويقول همداني ان الأسد ظهر في لقائه مع الخامنئي كجندي مطيع في ولاية الفقيه، ويريد العمل تحت أمره، ويتساءل همداني “كيف يمكن لنا أن نترك الأسد وهو يظهر لنا كل هذا الولاء”؟!

بعد سقوط العراق بيد الإحتلال الأميركي، إستطاعت إيران التسلل إلى الدولة التي طالما حلمت بالسيطرة عليها، واخضاعها لنفوذ الإمام الخميني في الثمانينات من القرن الفائت، خلال الحرب التي استمرت ثلاث سنوات بين البلدين، العراق حالياً خاضع للسطوة الإيرانية ومصادرة قراراته وحاله لا يختلف كثيراً عن حال الدولة السورية التي صودر  قرارها أيضا بعد إندلاع الثورة فيها وطلب الرئيس الروسي من السيد علي الخامنئي المساعدة  بصد هجمت الثوار عن دمشق عام 2012.

ولم يقف التسلل الايراني الى سوريا والعراق فقد فتحت أذرعها العسكرية لحصد اليمن وشكلت في البحرين مجموعة موالية لها، أما في السعودية فإنها تلعب على الوتر السني – الشيعي في الجنوب السعودي كما وتشير بعض التحليلات إلى سعي إيران لفرض نفوذ لها في البرلمان الكويتي.

إقرأ أيضاً: الحرس الثوري يؤكدّ مقتل الجنرال همداني في سوريا

وتعليقاً على التوسع الإيراني اجرى موقع جنوبية مقابلة مع رئيس مركز أمم للتوثيف والأبحاث لقمان فيه الذي رأى أن الكلام عن التوسع العسكري الإيراني في البلدان العربية لا يفعل سوى ان يؤكد المؤكد عن فكرة تصدير الثورة التي ظهرت في الأيام الأولى من وصول الخميني لسدة الحكم.

وأضاف سليم، إن هذا التمدد سيحصل ووصل الإيرانيون إلى البحر المتوسط، وبالمعاينة وليس بالتحليل فإن المشروع الإيراني يهدف إلى تسويغ إمبراطوريتهم، أو جعل إيران مركز قوة على عدد من الجبهات وبإتجاهات مختلفة. لذلك فإن الموضوع ليس موضوع نقاش، ولكن ما العمل للحؤول دون نجاح هذا المخطط؟

إقرأ أيضاً: لقمان سليم: مكر التاريخ في الحرب الاهلية والمقاومة

بحسب سليم فإن السؤال الأهم حالياً هو التفكير بكيفية الوقوف بوجه التوسع الإيراني، ورغم هذا لا يمكن التصور أن هنالك احدا لديه الوصفة السحرية لردع إيران التي إنتقلت من التسلل إلى الهجوم الصريح والمباشر.

ولكن من أساليب التصدي لإيران هو المراجعة الصريحة بسبب ما ترتب عنها من آلام، فإيران ليست قضاءاً ولا قدراً فهي خطة محكمة عمرها عقود تمكنت عبرها من تأمين ميلشيات وجبهة إعلامية ومرتزقة ولوبي ولعبت دول القرار الكبرى  دوراً لمنح إيران هذه المكانة.

السابق
فاطمة حمزة تؤكّد ما نشره موقع «جنوبية» وتشكر الرئيس برّي لتدخّله لإطلاق سراحها
التالي
المانيا تحتفل بـ32 سنة دون انقطاع كهرباء… فماذا عنا؟