الحكومة ثلاثينية.. وهكذا ستتوزع الحصص

بدأت رحلة التأليف الحكومي، على أمل أن تكون ميسّرة، وليست شاقّة ومزروعة بالتعقيدات والمطالب التعجيزية. باتت إذا الكرة في ملعب القوى السياسية التي عليها أن تنسجم مع الايجابيات التي تسود البلاد وتخفّف من حجم ووطأة مطالبها، خصوصاً انّ هناك “علامة سوداء” ظهرت على خط بعض القوى وتجلّت في ما يشبه “النهم” على الحقائب والوزارات والمطالبة بحصص لا واقعية.

وانطوى اللقاء بين الرئيس المكلّف سعد الحريري وكتلة “الوفاء للمقاومة”، على شقين: الأول معلن وقد عكسه كلام رئيس الكتلة محمد رعد بعد الاجتماع، وشق آخر لم يفصح عنه الحزب، ويتعلق بنقاش متقدم جرى مع الحريري حول كيفية مقاربة المرحلة المقبلة. ولئن كان تدخل “حزب الله” في سوريا هو إحدى أبرز إشكاليات العلاقة بين الحزب والحريري، إلا أنه يبدو أن الطرفين توافقا خلال الاجتماع على فصل الخلاف حول هذا الملف عن المسائل الداخلية. وكان الرئيس المكلف واضحا في حماسته لخيار الفصل، بقوله: “نحن نختلف على القضايا الخارجية، ولكن ذلك يجب ألا يمنعنا من معالجة أمورنا في الداخل وتهدئة الخطاب”.

إقرأ ايضًا: التسوية: لحزب الله الحرية الأمنية وللحريري الحرية الاقتصادية

وفي عين التينة، عقد اجتماع مطوّل بين وزير المال في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل ومدير مكتب الرئيس الحريري السيّد نادر الحريري، جرى التطرق خلاله إلى آلية تشكيل الحكومة وتوزيع الحقائب.

بين هذه الملاحظات، طَوى الحرير، صفحة استشاراته النيابية غير الملزمة، وجَمّع خلاصاتها وشرع يُعدّ العدّة لبدء مرحلة الجوجلة. وكان لافتاً للانتباه لقاؤه مساء امس برئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي حضر الى بيت الوسط في زيارة تمّ ربطها بالمطالب التي قدمتها القوات خلال جولة الاستشارات.

والواضح أن مهمة الرئيس المكلف دقيقة جداً في هذه الجوجلة، نظراً الى حجم المطالب التي تلقّاها، وخصوصاً من بعض من يُعتبرون في صف الحلفاء، الذين طرحوا مطالب بحصص وحقائب بأحجام تفوق أحجامهم السياسية والنيابية، بما يُلقي على الحريري مسؤولية حساسة في كيفية ابتداع المخارج لتجاوز هذا “النهم” الوزاري واحتوائه..

إلى ذلك أبلغت مصادر مقربة من الرئيس المكلف سعد الحريري أنه قدّم لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون أمس الاول عرضاً لحصيلة الإستشارات النيابية، فَنّد المطالب التي استمع اليها من النواب التي قد تفضي الى الذهاب نحو حكومة ثلاثينية على رغم رغبته بحكومة لا تتجاوز 24 وزيراً.

وبحسب المصادر فإنّ الحريري أبلغ عون انه سيسعى سريعاً لوضع صيغة لحكومة ثلاثينية على ان يعرضها اليوم او غداً على أبعد تقدير قبل ان يشرع في المشاورات اللازمة مع الجميع من دون إستثناء، حول كيفية توزيع الحقائب وإنزال الأسماء عليها. ونُقل عن الحريري انه يرغب بحكومة موسعة لا تستثني أحداً سوى من يستثني نفسه.

كما عُلِم أن الحريري سيسعى مع الرئيس نبيه بري الى جوجلة مطالب الفريق الذي يمثله الاخير والذي يضم الى حركة “أمل”، “حزب الله” وسائر أفرقاء 8 آذار من “المردة” والحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث والحزب الديموقراطي اللبناني وغيرها.

اقرأ ايضًا: هناك من يستدعي المراكز، وهناك من تستدعيه

أما في معلومات “اللواء” عن الاسماء المتداولة للتوزير: فمن الأسماء المتداولة في الحصة الشيعية عن حركة “أمل”: الوزير علي حسن خليل لوزارة المال التي يرأسها حالياً، والدكتور علي حسين عبد الله (من البقاع) الذي سبق وشغل حقيبة السياحة، إضافة إلى الدكتور وسيم منصوري (وهو محامٍ وأستاذ متفرغ في الجامعة اللبنانية).

وبالنسبة لوزراء “حزب الله”، فهناك اتجاه لاستبدال الوزيرين الحاليين، أو على الأقل أحدهما.

أما بالنسبة لحصة جنبلاط المتمثلة بوزيرين، علم أن أحدهما النائب مروان حمادة، والثاني النائب السابق أيمن شقير، والوزير الدرزي الثالث، حصة النائب طلال أرسلان، فهو الوزير السابق مروان خير الدين، في حين تروّج بعض الأوساط العونية إسم عضو تكتل الإصلاح والتغيير النائب فادي الأعور.

وعلى صعيد وزارة الخارجية، فالأسماء المتداولة هي: النائب السابق إيلي الفرزلي، الوزير الحالي الياس بو صعب والوزير السابق يعقوب الصرّاف، على أن يكون العميد شامل روكز وزيراً للدفاع، خلفاً للوزير سمير مقبل (الذي هو من حصة رئيس الجمهورية).

كما علمت “اللواء” أيضاً أن من الأفكار المتداولة استحداث وزير دولة لشؤون رئاسة الجمهورية، على أن تسند إلى وزير الخارجية الحالي جبران باسيل الذي كان التقى أمس مطولاً نادر الحريري قبل أن يزور الثاني عين التينة ويلتقي الوزير خليل.

أما بالنسبة للأسماء السنّية المتداولة، علمت “اللواء” كذلك، أن الوزير السابق عبد الرحيم مراد من الأسماء المرشحة لدخول الوزارة كوزير دولة.

وحول تمثيل النائب فرنجية، حيث يتمسّك حزب الله وحركة “أمل” بهذا التمثيل الذي يؤيده أيضاً الرئيس المكلّف، تحدثت المعلومات عن إمكان إسناد وزارة الشؤون الاجتماعية لشخصية يسميها النائب فرنجية.

السابق
الثوابت الحكومية الشيعية الثلاث
التالي
المعلم: بعد السيطرة على حلب سيتخلى الغرب عن رحيل الأسد