الرئيس بعد الرئاسة!

بعض الرؤساء هنا وفي بلاد الله الأخرى، لدى انتهاء ولايتهم الدستورية الممدّد لها أو غير الممدّد، على رقاب الناس وظهورهم، ينتقلون من القصور إلى المنازل. “لكِ يا منازل في القلوب منازل!” وقد يكون بعضهم قادراً على العمل المجدي وطنياً وإنسانياً، مستفيداً من تجربته ورغبته في خدمة بلده وأهله، ومن وهج رئاسته السابقة أيضاً وأنماط العلاقات التي أقامها، مع الخبرات والكفاءات وذوي الرأي. ويقوم بعضهم بذلك من منزله أو أي مكان اجتماعي أو مدني أو أهلي، أو من أمكنة عدة، كالورش المتعددة الملتقية، او المطلة على حديقة من المشتركات الوطنية. ويعمل بعضهم، يفعل، يُغفل، أو يَغفل، ويستمر بعضهم الآخر مهموماً بلياقته الشديدة الخصوصية، من العافية إلى العائلة.

كرسي الرئاسة

لسنا هنا في صدد الرفض أو الإدانة لأحد.. ويطلّ بعض الرؤساء، من شرفة مخدعه أو من طرف عينه وأنفه، أو من شباك غرفة طعامه بعد الغداء أو بعد القيلولة في الأرجوحة، على الشأن العام. وهناك رؤساء ينتقلون من الرئاسة إلى المواطنة. على أساس أنه كما كانت المواطنة مؤهِّلاً للرئاسة، من دون ضمان دائم للنجاح في هذه المعادلة، فإن الرئاسة قد تكون مؤهِّلاً للمواطنة، أو لا تكون، فإذا كانت، انتقل الرئيس من الرئاسة الوظيفية إلى الرئاسة الوطنية إلى جانب كل الرؤساء، أي كل المواطنين الذين يتمسكون بالمواطَنة، ويصبحون رؤساء، ويصبح الرؤساء مرؤوسين لهم!

اقرأ أيضاً: هاني فحص: عقد القِران الأجمل بين فقه التراب ونداء السماء

هذه هي الحياة. والترتيب الآخر أو الهيكلية الأخرى ليس فيها حياة. هو رئيس إذاً بعد الرئاسة. وأي رئيس منتخب ديمقراطياً، لبنانياً أو لا أو فقط إن أمكن، هو خادمه الأول، لأنه أجيره الوطني الأول.

(من كتاب على مسؤوليتي – منشورات صوت لبنان)

السابق
بالفيديو: المافيا تضع المسدس في رأس ميريام كلينك.. والكاميرات تصوّر
التالي
ما هو سرّ محبة «الهندوس» لترامب ولماذا احتفلوا بفوزه؟