يتراجع عالمياً ويتقدم محلياً: ثلث لبنان تحت خط الفقر

لبنان المحكوم بالأزمات والبطالة والتدهور الاقتصادي، والخاضع لمشكلة النزوح والتضخم السكاني والوضع الأمني غير المستقر، يعاني مواطنوه من مشكلة الفقر والتي هي في حال من التفاقم، وفي منحى تصاعدي في ظلّ غياب السياسات العلاجية وفي ظلّ الدولة الغارقة بالدين وبالعجز في الموازنة.

في لبنان، بحسب الدراسات الذي اعدها موقع “inn lebanon” فهنالك 350 ألف مواطن يعيشون بأقل من دولار في اليوم، وهذا ما يجعل هؤلاء غير قادرين أن يؤمنوا لأنفسهم ولأسرهم أقل الحاجيات وأبسط الحقوق والتي من المفروض أن تكون مجانية منها التعليم، الطبابة…

هذا العدد يقابله أرقام البنك الدولي والتي أشارت إلى تراجع نسبة الفقر إلى ما دون الـ10% في العام 2015 وذلك على مستوى سكان العالم، فيما توقعت الدراسة الناجمة عن الإحصاء أنّ أزمة الفقر سوف تصل إلى خواتمها في العام 2030.

انطلاقاً مما سبق يصنف لبنان بين الدول المنكوبة، والأكثر فقراً على مستوى دول العالم، وفي هذا السياق عرض موقع الجزيرة نت تحقيقاً أجراه حول هؤلاء الفقراء، وقد سلّط الضوء فيه على اللبناني كميل ابن الثلاثين عاماً والذي يحيا في الأحياء الشعبية لبيروت مع زوجته وأطفاله في منزل متواضع.
كميل وهو المعيل الوحيد لعائلته يعمل في شركة إطارات بمدخول غير ثابت يتبدل حسب حاجة رب العمل إليه.
بين مساعدات الأصدقاء وتقديمات الجمعيات الخيرية يحاول ابن بيروت أن يكفيَ الأسرة حاجتها، إلا أنّ ذلك ليس متاحاً في ظلّ الغلاء المعيشي فيتعذر عليه في الكثير من الأحيان أن يؤمن لأسرته الطبابة والتي هي من أبسط الحقوق، حيث أنّ فاتورة الطبيب فوق طاقته المادية.

فقر

كميل، هو نموذج لشريحة واسعة من اللبنانيين، هذه الأزمة التي بدأت تتفاعل منذ العام 2011، حيث أظهر تقرير اعدته mtv أنّ ربع الشعب اللبناني يرزح تحت خط الفقر أي أكثر من 35%، وذلك بسبب ما تعرض له لبنان من ازمات سياسية واجتماعية واقتصادية أودت إلى تدني الخدمات الاجتماعية.

كذلك أشار تقرير عرضته محطة الـmtv إلى أنّ معدل البطالة في لبنان قد وصل إلى ما يقارب الـ36%، وذلك يضع لبنان في ذات التصنيف مع دولة اليونان والتي واجهت الإفلاس مؤخراً.

إقرأ أيضاً: الفقراء في لبنان يزدادون فقرا.. والحدّ الأدنى الى هبوط!
ولفت التقرير نفسه إلى دراسة حديثة صادرة عن الأمم المتحدة تحت عنوان “الحاجات ذات الأولوية” ، وتوثق هذه الدراسة أنّ عدد اللبنانيين المصنفين تحت خط الفقر يبلغ 1.5 مليون وذلك استناداً لمؤشر الدولارين يومياً المحدد من قبل البنك الدولي.
فيما عدد اللبنانيين فوق خط الفقر فهو 2.5 مليون.
وأوضحت الدراسة أنّه ضمن الدولة اللبنانية 269000 لاجئ فلسطيني مسجل، منهم 178.200 دون خط الفقر و 90.800 فوقه.
أما بالنسبة للنازحين السوريين المسجلين لدى الأمم المتحدة فهنالك مليون ونصف نازح، منهم 720 ألف دون خط الفقر و 780 ألف فوقه.

إقرأ أيضاً: ثورة الفقراء في «الضاحية الجنوبية» قادمة

هذه الأزمة لها انعكاسات عديدة، منها انتشار الأحياء الفقيرة والعشوائية، ومن أكثر المناطق التي تسجل نسباً عالية للفقر لبنانياً، مناطق عكار ومرجعيون وبنت جبيل والبقاع والحي الغربي في بيروت وكرم الزيتون في الاشرفية وحي التنك في طرابلس.

وهذه النسب تتوزع على الشكل التالي:البقاع 38%، الشمال 36%، الجنوب 31%، النبطية 25%، جبل لبنان 22%، بيروت 16 %

السابق
عهد لبنان الجديد واللاجئون السوريون في ضوء ما قاله الرئيس للصحافة الغربية
التالي
جورج قرداحي من الإعلام إلى الوزارة ومن حصة الجنرال!