أجواء إيجابية عكسها خطاب نصرالله لتسهيل تأليف حكومة الحريري

بدأ رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري أمس، استشاراته النيابية غير الملزمة في المجلس النيابي تستمر حتى نها هذا اليوم، وذلك تمهيداً لتشكيل حكومة العهد الأولى.

وافتتح اليوم الأول من الاستشارات، بعقد الحريري خلوة مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، تلاها اللقاء الرسمي بين الحريري وبري في الصالون النيابي ودام ربع ساعة. وعلمت «الحياة» ان بري ركز على أولوية الاهتمام بالأمور المعيشية وخصوصاً الكهرباء والمياه والخدمات الصحية وتأمين فرص عمل وإيجاد أسواق لتصريف الانتاج الزراعي الذي تراجع بفعل اقفال الحدود وتفعيل أجهزة الرقابة، إضافة الى قانون انتخاب وصحة التمثيل وتم التفاهم على عدم التأجيل وإجراء الانتخابات في موعدها.

اقرأ أيضاً: تعيين عون رئيساً حاجة دولية لتحييد لبنان

وفي ختام الجولة الأولى التقى الرئيس المكلف، كتلة «التنمية والتحرير» التي كانت اجتمعت برئاسة بري. وتحدث باسمها النائب أنور الخليل الذي وصف الإجتماع بـ «المفيد والمنتج والصريح للغاية، وبحثنا في الأمور المعيشية والأساسية التي يجب ان يحصل عليها المواطن، وأكدنا انه يجب ألا يتأخر تشكيل الحكومة». وقال: «ذكرنا بعض المشاريع التي يمكن أن تبدأ بها الحكومة كي تثبت انها تريد مصلحة الناس، وكان الرئيس الحريري متفهماً لجميع الأمور ووعد خيراً». وأكد أن الكتلة «لم تطالب بحقائب معينة بل طلبنا من الرئيس الحريري أن تكون عملية توزيع الحقائب عادلة بين الأفرقاء».

وفي حين وصف الحريري الجولة الصباحية لدى مغادرته ساحة النجمة للاستراحة بـ «الإيجابية والجيدة، وأن الجو منيح»، استكمل لقاءاته في الرابعة والنصف عصراً.

عدوان: من حقنا 3 حقائب

وأشار النائب جورج عدوان باسم كتلة «القوات اللبنانية» الى «أننا نريد حكومة يلتزم الجميع بقراراتها من دون غياب أو تعطيل، ومن يريد ممارسة التعطيل أو المعارضة فالباب مفتوح له ليكون خارجها، وأن تتعهد بالتفاهم على مشروع انتخابي جديد وإرساله الى المجلس معجلاً، وأن تقر الموازنة». وشدد على أن «القوات من حقها وفقاً للقواعد أن تكون لديها وزارة سيادية، ووزارة خدمات أساسية، ووزارة متوسطة لتكون فاعلة».

أما رئيس حزب «الكتائب» سامي الجميل فقال باسم كتلته، أنه «في هذا الجو الإيجابي الموجود، لا يمكننا إلا أن نكون إيجابيين، ونعطي فرصة لإنقاذ لبنان. وعلينا أن نسهل هذا الأمر قدر الإمكان»، مشيراً الى أن «اجتماعنا مع الرئيس الحريري الذي يربطنا فيه رابط الشهادة كان إيجابياً جداً».

وأكد النائب سليمان فرنجية «أننا مع تأليف حكومة وحدة وطنية»، مطالباً «بحقيبة أساسية». وأشار الى «أننا ننسق مع الرئيس بري والرئيس الحريري دائماً، لافتاً الى أنه «إذا عُرض علينا شيء جيد نقبل به وإذا لم تعرض علينا حقيبة تليق بنا لن نشارك». ولفت الى أن «ليس هناك مصارحة مع رئيس الجمهورية، فأنا أحترم موقعه، وإذا أحب أن يقيم جلسة مصارحة فأنا جاهز».

السيد حسن نصرالله

ووفق صحيفة السفير فانه يصح القول إن خطاب السيد نصرالله، أمس، في ذكرى وفاة أحد قادة حزب الله «يشكل بوصلة إلزامية للتأليف الحكومي، إذا التزم المعنيون بمندرجاتها، فيمكن الفوز بتوليفة حكومية بأسرع مما يتوقع كثيرون، وإذا تعذر ذلك، فلن تكون الأمور سريعة، كما يشتهي البعض».

ما قاله الأمين العام لـ «حزب الله» يعني أن ما بعد الحادي والثلاثين من تشرين الأول، هو غير ما قبله. وهو كلام موجَّه بالدرجة الأولى الى الرئيس العماد ميشال عون ومعاونيه وأبرزهم جبران باسيل. صار مطلوباً من «التيار» أن يقدّم نسخة جديدة يصح القول فيها «ميشال عون الثاني». فالجنرال الرئيس بات مطالَباً بأن يطمئن الآخرين وأن يكون أباً للجميع؛ وبالتالي، عليه أن يكون رحباً وقادراً على تبديد مخاوف الآخرين، كما وقف معه حلفاؤه في عز محاولات استهدافه طوال عقد من الزمن.

ولعل الرسالة الأهم التي أراد السيد نصرالله، توجيهها، تمثّلت في التأكيد على الحلف الوثيق مع الرئيس نبيه بري والإشارة المعروفة بأن «حزب الله» لن يشارك في الحكومة المقبلة من دون «أمل»، مطالِباً «التيار الحر» بعدم المشاركة في حكومة لا يتمثل بها الرئيس بري، على قاعدة التعامل بالمثل وردّ الجميل.

وقال: «كل ما بيننا هو الثقة، ونحن اليوم مطمئنون جداً، لأن الذي يسكن قصر بعبدا هو رجل وقائد وصادق وشجاع ووطني وشخصية مستقلة وجبل.. جبل ولا يُشرى ولا يُباع «ولا يبرم ولا يفتل» ولديه ثوابت ولديه مبادئ يثبت عليها ويسير عليها».
وكرّر نصرالله دعوته الى الجميع للتعاطي بإيجابية مع العهد الجديد، «ولنعتبر كلبنانيين أننا أمام فرصة وطنية كبرى للانطلاق من جديد وللعمل سوياً من أجل الحفاظ على بلدنا ومعالجة أزماته ومواجهة التحديات القائمة في هذا المحيط المتلاطمة أمواجه. ونحن رهاننا كبير جداً في حزب الله على قدرة الرئيس ميشال عون والعهد الجديد على إدارة كل الاستحقاقات الوطنية المقبلة».

وعلى صعيد الملف الحكومي، ذكّر «بأننا لم نسمِّ الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة ولم نسمِّ أحداً أساساً، ولكننا قمنا بكل التسهيلات الممكنة ليحصل هذا التكليف، ولتبدأ مرحلة جديدة».

وقال إن «هذا البلد يحتاج إلى حكومة وحدة وطنية، يحتاج الى تضافر كل القوى، يحتاج إلى تعاون كل القوى. هناك البعض يتمنى أن يكون أحدٌ ما بالمعارضة حتى هو يعني يقشّ شمال ويمين؛ هؤلاء مشتبهون. على كل حال الرئيس المكلف قال إنه سيمشي ويسعى بهذا الاتجاه وهذا جيد. هذه بداية جيدة».
وأكد أن «المعني بالتفاوض حول الحقائب وتشكيل الحكومة بالنيابة عن حركة أمل وعن حزب الله سوياً هو الرئيس نبيه بري.
وشدّد على أن اللبنانيين أمام فرصة جديدة، «اليوم نحن بلدنا مستقر أمنياً بنسبة كبيرة. هذا بفضل تضحيات الجيش والأجهزة الأمنية ورجال المقاومة ووعي الناس وتفهّم القوى السياسية. توجد مجموعة عوامل توصل إلى الأمن في لبنان، لا يوجد عامل واحد وحيد يُنسَب إليه هذا الفضل وهذا الإنجاز، هذا إنجاز مهم».

اقرأ أيضاً: برّي ضعيفاً: حاجة حزب الله له تتراجع

وختم في الملف اللبناني بالقول «لدينا عهد جديد وفرصة حكومة جديدة، ولدينا وضع في الإقليم مضطرب جداً، ولا يوجد أفق، بالعكس، (هناك) المزيد من الحروب المشتعلة… ونحن كلبنانيين نحن أمام فرصة تاريخية لنحميَ بلدنا ونتعاون لنحلَّ ما نقدر عليه من مشاكله، ونؤجل القضايا العالقة، ونعيد إحياء المؤسسات، ولكن هذا كله له علاقة بالروح الإيجابية والنية الصادقة والطيبة».

السابق
اشكال بين المحازبين العونيين و«المطرودين» في ساحة ساسين!
التالي
الوفاء للمقاومة: تجاوزنا ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة وهذا ما أكدنا عليه