هل يكون جبران باسيل الوسيط بين «حزب الله» والحريري؟

أتفق كل من «حزب الله» وتيار المستقبل على انتخاب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، ولكن عن بعد وشقاق، فتقاطع المصلحة بمجيء الجنرال رئيسا لم يُزل الخلافات بل يبدو انه عمّقها، فهل يلعب رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل دورا إيجابيا بين الحزب والتيار لتسهيل عهد الرئيس عون؟

يحمل رئيس الجمهورية الجديد العماد ميشال عون في رقبته دينين كبيرين: الأول لحزب الله الذي عطّل وصول جميع المرشحين المناوئين له الى سدة الرئاسة كرمى لعيونه، وأخّر عملية الإنتخاب على مدى سنتين وخمسة أشهر. أما الدين الثاني فهو للرئيس سعد الحريري الذي رشحه في اللحظة الأخيرة ضمن إطار تسوية كبيرة تمت بين كل من الولايات المتحدة وإيران كما أصبح معلوما.

اقرأ ايضًا: هل يعرقل «الفيتو الشيعي» تكليف الحريري؟

فكيف سيرد عون الدّين لسعد الحريري، رئيس الحكومة المنتظرة، والأولى التي ستكون في عهد ميشال عون؟. ومن المعلوم أنه من ضمن الصفقة-التسوية هو ترشيح الحريري لعون الى منصب الرئاسة مقابل تكليف الحريري برئاسة الحكومة، وترؤسه جميع الحكومات في عهد الرئيس ميشال عون التي ستمتد على 6 سنوات.

من هنا سيكون على التيار الوطني الحرّ، الذي يرأسه الوزير جبران باسيل صهر الرئيس، ان يلعب دور الوسيط بين الطرفين المتنازعين في تقريب وجهة نظرهما حول الحكومة المنتظرة، والتي يشهد الوضع القائم أننا لن تخرج منه بسهولة. وهو الذي لعب دور الوسيط بالتعاون مع نادر الحريري بين كل من الجنرال ميشال عون والرئيس سعد الحريري، والتي وصلت الى ما وصلنا إليه من تسوية رئاسيّة مهمة.

علما ان باسيل له تأثير كبير على الرئيس الجنرال عون، ويُعد اليد اليمنى له، لدرجة ان بعض الصحف أطلقت عليه مؤخرا لقب (نائب رئيس الجمهورية)، وهو منصب غير موجود أصلا في لبنان، لكن “الصهر” هو المقصود به، للإشارة الى مدى قوته وحضوره في قرارات الرئيس الثالث عشر في لبنان.

وفي ظل غياب الشخص الذي يرتبط بالجهتين القويتين إقليميا، لا يوجد وسيط لبناني قادر على حلحلة العقد بين كل من الحزب والمستقبل، علما ان علاقة نبيه بري بالحريري ليست بالتعقيد الذي قد يعطّل تشكيل حكومة قوية تتمثّل فيها كافة الطوائف.

فالميثاقية يمكن ان تتوفر في ظل مراضاة الحريري لبريّ بعدد من الوزارات السياديّة، الا ان ميشال عون لن يرضى بالتخليّ عمن وقف الى جانبه طيلة سنتين ونصف، وان يطعنه بظهره مما يعنيّ انه سيؤخر تشكيل الحكومة لحين إيجاد حلّ مناسب يرضيّ كل من حليفه الأساسي وحليفه الجديد.

لذا، من الطبيعي ان يُكلّف أقوى رجل في التيار للعمل على تقريب وجهات النظر. مما سيعزز دور جبران باسيل -الصهر، والوزير، والمستشار، أكثر فأكثر.

وفي اتصال مع المحلّلة السياسيّة الصحفيّة سكارليت حداد قالت ردا على سؤال “أكيد سيُصار الى إيجاد وسطاء. وهذه الوساطة ليس من مصلحة التيار فقط، بل هي لمصلحة الطرفين معا أي الحريري والتيار الوطني الحر”.

إقرأ أيضا: هل يبقى نبيه برّي في المشهد المقبل؟

واضافت “من المفترض بدء الوساطة”. واعتبرت ان “عين التينة هي المكان الأوفر لإنطلاقة الوساطة، فالإتصال موجود بين ما زال موجودا بين الرئيس بري والرئيس الحريري، وليست مقطوعة بينهما”. وعن امكانية لعب الوزير نهاد المشنوق دوره في الوساطة  من جانب الحريري قالت “لا أعرف”.

السابق
الكآبة ولائحة الممنوعات تجتاحان الشعب الإيراني
التالي
هل حسم القرار حول شكل الحكومة المقبلة؟