خطاب القسم أرضى الجميع… وغموض حول المشاورات

مجلس الوزراء اللبناني
أصبح ميشال عون رئيساً للجمهورية. وبعودته الى بعبدا، ارتفعَ العَلم اللبناني مجدداً فوق القصر الجمهوري.

أمام استهلالية العهد الجديد كانت قبولَ استقالة حكومة تمّام سلام والطلب إليها الاستمرار في تصريف الاعمال ريثما يتمّ تشكيل حكومة جديدة، ومن ثمّ دعوة وجّهها رئيس الجمهورية الى الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية الرئيس المكلّف تشكيلَ الحكومة العتيدة يومي الغد وبعده، والتي يُنتظر أن تسمي الرئيس سعد االحريري. غير ان غموضا يكتنف تلك المشاورات ومدتها وما سوف تسفر عنه، وما اذا كانت سوف تستخدم وسيلة ضغط جديدة للتعطيل.

اقرأ أيضاً: هؤلاء هم الخاسرون في معركة الرئاسة اللبنانية

شهدت جلسة 31 تشرين الاول سابقة لم تعرفها أي دورة انتخابية رئاسية في تاريخ لبنان، إلى حدّ استواء العماد ميشال عون الرئيس الثالث عشر للجمهورية على كرسي الرئاسة الشاغر منذ سنتين وخمسة اشهر، وفي جلسة انتخابية هي الأطول في التاريخ اللبناني.

وفيما التعويل كان واضحاً على فوز عون من الدورة الأولى، إلّا أنّ خريطة الأصوات النيابية، فرَضت عَقد دورتين، والنسبة العالية من المعترضين، زرَعت في بعض الزوايا السياسية شيئاً من الإرباك والتوتر والقلق من “كمينٍ ما” يشتّت الأصوات ويلقيها خارج السياق الذي انتهت إليه جلسة الانتخاب.

وبعد أن أدى اليمين الدستورية، ألقى الرئيس ميشال عون خطاب القسم، وقد وصَف مراقبون أ خطاب القسَم “بالخطاب المدروس والواقعي، غير فضفاض، لم يرسم العناوين الكبرى والصعبة ولا الوعود الضخمة الصعبة المنال، بل لامسَ جوهرَ المشاكل ورسَم خريطة الطريق الى كيفية مقاربة الاولويات، وحدَّد مسار المعالجة، وكان جريئاً في إطلاق التعهّد بإنجاز قانون جديد للانتخابات قبل نهاية ولاية المجلس الحالي، كما اختارَ عون في هذا الخطاب التعابيرَ التي تمدّ اليَد ولا تستفزّ أحداً.

ميشال عون

وبدا واضحاً من ردود الفعل على الخطاب ومسارعة عواصم غربية وعربية واقليمية الى الترحيب بانتخابه انه اطلق دينامية طمأنة للمتخوفين من انتخابه اقله على مستوى التوجهات العريضة التي تعهدها في الخطاب. أول هذه التوجهات ابرزها الرئيس عون في حديثه عن “احترام الميثاق والدستور والقوانين من خلال الشراكة الوطنية التي هي جوهر نظامنا”، كما تشديده على “ضرورة تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني بكاملها من دون انتقائية أو استنسابية وتطويرها وفق الحاجة من خلال توافق وطني”، كما دعا الى اقرار قانون انتخاب “يؤمن عدالة التمثيل”.

اقرأ أيضاً: هل سيقطف الحريري ثمرة دعمه لـ«عون» أم سيدفع ثمن تنازلاته؟

الاصداء الخارجية

كما توقفت المصادر على سلسلة الاتصالات التي تلقاها عون من عدد من الرؤساء العرب والاجانب من ابرزهم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والرئيس الايراني حسن روحاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كما تلقى اتصالا من الرئيس السوري بشار الاسد. اذ سارعت مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان الى الترحيب بانتخاب الرئيس عون، أصدرت وزارة الخارجية الاميركية بيانا هنأت فيه “الشعب اللبناني على انتخاب عون ” واعتبرت ان هذه الانتخابات “تشكل فرصة لخروج لبنان من سنوات الجمود السياسي وبناء مستقبل اكثر ازدهاراً واستقراراً للبنانيين” ودعت جميع الاطراف الى “التمسك بالتزامات لبنان الدولية”.

السابق
من هي السيّدة الأولى ناديا الشامي عون؟
التالي
عهد الرئيس عون يرسخ حقبة الشيعية السياسية