تهنئة من لاجئين سوريين للجنرال والشعب اللبناني!

لا يمكننا أن نفرق بين الشعبين اللبناني والسوري في نسيجهما الاجتماعي والثقافي والإنساني إضافة إلى كثير من الأطر المشتركة التي تجمعهما عبر التاريخ وفي الحاضر وفي الصعوبات والتحديات والتوازنات السياسية وفي الأفراح والأتراح. فهذا أمر صعب إنكاره ويُبعد كلَّ البعد عن الواقع وما يربط شعوبنا في هذه المنطقة ببعضها بعضا والتأثر فيما بينهما بقضايا مختلفة مصيرية.

وفي هذا فرحة وأمل اللبنانيين في انتخاب رئيس للبلاد وتحسين أوضاع بلادهم من مختلف النواحي هو أيضًا فرحة السوريين وأمل لهم في الرجوع لبلادهم وتخليصها وتحريرها من نظام ديكتاتوري مُحتل للسلطة كما كان مُحتل للبنان منذ سنوات ماضية، وتخلصهم من جماعات متطرفة إرهابية اللذان أصبحا يشكلان خللًا للمنطقة بأكملها وبالأخص في مسألة اللجوء السوري في لبنان الشقيق.

ولم يعد لنا كسوريين هُنا في فصل مأساتنا عن مواقف وتدخلات أيضًا الدول الخارجية في الصراع القائم والحرب المستمرة. وهذا يضع على عاتقنا كوننا نشكل أزمة للبلدان الأخرى المجاورة أن نطالبها بمواقف تفيد الانسان السوري أو اللاجئ وتساعد وتهدف في وقف الحرب وعودة اللاجئين إلى بيوتهم ومدنهم بأقل أضرار ممكنة لدى الطرفين والانصاف لحقهم في العيش بوطن يسوده الحرية والكرامة والعدالة للفرد. كما كان السوريون يرفعون هذه الشعارات في بداية الشهور السبعة الأولى لثورتهم وحقهم في الحياة والحرية والكرامة والتخلص من الظلم والاستبداد ومازال مستمرًا هذا الحق كمطلب لهم.

فقد هرب اللاجئون السوريون من حرب تٌشن عليهم بأبشع أنواع الأسلحة والطائرات والبراميل المتفجرة، في تدمير مدنهم وبيوتهم من قبل طيران نظام محتل زرع جماعات إرهابية متطرفة تزيد مأساتهم في مدنهم وحياتهم اليومية وتهجرهم إلى دول الجوار ومنها لبنان بعد مطالبتهم بهذا الحق، إلى اصطدامهم مع حرب أخرى تٌشن ضدهم لأسباب كثيرة ومنها ما ارتكبه النظام السوري باحتلاله لبنان وهذه أحد الأمور المشتركة التي تذوقها الشعب اللبناني والسوري فيما بينهما وازاد شرخ النسيج الاجتماعي، وممارسة أرذل أنواع السلوكيات بذهنيته المستبدة المتسلطة على أشقائنا اللبنانيين من أهالي وسياسيين وإعلاميين بأزلامه ومخابراته التي مازالت تمارس نفس الشيء على بلدنا سوريا بكل ما أتيح لها من قوة ودعم خارجي وداخلي.

بالإضافة لوجود أسباب أخرى عديدة ومنها بنية المجتمع اللبناني المصطبغ بالطائفية السياسية والأخطاء التي تحصل أيضا بشكل فردي هنا وهناك ولكن يوجد شعور عام بشكل أو بأخر يشكل خطر على اللاجئين السوريين وعلى المجتمع اللبناني في هذا الشأن.
رغم هذا لا يرغب اللاجئون السوريون في بقائهم بشكل دائم عند الأشقاء اللبنانيين ويرفضون أي محاولة للتوطين وماشابه ذلك.

على الرغم من كل التصرفات والتصريحات والآليات والقوانين والإجراءات الأمنية والممارسات والسلوكيات التي شاهدنها في مختلف المناق اللبنانية تجاه التوافد السوري، والتي لا تعبر ولا تدل على قيم أخلاقية وإنسانية تتفهم حجم المعاناة والإجماع على تعامل معها بالشكل الجيد من قبل مختلف المكونات السياسية للبلد بما يحافظ على كرامتنا أمام مذلة ومعاناة الحرب والصراع وألة الحرب والتدمير التي يشنها النظام والجماعات الأخرى.
وإن هذه الجماعات التي شكلت خطرا وتهديدا لحياتنا وتدمير لبيوتنا توافدت على بلدنا من مناطق وجهات وبلدان متعددة، وساعد على هذا التوافد المواقف المختلفة.
تقاتل باسم المقدس والله منها بجانب النظام ومنها بجانب المعارضة كفصائل مسلحة ومنها ما توافد إلينا من لبنان للدفاع عن النظام السوري والقتال باسم المحافظة على المقدسات في سوريا.

إقرأ أيضاً: هل يولد ميشال عون جديد ؟
وإن طريق القدس يحب أن يوجد في دمشق ومناطق أخرى في سورية؛ وهذا زاد من دمار البيوت والمدن وزيادة هذه الحرب الضروس وتحولت إلى لغة طائفية كبيرة ولحرب ضروس وهذا زاد من توافد اللاجئين ليس فقط إلى لبنان بل إلى بلدان أخرى وزاد أيضا المعاناة على الشعب اللبناني والسوري وتراكم حجم المشكلة والمأساة في هذه الأسباب.

اليوم في هذه اللحظة الجميلة في تاريخ الشعب اللبناني برئاسة الجنرال عون يقدم اللاجئون السوريون أعظم وأطيب التهاني وشعورهم بالفرح في انتخاب رئيس للبلاد وأمنياتهم لهم بالاستقرار ومعالجة الأزمات والقضايا الشائكة من كافة الأبعاد الاقتصادية والسياسية في الداخل والخارج.
وايضًا لدينا وعي وتفهم وتعاون مع الشعب اللبناني والرئاسة بأن هذه المشكلة الاجتماعية في تزايد عدد اللاجئين تشكل أزمة وخطرا حقيقيا على السوريين واللبنانيين وليس هدف السوريين من بقائهم وانتظارهم سوى العودة لبيوتهم وأوطانهم والمحافظة على كرامتهم.

إقرأ أيضاً: عهد الرئيس عون يرسخ حقبة الشيعية السياسية

وليس لهم مطلب وحق بينكم سوى أن ينظر الشعب اللبناني ودولة الرئيس في أن أحد أسباب مشكلة اللاجئين والمشكلة في سوريا هي المواقف غير العادلة للدول والتكتلات الخارجية والحركات المسلحة التي تقاتل باسم المقدس في بلدنا ومنها توافد من لبنان وهذا بحد ذاته يعقد المسألة مالم يكن لدينا مواقف في إدانة العنصرية بشكلها المسلح التي تستثمر الدين في الدفاع عن الاستبداد والطاغية، واستمرارنا في مبادئ وقيم بمواقف تحافظ على السلام وحرية وكرامة الفرد اللبناني والسوري والمواطن الشرقي. في معالجة هذه المسألة.
لا مستقبل لبلدنا والعودة إليه بمواقف مازالت تؤيد الحروب المقدسة وتؤيد القاتل والمستبد الذي كان يومًا من الأيام سلطة محتلة هاتكة وملاحقة للبنانيين وبلدهم في الشاردة والواردة والمسائل الصغيرة والكبيرة.

السابق
حزب الله و الإنتصارات!
التالي
بالفيديو.. ميريام كلينك ترد على جعجع: بركي مرتك!