حزب الله يصل إلى أعلى نقطة صاعدة في خط تاريخه

يبدو أن العام 2016 شكل بالنسبة لحزب الله أعلى نقطة صاعدة في خط تاريخه، و نقطة إنتقال من إستراتيجية السيطرة على البلد إلى كيفية إدارة البلد في المرحلة المقبلة، ذلك أن ما تهيأ له لا يكمن على السطح، و المشابهة المخادعة التي يستخدمها البعض بغباء لا توصل إلى معرفة كنهه بل تضيعها.

لقد أعطى الحزب لوجوده في زماننا هذا بعداً إقليميا و دولياً إنطلاقاً من جغرافية الصراع فيها حار و ذو عمق إستراتيجي نوعي يتخطى المساحة الدينية والحدود المذهبية المعلنة، إلى حساب النهائيات و الإشتقاقات و المتسلسلات، والأخذ بالحسبان التغير الحاصل في الدوال و تحليلها .

ماذا سيكون أمام رجل يقف أمام منجم أستنزف ما في بطنه، هل سيقول أن الغد سيكشف له عروق جديدة داخل المنجم؟. ماذا سيكون أمام معارض للحزب أن يفعل؟ هل سيقول أن الغد سيكشف له بالدعاء و التسليم عن قوة جديدة تقلب المعادلة؟

لقد وصلت الرئاسة الأولى إلى حيث أرادها أن تكون، و كيف تكون، و متى تكون، هي ستؤول في 31 تشرين الأول إلى من تفاهم معه و عمل له و لصالحه و مصالحه طوال الماضي من الأيام و السنين ، وعجباً هي وصلت إلى ما وصلت إليه بإعلان تأييد واضح من خصومه، و غصباً عن حلفاءه المحلين، و بمباركة من الأعداء الإقليميين و الدوليين، وبغض للنظر من واضعيه على لائحة الإرهابين.لقد وصلت إلى من هو في سن الرابعة و ثمانين في تعبير لن يفهمه إلا دارس لعوالم الفراغ الرمزي الذي يحمل فكرة جديدة لكنها لا تتسامى مطلقا للجدة .

إقرأ أيضاً: نظام الاسد يقضم الغوطة مع حزب الله وصمت إعلامي شامل ومريب

حزب الله وصل إلى خياره و هو مطمئن على مصير جميع الآذارين، لقد تكفل شخصياً بالقضاء على تجمع 8 و ترك أمر قوى 14 إلى سعد الدين، فكان ترشيح سليمان بك فرنجية الشعرة التي قسمت ضهرها. سيد الأحزاب أوصل الأحزاب و الكتل النيابية إلى الإستحقاق الرئاسي منقسمين مبعثرين، و هو الامر الذي سيسهم في إنتخاب رئيس للجمهورية بعدد من الأصوات قليل، ليتبعه بعد ذلك عرض لمسرحية التكليف و من ثم التأليف لحكومة لا يختلف إثنين على أنها تنفيذ لقرار متخذ بالتعيين، ثم ليرضى المكلف بالتكليف و لا يرضى من بمقتل رئيس للحكومة في وقت سابق أدين، فلا يسميه عندما يستشيره من بفضله أتى رئيس، ثم بعد ذلك يمنحه الثقة كما العادة وفقاً لشريعة التقية في مجلس رئيسه معارض له لما أقدم عليه من تسهيل لإنتخاب رئيس للجمهورية و إتفاق على حكومة من دون المرور بطاولته المستديرة أو الإلتفات إلى لقاءاته الدائمة الأسبوعية على الرغم من إعتراضه المعلن و إمتعاضه الصريح.

إقرأ أيضاً: بالفيديو: حزب الله في سوريا يستنجد «لبيك يا عباس اجوا الدبابات» .. والمعارضة السورية تعلق!

التلهي بالقريب المنظور و الإيمان بأن البعيد غير موجود و بأن رب البلد هو الذي فيها، لههلوسة غير مقبولة لعقلا غارقا في الغباء، حدوده الخلاف على من سبق من في الوجود البيضة أم الدجاجة، أما حزب الله، و للعين أن تغمض عليها جفنها أو بأمكانها أن تبصر و تراقب و تحكم، فمن الواضح أنه يتمسك بتفكير متقدم كبير يعالج به مجموعة كاملة من الإمكانات و الإحتمالات و الوظائف و العمليات و المعادلات بعين تراقب النتيجة و تراقب مسارها و مجراها، حده التناسب و ذلك يفرض على أداءه الثبات.

السابق
أحمد الحريري: حزب الله لم يوصل عون طيلة 11 عاماً والحريري أوصله في 11 يوماً
التالي
زخريا لـ«جنوبية»: الورقة البيضاء من سليمان فرنجية هي خير سند لـ«PLAN A»