إنّه يومنا الأخير قبل أن تكتظ سجون ميشال عون

تنص المادة 384 من الدستور اللبناني على أنّ كل من يقدم على تحقير رئيس الدولة يعاقب بالحبس من ستة اشهر الى سنتين،

هذه العقوبة الموثقة أعلاه سوف يواجهها العديد من الإعلاميين والناشطين والمواطنين، الذين عليهم أن يكبحوا رأيهم بالجنرال وأن ينمقوا أقلامهم وكلماتهم وصفحاتهم الفيسبوكية والتويترية وإلا كان القضاء وأحكامه الميثاقية بالمرصاد لكل من سوّلت له ديمقراطيته الغبية الاعتداء على الذات العونية.
إذاً، وقبل مرحلة سجون الذاتية، يبقى غداً هو اليوم الأخير للحرية في التلذذ بشراب ليمون الرابية، ليتحول بعدها الجنرال إلى أبٍ جامعٍ شئنا أم أبينا، فصوره سوف تعلق فوق رؤوسنا جميعاً بدءا من أول المعترضين في البرلمان وصولاً لأصغر مدير مدرسة في الشمال.

وسيصبح هو “بي الجمهورية”، سيشتم الإعلام سوف يتحدث من “الزنار ونزول”، وسوف يبخ سموم الطائفية، أما نحن فسوف نصمت صمتاً كافراً مداه ست سنوات إلا إذا شاءت رحمة الله أن تنهي العهد البرتقالي باكراً.

لذا، يوم غد هو الأهم، سنستيقظ جميعاً ونبعد عن أعيننا كل ما هو أورونجي، قبل الدخول في دوامة عهد الليمون وأبعاده، سوف نفتح صفحاتنا ومواقعنا وقهاوينا وكل مساحات التعبير عن الرأي ونعلق على العصر العوني لست سنوات قادمة.
إذ أنّه وبعد 24 ساعة لن يكون لساكن القصر إلا كل إجلال واحترام وانحناء، بينما الانتقاد الساخر سوف يصبح خطيئة محرمة تمارس كما العادة السرية من تحت الطاولات.

إقرأ أيضاً: «بوانتاج» الأصوات النيابية هل سيحسمها عون في الدورة الأولى؟

في أوروبا، وفي أمريكا، بإمكانك أن تنتقد الرئيس، وأن تسخر منه وتسخف من أدائه وأن تكون لاذعاً بل وحتى وقحاً، ولكن ديمقراطية لبنان تحوّل (هذا الرئيس) إلى نصف إله، هو ليس كما بشار الأسد بديكتاتوريته هو ظلّه بهذه المادة الدستورية التي تحوله لفوق القانون، فيصبح المساس به مساساً بالجمهورية وشرعيتها.

هو “سيدي الرئيس”، وإن غمره الفساد، وإن عيّن الطفل المعجزة في جميع الوزارات، فأساء للبنان تارة مع كارولين وطوراً مع (ربما) مارغريت.
هو “سيدي الرئيس” وإن تحوّلت الجمهورية لمزرعة الصهرين والبنات وأبناء الأخ وبنات الأخوات.. وحوّلنا  لمجموعة من “الخوتان”.
سنقول “مبارك”.. “سيدي الرئيس”.

إقرأ أيضاً:  عون 2015: المجلس النيابي الحالي فاقد للشرعية!
هو “سيدي الرئيس” وإن كان الهارب من لبنان، وشياطين بعبدا ما زالت تؤرخ لـ 13 ت1، انتصار الهزيمة، وموت الكرامة، وبيع الوطن والجيش على درب السفارات والتخلّي والسقوط لأجل المصلحة الشخصية.

هو “سيدي الرئيس”، الذليل، متسول الرئاسة من بوابات حريك وبيت الوسط، وعين التينة، وكليمنصو .. وكل ما شاء له السبيل وكل من منّ عليه بصوت.

هو “سيدي الرئيس”، يقدم الطاعة، وتقدم له الطاعة، بئس “هو”، وبئس “نحن”… وبئس “لبنان” لا شرعية له ولا حرية ولا سيادة لـ 6 سنوات.

السابق
بدء المرحلة الثانية من ملحمة حلب والجولاني يشارك
التالي
عقاب صقر يصل غداً إلى لبنان