لبنان في جيب ايران مع رئاسة عون أو من دونها

في مقال بعنوان "ميشال عون ليس حلاً.. ليس مشكلة" كتب الصحافي والمحلل السياسي نديم قطيش في جريد الشرق الاوسط مقالا حول التحديات التي يمر بها لبنان بعد مجيء ميشال عون رئيساً.

يقول قطيش، من سخرية القدر ان يأتي عون رئيساً ويحقق حلمه في الوصول إلى قصر بعبدا، ولكن رئاسته ستكون بدو وزن، ليس لأن إتفاق الطائف أجرى تعديلات عميقة في بنية الجمهورية اللبنانية فقط. لأن برأي قطيش فإن مكانة الرئيس في النظام كبيرة رغم تقلص سلطته وضعفه.
ويشرح قطيش وجهة نظره ويسأل  عن وزن ومكانة الرئاسة في ظل التوازن الحربي القائم، لأنها لن تحقق غرضها الطامح له عون لا لجهة الإصلاح ولا لجهة التغيير.
لم يعد موقع الرئاسة يشكل خطراً كالذي كانت تشكله في الفترة السابقة ويضيف قطيش “كان هاجس 14 آذار عدم تسليم البلد من موقعه الرسمي لجهة تعادي العرب.
ففي الحقيقة سقط الهاجس هذا بعد إنتقال لبنان إلى موقع التحالفات المعادية للعرب والوقوف في خانة قرارات حزب الله.
فمع رئيس او بدون رئيس “جمدت الهبات العسكرية، وجرت حملة إعلامية ضد لبنان واللبنانيين وقد يُبحث تخفيض التمثيل الدبلوماسي السعودي والخليجي نتيجة خطابات نصرالله”.
وأضاف قطيش ان “العالم بات يتعامل مع لبنان بإعتبار رئيسه حسن نصرالله، ايأً تكن هوية الرئيس وإنتمائه”. ويرى قطيش ان هذا الشيء يؤسس لحقبة جديدة للبنان، فرئاسة عون لن تعود بالويل على لبنان أكثر مما هو حاصل الآن.
ولا يبرر قطيش مجيء عون ليخفف حدة وقعه على جمهور كبير غير موافق على مجيئه لتطاوله على مقام الشهيد رفيق الحرير لأن اللبنانيين لديهم حقبة كبيرة من تجاوز بعضهم لبعض بلغة الدم.

إقرأ أيضاً: هل طرد الحريري نديم قطيش؟ أم «سرقته» قناة «العربية»؟
ويضيف الكاتب ان لبنان ليس مشكلته عون، مشكلته هي حزب الله المنخرط بالدم الطائفي في الحروب الأهلية والطائفية في المنطقة. وبحسب رأيه فإن لبنان مقبل على فصل خطير لأنه أسير إرادة اجندة حزب الله والحريق الإقليمي. وخطورة الأمر تكمن ان ايران تستعد هي الاخرى لتبدلات عميقة على صعيدها الداخلي لأن الخامنئي غير باقٍ، ولأن إيران إختلفت بعد إتفاقها النووي مع اميركا، أما عن حزب الله فهو ضمن معادلة الحرس الثوري الذي يتعرض للضغط من قبل الإصلاحيين وولاية الفقيه المتخوفة من إنقلاب يقوده الحرس عليها.

إقرأ أيضاً: نديم قطيش: التضامن مع «إبن أنيسة» كما التضامن مع اسرائيل
وينهي الكاتب مقاله ان لبنان سيكون ساحة إنعكاس للصراع الداخلي في إيران، وسيزداد الخطر على البلد الصغير عندما يقرر حزب الله العودة إلى لبنان بالإنتصار الذي وعد به نصرالله. ويعلم حزب الله ان للأمر اهوال كبرى خصوصاً مع إستئثار روسيا في قرارها داخل الصراع السوري فكيف سيتصرف حزب الله مع الامر بعد ان قاتل لسنوات طويلة إلى جانب الأسد وحصدت روسيا قواعد عسكرية في المشرق؟

السابق
الثوار يعلنون انطلاق ملحمة حلب الكبرى عسكرياً: سوف نكسر الحصار
التالي
هيفاء وهبي تردّ وتتهم الـmbc بالكذب