قانون لبناني جديد يحمي السجناء من الإنتهاكات وسوء المعاملة

ينتظر السجناء اللبنانيون وغير اللبنانيين الموجودين حالياً داخل السجون قرار البت بالقانون الصادر مؤخراً بإنشاء لجنة لمراقبة الإنتهاكات التي يتعرضون لها داخل زنازينهم. وفي حال طُبق هذا القانون سيتمكن السجناء من إستعادة بعض كرامتهم التي يشتكي عدد منهم من إستباحتها نتيجة الإنتهاكات التي يتعرضون لها داخل السجون.

بتاريخ 19 تشرين الاول 2016 صدر قرار عن البرلمان اللبناني  بإنشاء “المعهد الوطني لحقوق الإنسان”، ويضم المعهد لجنة متخصصة بالتحقيق في قضايا السجناء، والتحقق من شكاوى استخدام التعذيب ضدهم وإساءة معاملتهم من قبل الاجهزة الامنية اللبنانية.

وباركت منظمة هيومن رايتس ووتش الخطوة. وسيقوم المعهد الذي أعلن عن إنشائه في رصد حالات إنتهاكات حقوق الإنسان ،وسيبدأ بتلقي الشكاوى عن إنتهاكات حصلت مع السجناء وسيتم العمل بالمشروع الجديد الذي يحمل إسم “لجنة الوقاية من التعذيب” بالقريب العاجل، وسيوكل لهذه اللجنة مهمة زيارة السجون بشكل مفاجئ والتحقيق في ملفات تعذيب وإنتهاك حرية المساجين. وعلقت مديرة قسم الشرق الاوسط في هيومن رايتس ووتش لمى فقيه على الخبر بالقول ان لبنان إتخذ خطوات إيجابية لتعزيز حقوق الإنسان والقضاء على آفة التعذيب”.

وتعد خطوة لبنان بإنشاء هذه اللجنة في إطار إمتثال لبنان للبروتوكول الإختياري الملحق بإتفاقية مناهضة التعذيب. ومن صلاحية اللجنة الدخول إلى جميع اماكن الإحتجاز دون أخذ إذن مسبق او تقديم توصيات، وستصدر اللجنة تقارير دورية عن النتائج التي جمعتها خلال عملها مع المساجين وملفات الإنتهاكات الإنسانية.

إقرأ أيضاً: مخفر حبيش: السجناء ينامون بالدور.. كُرمى لأمير الكبتاغون ومرافقيه

ويشتكي عدد من السجناء في السجون اللبنانية من إساءة معاملتهم وإبتزازهم، بالإضافة إلى الفساد المنتشر داخلها وتهالك البنية التحتية في السجون وإنعدام التنظيم. كذلك يثير عدد من أهالي المعتقلين الإسلاميين مسألة التمييز والمعاملة السيئة التي يتعرض لها السجناء الإسلاميين داخل معتقلاتهم وجمود ملفاتهم لدى القضاء اللبناني. وتحاول بعض الجمعيات واللجان الحقوقية تحريك ملف المساجين وبحث أوضاعهم مع السلطات اللبنانية. كما وتصدر بين الحين والاخرى بيانات تطالب بحماية السجناء وتحسين ظروفهم الحياتية والقيام بإصلاح أماكن إحتجازهم وذلك تطبيقاً للإتفاقات التي وقعها لبنان مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الكبرى.

التعذيب في السجون

وكان موقع “جنوبية” قد تواصل في السابق مع عبد السلام هزيم وهو قريب احد المعتقلين الإسلاميين في سجن رومية، واخبر هزيم “جنوبية” بتعرض أقاربه يوسف نجار وصهره مظهر هزيم للضرب من قبل احد الضباط على خلفية فرح السجينيّن بخبر فوز لائحة “قرار طرابلس” خلال فترة الإنتخابات البلدية.

كذلك حصلت جنوبية في منتصف الشهر الحالي على معلومات تفيد بتخصيص غرفة خاصة للموقوف السعودي الملقب “بأمير الكبتاغون” في حين تم حصر الموقوفين في الغرف المتبقية ويصل عدد الموقوفين في كل غرفة إلى 45 شخصاً.

في السابق وجه مركز “الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب” بياناً إستنكر فيه وضع السجينات النساء المزري الذي لا يقل سوءاً عن وضع الذكور، وإستنكر حينها مركز الخيام وجود 4 سجون للنساء وسجن واحد للقاصرات واغلب تلك السجون مكتظة. وتسرب سابقاً فيديو يظهر فيه قيام عناصر تابعة لجهاز رسمي لبناني يقومون بتعذيب احد المعتقلين الإسلاميين.

وتغيب البرامج التي تهتم بالمعتقلين والسجناء بهدف إعادة تأهيلهم، ما عدا بعض المبادرات الفردية كالتي تقوم بها الممثلة اللبنانية زينة دكاش المهتمة بهذا الشأن بحيث خصصت لهم حصصا تدريبية على التمثيل للتعبير عن معاناتهم وأحلامهم وامالهم.

إقرأ أيضاً: فحوص العذرية.. للتثبت من المثلية !

كذلك تواصل موقع “جنوبية” مع حسين م. وهو سجين سابق في سجن رومية وعلق على خبر إنشاء لجنة لمراقبة الإنتهاكات بالقول “ان مسالة مراقبة الإنتهاكات مهم جداً، وقد يضع السجناء في موضع المحميين قانونياً من أي معاملة سيئة، ولكن مسألة مهمة اخرى يجب البحث بها من قبل المعنيين إلا وهي إنجاز مشروع لتحسين البنى التحتية للسجون المكتظة غير المطابقة لأبسط شروط الإقامة في السجن. وأردف حسين قائلاً “ان الفساد الموجود داخل السجون يسهل عملية إستئثار بعض المساجين على حساب سجناء اخرين.”

وأضاف حسين “أن الخطوة التي قامت بها اللجنة قد تردع الإنتهاكات ومن الممكن ان تكون خطوة صحيحة لتحسين سمعة السجون اللبنانية التي لا تختلف عن سمعة السجون العربية.”

 

وأضاف “يجب العمل بكثافة على تحسن حياة السجناء الذين يعانون من مشاكل عدة من ضمنها الإهانة وسوء المعاملة بالإضافة إلى التهميش النفسي وعدم إستيعابهم إجتماعياً بعد قضاء مدة حكمهم.”

السابق
من هو ملحم بركات؟
التالي
هكذا نعى أهل الفن والسياسة الموسيقار ملحم بركات