قبلةٌ .. إلى تلك اليد وتلك الوجوه

من هم؟ ريتا؟ فاطمة أو ربما حسناء.. وأحمد ومحمد وشادي.

أطفالٌ رضعوا حليب الحرب، ولعبوا بين القبور، هم مواليد الثورة أو نضجوا بها لا يعلمون عن سوريا الأسد إلا مشاهد الدمار والحرب لأجل الحرية، لا يفقهون عن العرب إلا الصمت والتخاذل، ولم يتوقعوا من الأمم ومن جلسات مجالس الأمن إلا تكريم ممثل قاتلهم.

في الصباح لم يتوقع أيّ من هؤلاء أنّه شهيد، ولم يتوقع أيّ من الأهالي أنّ أطفالهم لن يدرسوا بعد اليوم.

إقرأ أيضاً: يدٌ اقتطعتها قذيفة كانت تحمل قلماً لترسم الحياة

صوت فتاة في شريط فيديو تصرخ قائلة “ما عاد بدي روح عالمدرسة”. صرخة لن يسمعها العواهر ولا العاهرات، وما أكثرهم وأكثرهن فوق الكراسي وفي المناصب يحركون مصائر الدول ويتاجرون بقطع أجساد الأطفال.

يوم مدرسي، أطفال شجعان طلبوا العلم في وطن الحرب، الصف بارد ولا تجهيزات، الثياب بالية وربما البعض منهم حفاة، ولكن كلّ ذلك لم يمنعهم عن الذهاب والجلوس والدراسة.

إقرأ أيضاً: في إدلب وبالفيديو: بعد ست غارات على المدرسة لم تبقَ إلا يد تمسك الحقيبة

ليدق الجرس، جرسين، انصراف وموت، فالقاتل كان ينتظرهم، وغاراته موقوتة على مواعيد خروجهم، في دقائق تحوّلوا من أطفال إلى شهداء ومن طلاب إلى أموات.
انتهت المسرحية، انتصر الشرير، وغداً ربما يقول في إحدى إطلالاته مع مومس جديدة “هؤلاء ليسوا في سوريا كلّ شيء مفبرك أطفالنا ينعمون بالأمان والرفاهية”.

السابق
في إدلب وبالفيديو: بعد ست غارات على المدرسة لم تبقَ إلا يد تمسك الحقيبة
التالي
الأسد ودود مع جيرانه وزوجته ترسل لهم «سكبة»