لهذا ينتحر اللبنانيون!

ليس من العجب أن نسمع بنشرات الأخبار عن معدلات الانتحار المتزايدة باستمرار، فقد أصبح معدّله في لبنان، حالة كل يومين ونصف يشهد لبنان حالة منها.

كمية الإحباط التي يعاني منها اللبناني أصبحت تفوق قدرته على التحمّل، ولم يعد يقوى على العيش متخبّطاً بين أحلامه وأفكاره وطموحاته من ناحية، وواقعه البعيد كل البعد عنها من ناحية أخرى.

اقرأ أيضاً: لعنة «المرأة الغاوية» في الأديان ما زالت مستمرة

معدل البطالة في لبنان يتجاوز ال ٣٦٪‏ بين الشباب، اي بين كل مئة شاب هناك ٣٦ منهم عاطلين عن العمل مرغمين على ممارسة البطالة بدل ممارسة العمل، ملزمين بزيادة إحباطهم بدل زيادة إنتاجهم، يكافحون من اجل تأمين لقمة عيشهم بدل مكافحتهم لتحقيق احلامهم. وفي كل يوم جديد شخص آخر على الأقل ينضم اليهم ليعيش واقعهم ويعاني معاناتهم.
شباب هاجروا، ترَكُوا وطنهم وعائلاتهم وأقاربهم وأصدقاءهم وذهبوا الى غير رجعة، وشباب يعملون جاهدين للحصول على تأشيرة تحملهم الى حيث يجدون وطناً يحميهم ويحتويهم، وطناً يجعل منهم مواطنين يتمتعون بالحد الأدنى من الحقوق ويفتح لهم الآفاق لتحقيق أحلامهم، وشباب يَرَوْن الحياة تمرّ أمامهم، تسحقهم بمرورها الأيام بدل أن تحملهم معها الى الأمام، فيجدون أنفسهم عاجزين عن اللحاق بها فقط لأنهم متمسكين بوطنهم ومنهم لأنهم لا يملكون الوسيلة لمغادرته.

الانتحار
أزمات متتالية تطال لبنان والمتضرر الأول منها هو الشعب. تؤذي صحته، تطيح بعمله، تهدد حياته، تؤرق مضجعه، تحرق أعصابه، تتعب تفكيره.
تعددت أسباب الموت البطيء والسريع في لبنان، قتل، نفايات، تلوث، غذاء ودواء فاسد، انعدام الضمائر، غياب الانسانية، المخدرات، حوادث السير، رصاص طائش، إشكالات فردية وعائلية وطائفية وحزبية، حوادث ناتجة عن إهمال الدولة، عنف منزلي … والملفت أن كل ذلك يحصل بكثرة وليس استثناءات.

اقرأ أيضاً: رسالة إليكم جميعاً : تضرب منّك إلو

لم يعد يكترث اللبناني لأسباب الموت، لم يعد يخشاه، لا بل صار هو من يسعى اليه علّه من خلاله يعبر الى حياة أصفى وأهدأ حيث يجد الراحة الأبدية…فما الضير بذلك طالما الموت آت آت ولو بعد حين. ألا يقولون أن الموت السريع أفضل من الموت البطيء وأقل ألماً؟

السابق
إصابة جندي إسرائيلي باطلاق نار في المطلة
التالي
سالي حمود LOYAC: لمحاربة التعصب ونشر الإبداع