ثورة الفقراء في «الضاحية الجنوبية» قادمة

القلعة لعلها من افضل الاسماء على قلب رجالات حزب الله، هنا القلعة المحصنة من خيوط عنكبوت، ينغل فيها رجالات حزب الله من قياداته ومسؤوليه وعناصره وأصغر براعمه.

في حارة حريك والجاموس والمعمورة وحي الاميركان وطريق المطار والاوزاعي وبرج البراجنة والليلكي وصفير والشارع العريض وحي الجورة واوتستراد هادي نصرالله يخرج من هذه الأحياء إنتصار تلو إنتصار وينامون على هزائم مدوية.

 

الضاحية
ان الخط الامامي للسيد حسن نصرالله المعبأون بعد كل خطبة من خطاباته هم المناصرون المندفعون، يخبرهم ان الإنتصارات يجب ان تكون كبيرة ومدوية، وأن الذي يراهن على وهن حزب الله سيكون نادماً وخاسراً لأنهم لم يعتادوا يوماً على الهزائم كما انهم لم يعتادوا يوماً على سماع صوت المواطنين المتعبين المنتشرين بكثافة في الغبيري، والمشرفية، وبئر العبد، وتحويطة الغدير، وحي السلم، والبركات، والرويس، والكفاءات.

إقرأ أيضاً: من هي ضاحية بيروت الجنوبية وشو تاريخها؟ (2)
من شأن شخص بتركيبة السيد حسن نصرالله ان يأمن لمجتمعه لأنه يعلم الكثير عنه، والمجتمع بات يعلم الكثير عن القائد الشجاع الذي يصول ويجول رجالاته في سوريا والعراق واليمن ونيجيريا، ويصول وتجول رجالاته لإفتتاح المزيد من المحالات التجارية والمشاريع الإستثمارية والمقاهي والمحالات التجارية ومحالات بيع المأكولات واخرى لبيع الدواجن والتلفونات بالجملة والمفرقة، وانشاء التعاونيات في الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب، وتصول وتجول الأموال والرأسماليين في بناء المزيد من الأبنية والمجمعات السكينة، غير انه وفي المقلب الآخر، يقبع الجزء الأكبر من الشباب الشيعي العاطل عن العمل في مقاهي الضاحية ويتوسّل شراء كوب من القهوة لا يزيد ثمنه عن الـ750 ليرة مفضلين ان يشربوا معها سيجارة “سيدرز” لأنها الأرخص وبدأ اغلبهم يقتنع انها لذيذة علماً ان نكتها ليست طيبة ابداً.
يتعين القول ان نصرالله وحزبه انتصروا في حلب وانتصروا في القلمون وانتصروا في الزبداني، وسيحققون المزيد من الإنتصارات بهمّة الحلف الروسي والايراني، وسينشر الخبر على مواقع الإخبارية وسيفرج من يريد الفرح، وسيهلل الكثيرون، ويتعين القول ايضاً ان نصرالله وحزبه انتصروا في كل الاماكن ما عدا في بيئتهم في الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب، لأنهم “لن يعلموا” ما يجول من مآس في بيوت البرج والليكلكي والغبيري والحارة وبئر العبد وحي الجورة والأوزاعي ومحيط مخيم صبرا والحرش وحرش القتيل، التي تئن من الحرمان والفقر.

 

هل يتوقع حامي القلعة مشهد شبيه بساحة تعج بالمواطنين الرافعين شعارات تنادي بمطالبهم المعيشية؟ هل يتوقع ثورة؟ تمرد؟ تحرك سلمي؟ او مواطنين خرجوا من بيوتهم المتعبة للتعبير عن سخطهم بالفوضى؟

إقرأ أيضاً: يوميات «مقهور» في الضاحية الجنوبية‏

عليه ان يتوقع  وأن يذهب كثيراً في خياله وأن لا ينام على حرير وردي لأن الوسائد المحشوة بريش الحمام لا تنفع أمام واقع مخيب للآمال والأحلام والمستقبل وأمام سكان يرون التميز الطبقي والفوقية وتنخر تجمعاتهم الأهلية الفساد والتمييز.

 

عليه ان يتوقع إنهيار ونهاية له وللمجتمع، وان يقرأ كتب التاريخ عن الرومان والعثمانيين والتوسع البريطاني. ذلك أن القلاع تسقط بعد ان يتم الإجهاز على كل خصائصها ومكوناتها وأمنها وامانها وتراثها وتاريخها وتركيبتها وعلاقات افرادها ومجتمعاتها المدنية وتجمعاتها السكنية.
القلعة محصنة، شبه محصنة. نعم محصنة بالمزيد من العوائق الحديدية والحواجز الأمنية والرجال الذين يرتدون ملابس مكتوب عليها حزب الله، الضاحية محصنة من هجمات داعش والنصرة ومن المتفجرات والإنتحاريين، ومحصنة أيضاً بقلعة إقتصادية صنعت من حارة حريك والجاموس وحي الأميركان، وهي مناطق تضج بالإستثمارات ومحلات مخازن لديها حلة جميلة جداً ولديها زوارها، ولكن هذه المناطق محاصرة أيضاً بحزام اجتماعي خطير
الواثقون بحب الفقراء قبل الأغنياء، والواثق بالحب الأبدي له ولحزبه وبالرضا التام للقضاء والقدر، عليه ان لا يثق كثيراً ويطمئن، لأن اغلب الأمور تحدث دون إنذار، كل هذه التسليات لا تنفع بعد سنوات، سنتسلى كثيراً بالنصر وبالفقراء القادمون من الضاحية إلى مستشفيات الضاحية لطلب الإغاثة الطبية، وسنتسلى كثيراً في السنوات القادمة من فورة الغناء الفاحش والبطالة ومافيات المولدات والمياه والعطلة السنوية التي تقضيها البلديات المسؤولة عن رعاية شأن الضاحية. القلعة يحكمها حزب حاكم.. القلعة جمهورية مستقبلة صغيرة جداً، غير انه وللتاريخ، فان الثورات عادة تحصل ضد حزب حاكم أحبه الجماهير لسنوات طويلة.. طويلة جداً.

السابق
بري ونصرالله يحتلان الموالاة والمعارضة
التالي
حزب الله ينعي احد مقاتليه علي الحاج حسن