الرهان الفاشل على كلينتون في سوريا

توحي التعبئة الواسعة في مراكز الأبحاث ومؤسسات الرأي الاميركية لمراجعة السياسة الخارجية للرئيس باراك أوباما، برهان على تغيير كبير في ديبلوماسية الإدارة الجديدة، وتحديداً حيال الحرب السورية. وتعكس توصيات صادرة أخيراً عن هذه المؤسسات، التصريحات المعلنة للمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون الى حد كبير، وخصوصاً من حيث دعوتها الى إقامة منطقة عازلة على الحدود السورية – التركية لحماية المدنيين، وفرض حظر طيران وإرسال قوات أميركية خاصة فوراً إلى سوريا لدعم المعارضة المعتدلة وتدريبها.
وتضاف هذه التوصيات الى الاقتراحات التي رفعتها وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إي” الى الرئيس أوباما لارسال مزيد من القوات الى الوحدات المقاتلة في سوريا مع احتدام المواجهة في حلب. ومع تردد أوباما في بتها سلباً أو إيجاباً، ستحال تلقائياً على إدارة الرئيس العتيد.
لكن حلب التي لم تراهن على سيد البيت الابيض الحالي، لن تنتظر خلفه على الأرجح. فروسيا قررت الحسم وربما بمباركة أميركية، وقد تسقط المدينة في أيدي قوات النظام وحلفائه قبل تسلم رئيس أميركي جديد مهماته، وحتى إن صمدت، من المبالغة الاعتقاد أن كلينتون المرشحة الأوفر حظاً للوصول الى البيت الابيض، ستسارع بالضرورة الى تنفيذ التعهدات التي أطلقتها في حملتها أو تلك التي توصي بها مؤسسات الرأي.

اقرا ايضًا: هل تستطيع هيلاري كلينتون تنفيذ وعودها في سوريا؟
فالمرشحة الديموقراطية التي تؤيد حالياً زيادة التدخل، كانت حذرت في جلسة مغلقة عام 2013 من أن منطقة حظر للطيران وتعطيل الدفاعات الجوية السورية يؤديان إلى مقتل مزيد من المدنيين. ولعلها سترى الوضع حالياً أكثر تعقيداً مما كان في حينه، وخصوصاً مع التدخل العسكري الروسي المباشر في الحرب.
إلى ذلك، ثمة مواقف دولية أخرى متناقضة لكلينتون، سواء حيال العراق حيث أيدت الغزو عندما كان الجميع يؤيدونه، وعادت لتعارض زيادة القوات في ذلك البلد، عندما ازدادت المعارضة له، أم حيال روسيا.
وقبل أيام من الانتخابات الاميركية، بدأ فريق الحملة الانتخابية لكلينتون يقلل التوقعات لتغيير كبير في السياسة السورية. فقد نقلت صحيفة “الواشنطن بوست” عن أحد مستشاريها قوله إن كلينتون ستجري تقويماً استخبارياً وعسكرياً كاملاً للوضع مع فريقها، إضافة إلى أنها تريد إعطاء الأولوية للأجندة المحلية التي ترشحت على أساسها. وقال أحدهم: “ليست لدينا فكرة عما ستكون الأمور في 21 كانون الثاني (موعد تسلم الرئيس الجديد مهماته )… ستكون أمامها مجموعة من الخيارات يجري صوغها حالياً. والجزء الصعب بالنسبة إلى الفريق الجديد هو أن المد يسير في الاتجاه الخاطئ في سوريا”!
… كلام المستشار يوحي بأن كلينتون ستتريث في انتظار هدوء العاصفة وربما دمار سوريا !

السابق
السعودية ودول الخليج تتحفظ على ترشيح عون للرئاسة
التالي
لأول مرة: مروحية سورية تقصف مواقع الجيش الحر المدعوم من تركيا!