أين الاسلام السياسي من الإرهاب الذي يجتاح العالم

لماذا لم تشهد الدول الإسلامية تظاهرات ضد التنظيمات الإرهابية المتغلغة فيها؟ الدول الشرق أوسطية غارقة في صراعها مع الإرهاب وفي وضع خطط لمكافحة أفراد يحملون الفكر المتطرف الحاكم على الاخر بأن الله سيرسله إلى جهنم ويجب التخلص منه.

معدل الإرهاب في سوريا والعراق واليمن وليبيا مرتفع جداً، بحيث لم يعد بمقدور الجهات المعنية حصر الصراع بين تنظيم القاعدة والدول المحاربة للإرهاب، لأن القاعدة كانت ولفترة طويلة من الزمن مصدرة للجهاديين. إلا أن التنظيم طور وسائل قتاله وإنتاجه الأيديولوجي فقد إستطاع منذ حرب أفغانستان والعراق توليد نفسه بأشكال وأسماء مختلفة ورغم هذا فإن الساحات الإسلامية خالية من المتظاهرين المتوجب عليها رفع الصوت ضد الاعمال الصادرة عن هذه التنظيمات ألحقت تشويهاً عميقاً في صورة الإسلام والمسلمين ككل.

 

المحلل السياسي سعد محيو قال لموقع “جنوبية” أن الصمت الذي تمارسه الشعوب الإسلامية مخيف وسيدفع إلى المزيد من الإتهامات ضد المسلمين، كذلك فإن عدم دفع الحكومات في الدول ذي الغالبية الإسلامية بشعوبها للتظاهر ضد الممارسات الإرهابية الصادرة عن تنظيمات طابعها إسلامي سيسبب ضرراً بليغاً في تركيبة المجتمعات التي تعاني أساساً من تصدع.

 

إقرأ أيضاً: ناهض حتر…نختلف معك ونلعن من قتلك

وأضاف محيو «إن الإسلام السياسي عبر الأحزاب والتيارات الإسلامية فإن موقفها منذ اندلاع الحرب السورية وتفجر عدد من الحروب في اليمن والعراق بقي مشوشاً وغير واضحاً، الأمر الذي يفرض سؤالاً وجيهاً حول تركيبة هذه الأحزاب ورؤيتها لمفهوم العمل الجهادي.»

 

وأشار إلى أنه «لا يمكن للأحزاب والتيارات الإسلامية التملص من الوضع والإكتفاء بالإدانة عبر البيانات لأن الوضع يسير نحو المجهول، والإسلام في خطر حقيقي رغم محافظة الدول الإسلامية على جزء من رباطة جئشها إلا أن الأزمات النابعة عن الإسلام السياسي ستستمر بالإنفجار وسيزداد الوضح سوءاً عاجلاً أم أجلاً في الدول التي بقيت إلا الآن بمنأى عن تداعيات أزمات وإرهاصات الصراعات المشتعلة في عدد من النقاط في الشرق الأوسط.  ان النار إشتعلت ولكن الرقعة التي تحترق كبيرة نسبياً مما لعدد من المجتمعات الإسلامية بالشعور في بالامن.»

 

وقال محيو «أن الطريقة الوحيدة للدخول في الحلول هي إدخال خطاب سياسي إسلامي حديث جداً، وطرح الأسئلة تتعلق بالمسائل الحياتية لإنسان قرن الواحد والعشرين، لأن الناس بدأوا يهربون من الخطاب الإسلامي المتأزم.»

إقرأ أيضاً: متى وكيف بدأ الخميني باستغلال الإسلام السياسي؟

وختم محيو بالقول، «أن نسبة الملحدين في المجتمعات الإسلامية بات مرتفع جداً، ففي مصر صدر مؤخراً إنذارات عن مراكز دراسات إسلامية تشير إلى أن الشباب المصري إبتعد عن الإسلام وإتخذ خيارات فكرية بعيدة كلياً عن تركيبة وتاريخ المجتعمات المنتمي لها. هذا المشهد نجده في دول اخرى، وبالتالي إن الصراع التاريخي للأفكار وما ينتج عنه في الواقع يعيدنا إلى تاريخ الحروب الأوروبية عندما تم القضاء على أوروبا بحروب دينية قتل خلالها الملايين، ولا يمكن لأحد القول أننا نحن خارج هذا المشهد نحن بداخله وما زلنا في بداياته وبعيدون جداً عن نهايته.»

 

 

السابق
«القوات اللبنانية» ردّاً على فرنجية: بمون البيك.. و«التيار الوطني» يلتزم الصمت
التالي
جدل حول جلسة 31 ت1.. والتيار لن يدخل بسجال مع بري