هل استطاع اللقاء الليلي مع عون إزالة «قلق» نصرالله؟

سبعة أيام ويأتي موعد "الاختبار الكبير هل سيشهد الحادي والثلاثين من تشرين الأول على انتخاب رئيسا للجمهورية، أم أن هذا التاريخ سينطوي كغيره من التواريخ على مدى سنتين ونصف سنة من الفراغ.. سيما مع إشارة نصرالله في خطابه أمس إلى القلق الذي انتابه ملمحا الى اللقاءات بين الحريري وعون والتفاهمات العونية مع جعجع.

بدت كلمة الأمين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله الت وكأنّها مباركة لرئيس تكتّل “التغيير والإصلاح” النائب ميشال عون لاجتياز الأمتار الأخيرة إلى قصر بعبدا، واللافت أنها كانت موجهة الى الحلفاء أكثر منه الى الخصوم، وذلك من موقع الحرص على التفاهم القائم مع عون، من دون المس بالعلاقة التاريخية بين “حزب الله” وحركة “أمل”.

وقد تركت كلمته، آثاراً ملحوظة لدى الأفرقاء السياسيين في اللحظات دقيقة. ولا شكّ في أنّ المعنيين وصَلت إليهم أربعة إشارات من هذه الكلمة أوّلاً، لا تأجيلَ لجلسة انتخاب الرئيس حاملة الرقم 46 التي ستحصل في 31 الجاري، وتأكيد انتخاب عون، على رغم معارضة حليفِه بري “الذي يتفهّم موقفَنا ونتفهّم موقفه”. ثانياً، “حزب الله” لن يعرقلَ تسوية تأتي برئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري رئيساً للحكومة، مؤكّداً “أنّ القبول بالحريري رئيساً للحكومة تضحية كبيرة”. ثالثاً، عدم المراهنة على خلافات بين حزب الله و حركة أمل . رابعاً، نصائح لقاعدة “التيار الوطني الحر” بعدم السماح لأحد الاصطياد في المياه العكرة.

اقرا ايضًا: بالصور: عون في دارة نصرالله شاكرا :الحمدلله وصلنا الى نهاية سعيدة

هذا الخطاب الذي أشار فيه نصرالله الى قلقله من بعض الامور المتعلقة برئاسة الجمهورية إستتبع بلقاء جمع بين نصرالله وعون مساء أمس برفقة رئيس “التيار الوطني الحر” الوزير جبران باسيل وبحضور الحاج حسين الخليل والحاج وفيق صفا حيث تم إستعراض آخر المستجدات السياسية في لبنان والمنطقة وخصوصا ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي.

وقال العماد عون بعد اللقاء :”جئنا الليلة نشكر السيد حسن نصر الله على مساعدتنا في حل المشكلة التي كانت مستعصية في إنتخاب رئيس الجمهورية وأعطى كل التسهيلات لحل هذه القضية والحمد لله وصلنا إلى نهاية سعيدة ونتمنى أن تستكمل الأمور ودائما كنا نجد كل مساعدة وكل تسامح في القضايا الوطنية.

ويبدو من كلمة عون التي وردت في نهاية البيان الذي نشره حزب الله صباح اليوم أن القلق الذي أشار اليه نصرالله في خطابه أزيل خصوصا مع تأكيد عون الوصل إلى نهاية سعيدة.

اقرا ايضًا: «المستقبل» و «القوات»: نصرالله مستمر بالعرقلة والرئاسة في مهب الريح

وبانتظار عودة الحريري من الرياض التي توجَّه إليها السبت الماضي ستتّضح أمور كثيرة، سواء بقيَ في الرياض أو توجَّه إلى القاهرة التي قيلَ إنّه توجّه إليها من دون إعلان.

إلى هذه المعطيات، قالت المصادر  إنّ الحريري وفورَ عودته المتوقعة في أيّ وقت، سيتفرّغ لمناقشة نوابه المعترضين في خيار عون فرداً فرداً، سعياً وراء استعادة وحدتِهم، فهو لم ولن يقبلَ أن تكون التزاماته مع عون أو مع أيّ طرف آخر عرضةً لأيّ انتقاد أو مراجعة، حسب أوساطه.

وفيما يتعلق بجلسة 31 الجاري سعى البعض الى إقناع “حزب الله” بالعمل على إرجاء الجلسة الانتخابية أسبوعين، تفيد المعلومات التي توافرت أن الحزب نزل عند رغبة عون في عدم التأجيل نهاراً واحداً. وقد نشط المعاون السياسي للأمن العام حسين الخليل ومسؤول لجنة الارتباط والتنسيق المركزية في الحزب وفيق صفا في الأيام الأخيرة في لقاءات بعيدة من الأنظار لاستيعاب الحلفاء وحملهم على تفهّم موقف الحزب من دون الضغط عليهم للمضي في خياره.

السابق
«القوات» ترد على نصرالله: خطابه فيه الكثير من المغالطات..
التالي
الموصل وحلب وبيروت