«المستقبل» و «القوات»: نصرالله مستمر بالعرقلة والرئاسة في مهب الريح

أطلّ السيد حسن نصر الله اليوم الأحد 23 تشرين الأول وذلك في مناسبة أسبوع سقوط عنصره القيادي حاتم حمادة (الحاج علاء) في الحرب السورية.

إطلالة كانت للحاج علاء ولخصاله المساحة الأوسع منها، وللوضع الإقليمي، بينما كان للملف الرئاسي والمستجد به بعد تأييد الحريري لترشيح الجنرال ميشال عون وإعلان برّي التوجه للمعارضة المساحة الأقل، فأكد نصر الله باختصار أنّه لن يضغط على حليفيه وأنّه سوف ينزل إلى جلسة 31 الجاري لتنتخب كتلته مرشحها الجنرل كما لفت إلى أنّه مستعد لإبراز ورقة التصويت لتتأكد قاعدة التيار الوطني الحر من التزام الحزب بوعده.

هذا و وجه السيد نصر لله رسالة إلى العونيين ومفادها أن لا يتأثروا بالتشويش ومحاولة رمي الفتن، كما أشار إلى أنّه يقدم تضحية كبيرة بقبوله بالرئيس الحريري رئيساً للحكومة.

في هذا السياق أكّد عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش لـ”جنوبية” أنّ “الجزء الإقليمي بخطاب السيد واضح، فهو يقول أنّه سوف يستمر للأخير في الحرب السورية مهما كلّف الأمر كما يحذر الجميع بعدم البحث بهذا الملف، معتبراً بذلك أنّ تحييد لبنان عن الأزمة السورية هو خارج الموقف، فيما الرئيس الحريري كان قد لمح مؤخراً إلى أنّ التحييد هو جزء من التفاهمات ومسألة مهمة”.
وأوضح علوش أنّ “الجزء الأساسي والأقل من خطاب نصرالله هو توجيه الخطاب للتيار الوطني الحر والتأكيد أنّهم في حزب الله لن يخونوهم وأنّهم معهم، وهذه المحاولات والأقوال عن مسألة التصويت هي لعلم السيد أنّ هناك حملة من التشكيك لدى قواعد التيار الوطني الحر لا سيما بعد كلام الرئيس الحريري وهذا ما دفعه للتشديد على هذه النقطة بالذات”.
مضيفاً “أما فيما يتعلق بتسمية الحريري، فهو يجرب بهذا الشق أن يقول أنّه ليس الحريري وحده من يضحي وإنّما هم أيضاً من يضحون”.

مصطفى علوش

مردفاً ” السيد نصر الله لم يقل أنّه سوف يسمي الرئيس الحريري للحكومة وإنّما قال أنّه لا مانع لديه من تسمية الرئيس الحريري، بما معناه أنّ الموضوع بجزئه الأول متروك للبوانتاج وللنواب الذين سوف يصوتون، وبالتأكيد أنّ حزب الله لن يسمي الحريري فهي خطوة لم يقدم عليها حتى مع أبيه تاريخياً”.
وتابع علوش “أما الجزء الثاني فهو متعلق بأنّه حتى لو كان هناك تسمية فإنّه سوف يتم اختيار الحريري بأكثرية ضعيفة، فيما الجزء الرابع متعلق بشق تأليف الوزارة وبالتأكيد حزب الله سوف يعرقل هو وحلفاؤه هذه المهمة على الحريري بكل السبل،في حين أنّ الجزء الثالث متعلق بالبيان الوزاري”.

لافتاً إلى أنّه “إذا كانت الأمور ذاهبة في هذا الاتجاه فإننا قد نتجه للانتخابات النيابية قبل تأليف الحكومة”.
وفيما يتعلق بالانعكاس السلبي للخطاب والتضحية التي أعلنها نصر الله على جمهور الحريري، أشار علوش إلى أنّ “خطاب سعد الحريري قد أحرج حسن نصر الله وهو يحاول أن يستفز تيار المستقبل، كذلك إن نظرنا للأمور من ناحية ثانية، فإنّه في حال الذين انتخبوا عون من تيار المستقبل أقل من 20 نائباً، لن يحصد الـ 65 صوتاً، لذا قد يكون الهدف من خطاب السيد جعل الجلسة القادمة لإنتخاب رئيس للجمهورية غير كافية للمجيء بميشال عون”.
موضحاً أنّ “حسن نصر الله قال أنّه يجب تدوير الزوايا قبل الوصول إلى تفاهمات ولا أعتقد أنّه حتى الـ30 من الشهر الحالي سوف تتم هذه التفاهمات”.

إقرأ أيضاً: نصرالله: حلب أوّلاً وبعبدا لاحقاً

من جهته أكّد النائب في كتلة القوات اللبنانية شانت جنجنيان لـ”جنوبية” أنّ “31 الشهر سوف يكون امتحان لكل الأفرقاء في لبنان وبعده سوف تتضح العديد من الأمور، وان كانت كل الأطراف بما فيها حزب الله عند كلامها وموقفها”.

مضيفاً “سوف يكون هناك مرحلة جديدة من بناء الثقة بين اللبنانيين”.

شانت جنجنيان

ولفت جنجنيان فيما يتعلق بالتشكيك الذي ظهر في خطاب السيد الموجه للتيار إلى أنّه “بالنسبة للتشكيك فبعض الاعلام الأصفر هو الذي يزرع الشكوك عبر التأويلات التي تخلق أجواء متشنجة الهدف منها إيقاع الخلاف، وفي الأخير 31 الشهر هو الحكم وعند الامتحان يكرم المرء أو يهان”.
وفيما يتعلق بموضوع التضحية أوضح أنّه “في هذه المرحلة قد قدّم الأطراف جميعهم تضحيات إن كان الرئيس الحريري أو القوات أو حزب الله، فنحن لا نستطيع أن نصل لنتيجة إلا بذلك، أمّا لو ظلّ الجميع متشبثاً بخياراته لن نصل لحلول، لذا لا مشكلة أن يكون هناك تضحية لأنّها تأتي مقابل تضحية أخرى قد قدّمت”.

إقرأ ايضاً: الرئيس عون: مدير بأختام الوصايتين الإيرانية والسورية

وتابع جنجنيان عن إصرار حزب الله بالمتابعة في الحرب السورية معلقاً “وجود حزب الله عسكرياً في سوريا هو أمر واقع وخروجه لن يكون إلاّ في ظروف معينة، أما فيما يتعلق بقوى 14 أذر فالموقف كان واضحاً أننا لا نريد أن يتدخل لبنان بالأزمة وما زلنا على موقفنا من تحييد الوطن”.
وأضاف “لكن بما أنّ الحزب قد انخرط في الحرب السورية فالخروج منها لن يكون بناءً على طلبنا وانما بتسوية اقليمية”.
وختم جنجنيان مؤكداً ” إنّ عناصر هذا المكون الذي هو حزب الله هم أبناء الوطن ولا نريد أن يذهب منهم ضحايا حرب لان شبابهم هم شبابنا، وبغض النظر عن المواقف السياسية نحن نفضل أن نستفيد منهم في لبنان”

السابق
ديكتاتور واحد في حفرتين
التالي
بالصورة: الحريري وعون لم يعودا على مدخل المنية