هل سيكون عون رئيساً تابعا لحزب الله أم ندًّا له؟

خلط الأوراق السياسية لبنانياً في أوجها. قبل يومين أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري معارضته لترشيح ميشال عون إلى رئاسة قصر بعبدا إصطف إلى جانبه وليد جنبلاط أما الكتائب اللبنانية فإلتزمت بموقفها الإعتراضي من عون وفرنجية.

للآن، حزب الله لم يعلق على خطوة ترشيح الحريري لعون، ربماً فعلاً إنتصر الحريري على حزب الله، عبر سحب الأخير إلى المزيد من الإحراج مع حليفته حركة أمل، ومع ذلك فعين الرئاسة لن تنام في جيب التيار العوني، لأن عراقيل جديدة ستطرق الباب اللبناني المشرع على إحتمالات عدة، وقد يكون احد هذه الإحتمالات غمز الحزب على عدم مشاركته الجلسات الإنتخابية القادمة وذلك في حال إطلاق امل لعنانها في لعب دور تعطيلياً.
ولكن ماذا لو وصل عون إلى رئاسة الجمهورية اللبنانية، هل سيكون رئيساً تابعا لحزب الله أم ندّا له؟ خصوصاً أن ترشيحه تم عبر بيانانين (تفاهم معراب – إعلان بيت الوسط) يطالبان بالإلتزام بإتقاق الطائف وبحياد لبنان عن الصراعات الإقليمية التي يقاتل فيها حليفه الشيعي.

اقرا ايضًا: ماذا ينتظر لبنان بعد ترشيح عون؟
في إتصال اجراه موقع “جنوبية” مع الكاتب السياسي وسام سعادة، رأى أنه في حال وصل عون إلى بعبدا فستكون بدايات عهده شبيهة بطبيعة التوازنات التي اوصلته، ولكن لا يوجد إنطباع حتمي يبشر في وصوله، لأن العنوان المرحلة القادمة هي “عقدة بري” الذي سيناور لعدم وصوله.

وأضاف سعادة أن «تبعية عون لحزب الله مرتبطة بكرسي الجمهورية، اما إذا صار رئيساً سيكون قد إبتعد قليلاً عن الحزب، رغم هذا لا يمكن للطرفين أن يتملصا من بعض فعون إلى الآن حاز على إجماع مسيحي.»

اقرا ايضًا: اليوم هَزَمَ سعد الحريري حزب الله بالضربة القاضية
وأشار سعادة إلى «أن مرحلة حكم عون ستحمل ملفات حساسة من ضمنها ملف القانون الإنتخابي، فملطب المسيحيين سيكون القانون الأورثوذكس، بحيث تقوم كل طائفة بالتصويت إلى المرشحين عنها، وإذا تمكن عون الذهاب في هذا النوع من التصعيد سيكسب المزيد من الإجماع المسيحي، وسيعيد خلط الاوراق والإصطفافات السياسية وقد يصطدم مجدداً بالحريري الرافض كلياً للطرح الأورثوذكسي، وستتشكل تحالفات جديدة قد تعيد إلتقاء كتلة الحريري البرلمانية بكتلة أمل لأن عمق مسألة القانون الإنتخابي مزمنة وتمثل الإنقسام المسيحي – الإسلامي.»

وعن التداعي الذي قد يسببه انتخاب عون داخل الشارع الشيعي، رأى سعادة أن الشيعة عموماً وأمل خصوصاً يتهمون الشارع السني والمسيحي بالتحالف ضدهم ولكن المفارقة هي ان الشارع السني يقوم بالضغط السلبي على الحريري خصوصاً بعد ترشيحه لعون.

السابق
جنبلاط يحدد موقفه من ترشيح عون الأسبوع المقبل
التالي
التشكيك الأميركي وتريّث حزب الله يزعزع ترشيح عون للرئاسة