أي تيه هذا الذي نحن فيه؟

قطع الكهرباء

احياناً يصبح الضياع ضرورياً لنا، علّنا نكتشف أنفسنا من جديد.. نقيّم ما كنّا عليه، نحلّل ما نحن فيه لربما توصَّلْنا الى تحديد خياراتنا المستقبلية.

اقرأ أيضاً: كيف وقع الحريري في فخ حزب الله؟

هذا هو وضع اللبناني اليوم. بات ضائعاً لا يعلم أين هو من كل ما يدور حوله. لم يعد يعي لمن ينتمي أو اذا من كان ينتمي اليه أساساً ما زال هو نفسه اليوم. يشعر كأنه يدور في حلقة مقفلة، تبدأ بتأييد أحدهم حتى العشق وخصومة الآخر حتى الضغينة، ويدور في حلقة السياسة هذه ليجد نفسه عند نقطة البداية مع زعيمه المعشوق ولكن متحالف مع خصمه ومخاصماً لمن كان حليفه.
لا لست انا من ضاع في التعبير، هذا هو الواقع للأسف. وعندما يُسألون تكون الحجة دائماً مصلحة البلد فوق المصلحة الشخصية…
عن أي بلد يتكلمون؟ وهل ما نسكن فيه يدخل ضمن مفهوم البلدان؟ ليس بالأمر الغريب، فليس من الضروري ان تحمل التسميات المعاني نفسها دائماً.
نحن نعيش في شبه دولة، يغيب عنها رئيسها، يحكمها رزمة من الوصوليين عجزت اللغة عن إيجاد تسمية تشبههم. لديهم من الفساد والسرقة والتعدي والكذب والادّعاء والرياء والتملّق والتزلّف والحقد والتعصّب واتقان فن اثارة النعرات والحنكة ما يفوق قدرة اي شعب عاقل على التحمّل. أما شعبها فلديه من السخافة والتملّق والصبر والتعصب والتبعية والاستسلام والرضوخ والتعوّد والهشاشة والجُبن والركاكة والوضاعة والغباء ما يسمح لحاكميه التمادي في الغلط وفي استباحة المحظور.
لن أردد الحديث عن حال الكهرباء والماء والاتصالات والنفايات والقوانين الفاشلة وسرقة المال العام وتفاقم الدين العام ومخالفات الدستور الفاضحة وفساد على جميع الاصعدة الصحية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية والطبية والغذائية – اليوم وبعد عامين ونصف من الفراغ الرئاسي يجد نفسه اللبناني راضياً مرغماً متقبلاً برحابة صدر مغلوباً على أمره استقبال من كان مرفوضاً بشكل قاطع في السابق رئيساً له يسلّمه مفتاح القصر.

اقرأ أيضاً: ماذا يريد السيد حسن نصرالله؟

ادرك اللبناني اليوم انه الوقت المناسب ليصحو من غفوة تكاد تدخله في غيبوبة ويكون قد فات الأوان وحيث الندم لن ينفع، وها نحن نرى بوادر تقييم اللبناني لسلوكه السياسي قبل اليوم من خلال تساؤلاته لما يحصل وسخريته من ما يدور حوله والأمل في أن يتوصَّل أخيراً لتحديد خيارات صائبة تسمح له بتغيير واقع بات عبئاً كبيراً يثقل كاهله.

السابق
التشكيك الأميركي وتريّث حزب الله يزعزع ترشيح عون للرئاسة
التالي
سلمى حايك.. ترامب تحرش بي أيضاً