دخول الحكومة، مش زي خروجها !!

الحكومة اللبنانية
كحال الكثير من شباب اليوم، الذين يريدون من الفتاة أن يصاحبوها ويصادقوها، دون الزواج منها، ها هي الطائفة السنّية في لبنان تأخذ دور تلك الفتاة ..

كل الطوائف في لبنان لا يهنأ لهم عيش أو يشعرون بنشوة السعادة، إذا لم يكتمل ديكور المشهد بوجود العمامة السنية في الصفوف الأولى .. في المشهد المسرحي .. إن لم يجدوا ملتحٍ أحضروا من يضعون له اللحية المستعارة، وإن لم يجدوا من يلبسها أصولاً أحضروا من يرتدي العمامة زوراً وبهتانا .. فمن العام 1989 عندما ارتدى المدعو عفيف الصندقلي زياً وعمامةً موهما من يراه بأنه أحد مشايخ الطائفة السنّية واختار إسم عماد حسن نجار ليعلن أمام شاشات التلفزة أن السنّة يؤيدون عون وأنهم يقفون خلفه ويلتفون حوله في موقعه ضمن الحرب القائمة آنذاك قبل أن ينكشف أمره وينفضح ..

وعندها رفعت دار الفتوى دعوى جزاية أمام المحاكم حسب الأصول بوجه الصندقلي، متهمةً إياه بانتحال صفة عالم .. واليوم وبعد 27 سنة، جيئ برجال دين من الطوائف الإسلامية ليلقوا الخطب ويؤججوا الشارع بأن الذي ألبس الصندقلي حينها، هو الذي أحضرهم اليوم، ليسبّحوا بحمده .. فجاءت العمامات الثلاثة عامةً (الدرزية والشيعية والسنية) والسنية منهم خاصةً لتكمل بازل المشهد ويصبح الديكور غير منقوص.

اقرأ أبضاً : هكذا سيعلن الحريري ترشيح عون وهذه أبرز بنود الاتفاق

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة .. طالما أن وجود الطائفة السنّية مهماً إلى هذا الحد .. فلماذا لا يتم التعامل مع أبنائها على أن وجودهم ضروري وشرعي وغيابهم طعنٌ في المثاقية والدستورية وما شابه من اسطوانات؟؟ بالأمس شاهدنا “عمر كيلاني” وهو من القضاة السابقين والمشهور شهرةً تليق به، إستند عليه منظموا مسيرة بعبدا، ليبالغ في المديح ويكيل الثناء للعماد عون، وقد سبقه بيار رفول القيادي في التيار الوطني الحر، الذي غازل طرابلس وغازل إخواننا الفلسطينيين وكاد أن يقول إليها خذوني ..

الآن أصبح الفلسطيني أخونا والطرابلسيون أصبحوا الداعمين الأول للجنرال المتمرد حينها، نفس طرابلس التي تشوهت صورتها أمام الجميع على يد نفس الفريق .. طرابلس الداعشية طرابلس قندهار طرابلس الإرهاب والإرهابين أصبحت اليوم قمة الوطنية وأهلها الوطنيين .. فلماذا هذا التحول المفاجئ؟؟ لما هذا الرضا المستجد على الطائفة السنية لماذا اليوم تطويبها بعد أن شيطنتهاا؟؟ لماذا يصب المديح صباً لفريق ناله ما ناله من شظايا التهم والتخوين والتشكيك ؟؟ لماذا هذه المواثيق والعهود لدولة رئيس .. تم إسقاطه من منبر الرابية ؟؟ وخلافاً لما تواثقوه وتعاهدوه .. لماذا إعطاء هذه الأهمية للعمامة السنية وتأكيد ضرورة حضورها في كل مهرجان وكل خطاب ؟؟ فما هي الرسالة التي يراد إيصالها ؟؟

اقرأ أيضاً : هكذا سيهزم سليمان فرنجية ميشال عون في المعركة الرئاسية

الرسالة الوحيدة .. هي لكم أيها السنّة .. إن منصب رئيس الجمهورية مكفول على ستٍ من السنوات .. ومنصب رئيس المجلس النيابي، مكفول على أربع سنين .. ومنصب رئيس الحكومة، بلا كفالة، وإن سُمّي فلن يشكل، وإن شكل فلا أحد يرضى بتوزيع قالب الحقائب، وإن رضوا فالثلث المعطل بالمرصاد، وإن أعطى الثلث فلا بيان وزاري إلا ضمن فرض الكلمات والحروف وتقييده بها، وإن كتب البيان الوزاري فلا ثقة .. وإن أخذ الثقة .. فإن رقبته تبقى تحت مقصلة الثلث المعطل وإن كانت كل عهود الدنيا بينهم، وما حدث في آخر حكومة للحريري خير دليل .. فدخول البيت الأبيض .. ليست زي خروجه، ودخول الحكومة .. مش زي خروجها !!

السابق
من يحمينا من سلاح الأجهزة الأمنية؟
التالي
نصر الله على رأسِ التلة يقهقه