الحريري يتبنى اليوم مرشح المحور الإيراني..فهنيئاً لجمهور «الشهيد»

لنتوقف عن مقولة "ما حدا أكبر من بلدو" فحزب الله والمحور الإيراني أكبر من لبنان، وها هو الرئيس سعد الحريري ينصاع مختاراً ليسلمهم على طبق ذهبي اقراره بسيطرة هذا المحور بتأييد لمرشحه.

حالة جمهور المستقبل والحزبيون منهم خصوصاً ليست في أحسن أحوالها، ولكن سياسة خلق التبريرات وإعطاء المواقف التنازلية أبعاداً وطنية لم يعد لها من ثقل ولا وزن، بل هذه المواقف تتطلب النقد الذاتي والإنقلاب على كل من يتنازل ويبرر تنازله تحت عنوان “التضيحة”.

اللعبة انتهت، وبري انكفأ وجنبلاط تضامن، أما حزب الله فصامت يراقب انتصاراته ويبستم وهو يتابع حليفه الشيعي يتقن الدور الذي أوكل إليه، الخاسر الوحيد هو الحريري، وهو الذاهب إلى هذه الخسارة بمهرجان ودعوات، فالتنازل للمحور الايراني كما يبدو يحتاج لهمروجة وتصفيق.
الـlbci أكدت نقلاً عن مصادرها أنّ العديد قد وجهت لهم دعوات لحضور لحظة ترشيح الحريري للجنرال ميشال عون، يوم غد الخميس عند الخامسة عصراً سوف تبدأ المسرحية وسوف يحرق الحريري آخر الأوراق السياسية له مسلماً نفسه وما يملكه من حيثيات لإمرة ممثل الولي الفقيه وحتى الولي الفقيه نفسه.

سعد الحريري
في مشهد دراماتيكي، سوف يصوَّر لنا الحريري على أنّه قد أمسك بأوراق اللعبة فهو من قرر في النهاية ترشيح عون، وهو من أعطاه مفتاح الرئاسة، هذا السيناريو الذي أبدعت الممانعة به فأوقعت الحريري بالفخ تلوَ الفخ، ليظن أنّه بترشيح فرنجية يحرجها فخسر حليفيه المسيحي والسني، والكثير من المناصرين الأوفياء، وبدلاً من أن يخضع هذه المبادرة ونتائجها للمراجعة أعاد تكرار الأداء نفسه لا سيما بعد أوهمته بعد الأفرقاء الوسطية أنّه بهذه الخطوة يحرج حزب الله، فخرج هو المحرج الوحيد.

إقرأ أيضاً: الحريري ذاهبٌ لترشيح عون: أنا الغريقُ فما خوفي من البللِ؟

الفرصة كانت ما تزال في ملعب الحريري، وكان بإمكانه أن يقلب الطاولة، ولكن لمَ “ما حدا أكبر من بلدو”، ولو يعلم الشهيد أنّ هذه العبارة كم مرة تمّ التسويق لها لأخذ البلد نحو الإنهيار لكان قد شطبها، فتحت هذا المانشيت سوف يتأبط الحريري ذراع عون ويقف عند منبره لن يتفقد “الوان واي تيكت” في جيبته، ولن يسأل “هل ما زلت الفاسد والداعش السني”، وإنّما سوف ينظر لعيون الجنرال الوديعة ويقول رشحتك…

بهذه الكلمة يكون الحريريون قد دخلوا مرحلة الإغماء، والإنعاش لهم ولـ 14 آذار بات مستحيلاً، كل خيوط القوة قد فقدت، المسرح إيراني، والمفكر حزب الله، أما المعد المحنك فهو نبيه بري، والدهاء الإخراجي له بصمات جنبلاط.

إقرأ أيضاً: الحريري يرشح عون: لبنان في السلّة الإيرانية
وحده الحريري من أدى الدور كما أملي عليه، و وحدة لن ينال جائزة، له ترضية وقيمتها عدة أشهر في الحكومة يحمل بها سنوات الفساد ويغلق الملف، ويتابع حزب الله في الوطن كما يشاء لا حريرية سنية ولا تيار مستقبل.

غداً، المشهد الأخير، اكتبوا اخر كلماتكم، عبّروا للحريري عن محبتكم، هنئوه على صدقه، واهمسوا له “السياسة ليست للصادقين”، ثم أنبّوه “كنا أوفياء لك لماذا لم تقدر الوفاء وسلمت الوطن”.. و ودعوه سياسياً أحسن وداع.

السابق
جمهور برّي: من صافح الإسرائيلي لا يمثلنا.. هذا تاريخنا وهذا تاريخك يا جنرال!
التالي
ماذا قصد فرنجية بقلّة الأخلاق؟