كيف تحوّل نبيه برّي من «صمام أمان» الى معطّل للرئاسة؟!

نبيه بري
كان كل شيء يتوقعه المراقبون في لبنان الا ان ينقلب المشهد السياسي رأسا على عقب كما ما هو عليه الان، فالحريري سوف يرشّح حليف حزب الله المسيحي ميشال عون لرئاسة الجمهورية، في حين ان حليف الحزب الشيعي، رئيس مجلس النواب نبيه بري رفض هذا الترشيح، فما هي تفاصيل المسرحيّة التعطيلية الجديدة؟

ما ان تسربت الانباء عن عزم رئيس تيار المستقبل سعد الحريري قبل أسبوعين الموافقة على ترشيح خصمه الجنرال ميشال عون لرئاسة الجمهورية وهو الحليف المدلل لحزب الله ومرشحه الوحيد، حتى بدأت تسقط الأقنعة وتتكشّف الأمور على حقيقتها.

اقرأ أيضاً: نحن 14 آذار لستم أنتم

العراقيل الجديدة بدأت تطل بأعناقها من جديد وبوجوه مختلفة هذه المرة، فالجنرال الذي قيل عنه انه المرشّح الوحيد لدى حزب الله، أحاله أمين عام الحزب السيد حسن نصرالله على رئيس المجلس النيابي نبيه بري في أحدى خطبه العاشورائية كي يتفاهم معه، وكأن حزبه لا دخل له وأمر الرئاسة لا يعنيه، ولم ينس سماحة السيّد ان يوصي الجنرال بأن يقنع النائب سليمان فرنجية بسحب ترشيحه، مع ان الأخير يعلن كل يوم انه باق على ترشيحه حتى لو تراجع سعد الحريري عن دعمه.

ميشال عون

ولتثبيت العصي جيّدا في دولاب الرئاسة بدأ الوجه الآخر المتصلّب والهجومي للرئيس نبيه برّي بالظهور، وهو الذي طالما وصف بانه استاذ الاعتدال في صفوف معسكر 8 آذار، ومدوّر الزوايا بين الخصوم والداعي الدائم للحوار، فأعلنت أوساط برّي عن انزعاجه من تفاهم عون – الحريري، واعتبره انه طائفي سني مسيحي على حساب الشيعة، كما أعلن عن سلّة مطالب الزامية (تعجيزية)، يجب ان يمر بها أي مرشّح لرئاسة الجمهورية قبل ان تطأ قدمه قصر بعبدا، وهي يجب ان يتفق فيها على قانون انتخاب جديد، وعلى التعيينات في مراكز الفئة الأولى والمحاصصة فيها، وهي اتفاقات تعوّد اللبنانيون ان يختلفوا فيما بينهم عليها خلافات مريرة، وان اتفقوا فبعد شهور طويلة وربما سنوات، ولكي يدفع الشك باليقين ويشهد له بتأدية دور الفتوة على أكمل وجه، سربت أوساط “عين التينة” اليوم للاعلام ان الرئيس بري رفض استقبال سعد الحريري كي يبلغه قراره بترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية.

اقرأ أيضاً: أمل تحذر حزب الله من عودة الثنائية المارونية – السنية

هكذا وبسحر ساحر انقلبت الأدوار، وتبدلت الشخصيات، فلم يعد نبيه بري “أم الصبي” ولا “صمام الأمان” ولا “الحكيم”، ولم يعد “مع سعد الحريري ظالما أو مظلوما”، فجأة تقمّص رئيس المجلس النيابي وزعيم طاولة الحوار الوطني شخصية “الصقر الشيعي” همه عدم عودة المارونية السياسية الى الحياة، وهو يعلم انها ماتت منذ عقود مع توقيع اتفاقية الطائف في القرن الماضي، وليظهر بعد ذلك المشهد الحقيقي في المسرحية الهزلية، وهو ان على الرئيس بري ان يقود حملة تعطيل انتخاب ميشال عون لرئاسة الجمهورية ولو بحجج واهية، منعا لإحراج حليفه الأقوى حزب الله، وتأجيل الاستحقاق حتى تحديد ساعة الصفر حسب التوقيت الإيراني.

السابق
هل يؤجل برّي جلسة انتخاب الرئيس مطلب حزب الله؟
التالي
بعد إعدام الامير السعودي القاتل.. ماذا سيحل بـ «أمير الكبتاغون»؟