«سيناريو» ما بعد ترشيح الحريري لعون..

عودة الرئيس سعد الحريري إلى بيروت يتوقع أن تضع حداً لموجات التنبؤات والتكهنات حول توقيت اعلانه لموقف ينتظر ان يكون حاسما في شأن تبني ترشيحه المحتمل للعماد ميشال عون، في ظل ترقب سياسي حذر لآلية الاعلان، وما بعده، في حال تم.

توحي الأجواء مع عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت، بأنه بات قاب قوسين من إعلان تأييده ترشيح رئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، في حين تشير التقديرات في الرابية أن ذلك سيحصل غدا الأربعاء أو بعد غد الخميس. وأخبار أخرى ترجح أن يقدم الحريري على خطوته غداً.

وحده الحريري يملك الجواب، وقد يشكّل انعقاد جلسة انتخاب اعضاء اللجان النيابية، اليوم  إن صح ما قيل إنه سيحضرها شخصياً محطة له لإجراء بعض المشاورات. الى ذلك تتوجه الانظار إلى الاجتماع الذي ستعقده كتلة المستقبل، ربما اليوم، الذ قد يشكل محطة التظهير الرسمي والجدي للإعلان المرتقب من الحريري.

ومع تأكيد الاوساط الحريرية والعونية الاعلان الوشيك، لا تبدو آلية الإعلان، واضحة، وحتى الآن ليس معلوماً ما اذا كان سيتم ذلك عبر بيان صادر عن الحريري، او بإطلالة تلفزيونية او عبر بيان لكتلة المستقبل.

اقرا ايضًا: كلمة السر بحوزة الحريري.. فمتى يعلنها؟

وفيما يتعلق بسبب تأخر إعلان الحريري رحجت مصادر أتن يكون السبب يرجع لعدة عوامل: اولاً، تردد حقيقي يعيشه الحريري في هذه الفترة وذلك مع انقسام الأراء داخل كتلة تيار “المستقبل” مع تأكيد عدد من النواب صراحة انهم لم يمشوا بخيار عون، والاهم إرتفاع بعض الاصوات السنية اعتراضاً على ما قد يقوم عليه بدعم عون.

كما تشير المصادر الى مخاوف الحريري لمرحلة ما بعد إعلانه ترشيح عون، ولا سيما حصوله على الضمانات الاكيدة له شخصياً، والتي تجعل من وصوله الى رئاسة الحكومة وصولاً سلساً بلا تعقيدات، وكذلك تشكيل حكومته التي يريدها بعيداً عن الابتزاز والشروط التعجيزية. وهذه الضمانات مطلوبة تحديداً من “حزب الله”.

الا أن الإعلان الرسمي لترشيح عون ليس نهاية المطاف ، فالأكيد ان سيناريو ما بعد الإعلان، سيفتح البلد على نوع آخر من النقاش والحراك السياسي، ولمدى زمني غير محدود، وسيفتح البلد على شتى الاحتمالات. سيما أنه ثمة أسئلة مقلقة حول ما إذا كان الحريري سيقدم على السير بخطوة ليست سهلة، وهي محفوفة بالمخاطر، ان لجهة سلّة الشروط المتعلقة بتشكيل الحكومة، أو السير عكس الرياح التي يشتهيها الرئيس نبيه برّي.

اقرا ايضًا: عون يعد الحريري بحضور جلسة الإنتخاب مقابل ترشيحه رسميا؟

مزاج الشارع غير متحمس لعون

في المقابل، يجب أن لا ينسى مزاج الشارع الإسلامي الغير المتحمّس لوصول عون  إلى قصر بعبدا، بدليل اللافتات والشعارات التي رُفعت، والمواقف التي عبّر عنها ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي (الفايسبوك وتويتر) في حين أن مزاج الشارع الشيعي، لا سيما بعد الاعتداء في احتفال التيار ببعبدا على مراسلة N.B.N الزميلة رشا الزين، آخد في الإتساع لجهة الامتعاض من دعم ترشيح عون للرئاسة الأولى. وليس أبلغ تعبير عن مزاج الشارع الإسلامي، من صراحة الرئيس نجيب ميقاتي لوفد “التيار العوني” الذي زاره أمس، عندما أبلغه بأن هناك هوّة كبيرة جداً بين شريحة من اللبنانيين وخاصة من أمثّل (الجمهور السنّي) ومرشح “التيار الوطني الحر”.

السابق
«مشاهير» أدمنوا على المخدرات وأقلعوا عنها
التالي
حزب الله يفرض على الحريري شروطًا تعجيزية لعرقلة ترشيح عون