سوق النخاسة التلفزيونية: بنات للبيع والايجار!

يضحكنا فؤاد يمين وتبدع رولا سعد، وحظ الـlbci من التميز والحصرية ونسبة المشاهدة يسبق بمراحل سائر القنوات المنافسة. ولكن "نقشت" ما نقشت مع الثلاثة، فكان سقوطاً في الحضيض الأخلاقي، وصورة مشوهة لا تعكس حقيقة المجتمع ولا قواعد السلوك الاجتماعي الغالب ولا تطابق إلا مواصفات محددة، محصورة بالمجموعة التي قبلت بنفسها ان تخضع للقناة لتعيدنا بحلقات مبتذلة إلى مرحلة العبيد والرقيق.

“نقشت”، ربما على وزارة الإعلام وعلى كل المعنيين أن يلزموا القناة بوقف العرض او عرضه في وقت متاخر من الليل ووضع تنبيه لعمر الذي يحق له مشاهدته إذ لا يجوز لما يتضمنه هذا البرنامج من ايحاءات جنسية وكلمات لا تليق الا ببيوت الدعارة ولا يجوز أن تدخل بيوتنا.
حلقتان من البرنامج، كانتا كافيتان لمعرفة أي فكرة وأي تسويق رخيص. ولعت، طفي، وغيرها من الألفاظ التي لا يليق ذكرها ولا تكرارها.

ثلاثون فتاة للعرض وعدد من الشبّان يمرّون بشكل استعراضي، هم من يختاروه أولاً فيبدعون في وصفه بعدما (يشط ريقهم وكأنهم مش شايفين شاب بحياتهم)، ثم هو من ينتقي واحدة من اللواتي (ما طفيوا)، وذلك بعد حوار قد يصل لأن يسألها عن رأيها بجسدها، إضافة لتلميحات أعوذ بالله من ترجمتها.

ولكن الحوارات ليست دائماً ايجابية، فقد يقول لها “منك عذوقي”، “منيح الي طفيتي”،” ستايلك أحسن”، “غيري بتلبقله أكتر”… وإلى ما ذلك من الابتذال.

إقرأ أيضاً: قبل «شي إن إن»… 5 برامج أوقفت بسبب «تهوّر» مقدّميها
مشهد الفتيات المنحنيات فوق بساط الشاب الأسطوري تحت راية “شبيك لبيك”، ومشهد الشاب المتأمل بجميلات الشاشة المصنوعات بمكياج الـlbci وبراعة المسؤول عن تحضيرهن ومونتاج الكاميرا، وهمٌ إعلامي، فهو موجود بكل حارة، وهي يوجد الأفضل منها في كل شارع، فالأخلاق هي وحدها الفرق بين المعروض وبين المترفع عن العرض.

نقشت

إلا أنّ السؤال ماذا يستفيد هؤلاء من هذه المهانة، ولماذا قد تضع فتاة نفسها للبيع ما لم يكن هناك من مقابل حتى الآن، فمن تابع البرنامج لاحظ أنّ لا جوائز حالية وأنّ الأمور ما زالت غامضة حتى مرحلة النهائية، كذلك من شاهد أيضاً الفتيات وتوقف عند الابتذال والضحكات الرخيصة وعند المستوى الهابط لهن.
تساءل إن كان هذا الظهور المقزز دون مقابل؟؟

إقرأ أيضاً: اعتذار إلى المشترك السوري: برامجنا يا صديقي عنصرية!

هذا السؤال يعيدنا إلى معدة البرنامج رولا سعد والميزانية الضخمة المخصصة له ، وهذا يظهر جلياً من الترويج الإعلامي. لذا يبقى السؤال كم يتقاضى المشتركون حتى يتحولوا إلى سلع تضحك المشاهد على شاكلتهم وتدفع كل من يحترم نفسه وفكره أن يطفئ الشاشة أو أن يقلب المحطة.

وما هو المبلغ الذي يدفع فتاة لأن تقول علنية “انا بحب كون عبدة للشاب وبحب يضربني بالخيزرانة”.
“نقشت” هو قاع المجتمع اللبناني الذي لا يصح أن يخصص هواء للترويج له وعرضه.. وعذراً على الكلمة ولكن كل ما نراه بهذا البرنامج هو “أكل هوا”.

السابق
التعرض للزميلة الزين ليس سابقة في مدرسة التيار: هذا ما كان جرى مع LBCI والـ MTV
التالي
قاسم سليماني مدعو للمشاركة في معركة الموصل