الأسطورة الدينية «الداعشية» تتحطم مع تحرير «دابق»

بظرف يوم واحد فقط سقطت قرية “دابق” شمالي سوريا ذات الأهمية المعنوية الكبرى لدى تنظيم داعش الارهابي على يد مقاتلين سوريين مدعومين من تركيا، يوم أمس الواقع في 16 تشرين الأول. فاستطاع الجيش السوري الحر بدعم من القوات التركية السيطرة على قريتي “دابق” و”صوران” بحسب ما أوردته وكالة أنباء الأناضول التركية الشبه رسمية.

ووفقا لشهادات حية من  قادة ميدانيين في الجيش الحر فإن الخطوة التالية بعد التحرير هو العمل على تفكيك القنابل التي زرعها التنظيم في المناطق “المحررة”.

إلى ذلك أشارت مصادر أمنية تركية، إلى أهمية تحرير هذه المنطقة حيث كانت أصعب مرحلة من مراحل عملية “درع الفرات” قد اكتملت بتحرير دابق، مع التأكيد أن  عملية التحرير مستمرة.

وفي السياق نفسه، بدأ الجيش السوري الحر قبل يومين بشن هجومه على دابق، وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر التنظيط في تلك المنطقة  نحو 1200 من عناصره  لحماية القرية لأهميتها الكبيرى لديه.

وتقع دابق شمال حلب، وتبعد 45 كيلومتراً عن الحدود التركية وتتبع منطقة أعزاز. وكانت مجلة “دابق” التابعة لداعش نقلت على موقعها على الإنترنت مؤخراً، بحسب الوكالة التركية، تصريحات لزعيمها أبو بكر البغدادي جاء فيها “ليست هذه معركة دابق الكبرى التي ننتظرها”، في إشارة إلى أحاديث نبوية تحدثت عن معركة ستقع في “آخر الزمان” بين المسلمين والصليبيين على أرضها ورد ذكرها في صحيح مسلم.

وتشكل دابق أهمية رمزية كبيرة لدى داعش والدليل إطلاق اسمها على أبرز مجلة صادرة عنه، وذلك لما تحمله من معطيات تاريخية بحسب تفكير التنظيم ومعتقداته.

معركة دابق
معركة دابق

والجدير ذكره أن هذا الاسم يعود لبلدة في سوريا ورد ذكرها في صحيح مسلم (الذي يعتبره المسلمون السنة من بين أصح الكتب بعد القرآن لجمعه الأحاديث التي وردت بسند عن النبي محمد) وقدورد فيه حديثاً للنبي محمد تناول فيه معركة فاصلة بين المسلمين وأعدائهم في ذلك الموقع بالتزامن مع حلول “آخر الزمان” وظهور “الدجال” ونزول “المسيح”، بحسب تقرير سابق لـCNN.

أما الحديث النبوي كما ورد في “صحيح مسلم”: لا تقوم الساعة حتى تنزل الروم بالأعماق -أو بدابِقَ- فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ، فإذا تصافوا، قالت الروم: خلوا بيننا وبين الذين سُبُوا مِنَّا نقاتلْهم، فيقول المسلمون: لا والله، كيف نُخَلِّي بينكم وبين إخواننا، فيقاتلونهم، فينهزم ثُلُث ولا يتوب الله عليهم أبداً، ويُقتَل ثلثُهم أفضل الشهداء عند الله، ويفتتح الثلث، لا يُفتَنون أبداً، فيفتَتحِون قسطنطينية” في إشارة إلى المدينة التي تحمل اليوم اسم إسطنبول في تركيا.

اقرا ايضًا: الشيشاني اميرا جديدا لتنظيم داعش في لبنان.. وهذه استراتيجيته الجديدة

“داعش” يرى أن النبوءة تتحقق

ويرى أنصار داعش أن علامة الظهور والقيامة بدأت تظهر بالفعل، مع انضمام مقاتلين من الغرب إلى التنظيم، والاستعدادات الدولية لمقاتلة التنظيم عبر التحالف الذي يتوسع باضطراد ووصل عدد أعضائه إلى 65 دولة تقريباً، إلى جانب تدخل تركيا ضد التنظيم، ما يبرر له بالتالي مهاجمة القسطنطينية “إسطنبول” التي هي اليوم مدينة تقطنها غالبية مسلمة.

وبحسب تقرير لـ  “CNN”   يستعين المتشددون من مؤيدي داعش عبر مواقع التواصل الاجتماعي  بحديث نبوي آخر يشير إلى أن المعركة ستكون “عظيمة” تضم مئات الآلاف من المقاتلين، وسيتجمع “الروم” تحت 80 راية، تضم كل واحدة منها 12 ألف مقاتل، ما يجعل العدد الإجمالي للجيش الذي سيخوض المواجهة مع المسلمين 960 ألف رجل.

السابق
قتيل سوري في بلدة دوير الجنوبية
التالي
رئيساً لإقليم الموارنة؟