يحيى الحجيري ضحية 18 حالة توحد و98 حالة إصابة سرطانية في عرسال

يوم الثلاثاء 11 تشرين الأول ضجت وسائل الإعلام بحادث سير مريع، إذ قتل ابن عرسال البالغ من العمر 61 عاماً بعدما تعرض لعملية دهس مريعة.

العديد انتقدوا يحيى الحجيري، وحمّلوه المسؤولية لكونه لم يستخدم جسر المشاة، إلا انّهم جهلوا ماذا كان يفعل يحيى في بيروت وما دافعه، هو القادم من بلدته النائية الهادئة إلى ضجيج العاصمة ليجلب الدواء لابنه المصاب بمرض التوحد.

ابن الستين عاماً، ليس ضليعاً ببيروت وطرقاتها، ولا بجسور مشاتها، والدولة فرضت عليه ان يتكبد هذا الطريق لجلب الدواء الذي يحتاجه ابنه بشكل دائم من الكرنتينا، حتى لقي حتفه عليه ولقي من المنتقدين ما لا انسانية له.

ولكن السؤال الذي لا بدّ من طرحه لماذا على ابن عرسال أن يقصد الكرنتينا؟ ولماذا لا يكون لهذه البلدة تغطية صحية.
حالة ابن يحيى الحجيري ليست الوحيدة، هذا ما تؤكده لـ”جنوبية” نائب رئيس بلدية عرسال ريما كرنبة مضيفة “هناك 18 حالة توحد، أكثر من 150 حالة غسيل كِلى، و 98 حالة اصابة سرطانية وذلك في مستوصف واحد في عرسال ومنذ بداية عام 2016، فكل شيء ملوث المياه والمقاعد والهواء”.

عضو بلدية عرسال ريما كربنة
عضو بلدية عرسال ريما كربنة

تتابع كرنبة “دواء التوحد باهظ جداً وما من مستوصف رسمي للدولة في عرسال بالرغم من مطالبتنا لذا لا يكون أمامنا وأمام الأهالي إلا قصد الكرنتينا وسائر المراكز الصحية في العاصمة”.عرسال منذ الأساس بلا تغطية صحية، أما مكتب الفقر فقد وزع في المرة الأولى البطاقات على الناس الميسورة، أما هذه المرة فقد بدأوا العمل منذ أسبوع بعدما توقفوا لفترة ولن يستطيعوا بالتالي أن ينجزوا اي شيء يذكر في المهلة المعطاة لهم ممّا يعني ظلم ثانٍ للأهالي”.

إقرأ أيضاً: تفاح «الجبل» بسمنة وكرز «عرسال» بزيت
وفيما يتعلق بوزارة الصحة وإن كانوا قد تواصلوا مع الوزير تشير كرنبة ” في موسم الكرز تصوب حسن الفليطي وابنه، وقد تحدثنا مع وزير الصحة وقالوا لنا أنّ الوزارة سوف تتكفل بعلاج محمد حسن الفليطي، ولكن حينما غادر المستشفى لم يطبق كلام الوزير ودفع مبلغ 5 ملايين ليرة استدانها”.

مردفة “كذلك تواصلت أمس مع دير الصليب لأجل أحد أبناء البلدة وقد رفضوا استقباله لأنه مواليد 1965”.

هذا وتؤكد كرنبة أنّهم “سوف نضع كل هذه التفاصيل بيد وزير الصحة وإن لم يتحرك سوف نصعد ونلجأ للشارع فعرسال لن تتنازل عن حقوقها”.

إقرأ ايضاً: الحكومة تلتفت لكرز عرسال بتعويض والحجيري يطالب بحلّ للأراضي المحرمة

من جهتها الناشطة نجلا الحجيري تلفت إلى أنّه “ليس من الضروري أن يموت أبناء عرسال لتتذكر الدولة أنّ لديهم معاناة بالدواء، وليتبنى الوزير المريض”.
مضيفة “هناك العديد في عرسال مثل حالات ابن يحيى الحجيري وعلى الوزير أن يؤمن وصول الدواء لعرسال”.

وتختم الحجيري برسالة إلى المعنيين، فتقول لهم “تذكروا عرسال ولا تدعوا المصائب تذكركم بها”.

السابق
مخفر حبيش: السجناء ينامون بالدور.. كُرمى لأمير الكبتاغون ومرافقيه
التالي
بالصورة.. سمير جعجع: وضعية ميشال عون «شاذة»