الطرّاس بين تكفير داعش له وازدواجية ادعاء القضاء عليه

ما إن تمّ الادعاء على الشيخ بسام الطرّاس حتى ذهبت بعض الصحف إلى التسليم بمبدأ الإدانة، فحاكمته قبل صدور حكم القضاء، ونسجت الأدلة عن مصادر وتسريبات لا دلالة لها إلا "قيل" و "قال".

ملف الشيخ الدكتور بسام الطرّاس، تحوّل قضية رأي عام، وقضية عدالة، فهو المعتدل السني الذي لا غبار عليه ولا شبهات، والادعاء عليه بالانتماء للتنظيمات الإرهابية أثار غضب فئة واسعة من عارفيه، لا سيما وأنّه من الأصوات النابذة للتطرف والداعية إلى دولة القانون.

فأين هو ملف الطرّاس؟ وما الجديد؟

المحامية زينة المصري الموكلة عن الشيخ الدكتور بسام الطرّاس أوضحت لـ”جنوبية” فيما يتعلق بالجلسة ومصير الشيخ الطرّاس، أنّ “الاثنين سوف تنعقد جلسة وسوف يمثل الشيخ الطرّاس أمام قاضي التحقيق العسكري الأول رياض أبو غيدا بحضوري كوني وكيلته، للتحقيق معه بإدعاء النيابة العامة المسند إليه، بعدما ادعى عليه مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر بجرم الانتماء إلى تنظيم داعش والاتصال بأحد الأشخاص المنتمين إلى هذا التنظيم بعد علمه بذلك”.

وفيما يتعلق بالدور الذي تؤديه دار الفتوى في هذا الملف، علّقت المصري قائلة “نشكر سماحة مفتي الجمهورية على متابعته الحثيثة والدقيقة لقضية الدكتور بسام الطرّاس، لا سيما وأنّه يتابع الملف معي شخصياً وبشكل يومي منذ أن توليت مهام الوكالة”.

إقرأ أيضاً: الطرّاس لـ«جنوبية»: ليشطينوا ما شاؤوا .. لن يديننا أحد

الجدير بالذكر أنّ المحامية زينة المصري كانت من أوائل وأبرز المحامين الذين تقدموا للتوكل عن موقوفي ملف عبرا تطوعا، وهي من الذين جهدوا لفصل ملفهم عن ملف الشيخ أحمد الأسير، كذلك لا تقبل المصري بمصطلح “الموقوفين الإسلاميين” لأنها تعتبر أن هذه القضايا لا يجب نسبتها للإسلام، كما ترفض أيضاً أن يصبح “الإرهاب” تهمة محصورة بالشباب السنة في لبنان.
إذاَ، الشيخ بسام الطرّاس سوف يمثل الاثنين ويواجه تهمتين، في هذا السياق، لفت مصدر متابع للقضية لـ”جنوبية”، أنّ هناك ازدواجية بالاتهام، متسائلاً كيف يتم الادعاء عليه بتهمة الانتماء إلى تنظيم داعش ومن ثم يدعى عليه بالتواصل مع شخص ينتمي إلى التنظيم بعد معرفته بذلك.
ويتابع المصدر، التهمة الأولى تجعل الثانية لا معنى لها، إلا انّه كما يبدو هناك محاولة لتركيب ملف للشيخ الطرّاس بحيث إن لم يتم إدانته بالتهمة الأولى يكون طعم الثانية جاهزاً.

إقرأ أيضاً: بالصورة..الإفراج عن الدكتور بسام الطراس: المشنوق يتدخل.. ومن يحاسب الإعلام؟
ويلفت المصدر إلى أنّ المأخذ هو الصيغة التي ورد بها ادعاء النيابة، متابعاً “الشيخ بسام الطراس معروف بأفكاره وقناعاته ولديه عدة مقالات مكتوبة ومنشورة عن الأمن الاجتماعي وعن الدولة والقانون كذلك لديه العديد من المحاضرات التي تصب في هذا الاتجاه، فكيف يمكن لإنسان يكتب ويحاضر بهذه الأفكار أن ينتمي إلى أخطر تنظيم ارهابي”.
مردفاً ” لا بد من ان يعلم الرأي العام أنّ داعش تكفر من يتولى منصب الإفتاء ومن يتقاضى راتبا من الدولة، والشيخ الطرّاس هو مفتي سابق وكان يتقاضى راتباً عن الإفتاء من الدولة”.

السابق
وئام وهاب: من لا يلتزم بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة لن يكون مرشحاً للحكومة
التالي
بو صعب اتفاقنا مع الحريري قد تمّ