نصرالله في خطاب الولاء لخامنئي والتحريض على آل سعود

أطلّ السيد حسن نصر الله للمرة الثانية على التوالي بين جمهوره بشكل حسي بعدما كانت تفصله بينه وبينهم شاشة، اطلالتان حملتا عنواني اليمن والعداء لـ"ال السعود"، فاستبدل الأنصار شعارات "لبيك يا حسين" بترداد هتافات الموت لـ آل سعود، وبعض اللعنات في السياق.

كربلاء، ثورة الحسين، المظلومية، انتفاضة الحق، الشهادة، صورٌ تتجسد بعاشوراء، هذه الذكرى التي تتخطى الشيعة والمسلمين عموما إلى الإنسانية جمعاء. فالحسين ليس حالة مذهبية أو طائفية، وإنّما هو رمز لكل صاحب حق ولكل مظلوم ولكل ثورة على حكم جائر.

في خطابيه الأخيرين المباشرين اليوم وأمس، لم يراعِ السيد حسن نصر الله حرمة المناسبة فحوّل الديني إلى دنيوي – طائفي، واستبدل روحية الثورة بالعداء والهجوم على الدول العربية، واستبسل من اجل الدفاع عن حوثيي اليمن بحيث حتى فلسطين لم تعد أكثر من “نوتة” تُقال بروتوكولياً.

عاشوراء هذا العام والتي عنونها نصر الله باليمن والمظلومية، تعكس عناوين مغايرة تماماً وأوّلها “الموت لـ آل سعود” والتي لم تقتصر على الأصوات الهاتفة وإنّما رفعت شعاراتها في كل من بئر العبد ومنطقة الصفير بحسب ما رصدنا، مما يعني أنّ هناك بالتالي يافطات أكثر عداء معلقة في امكنة اخرى.

بهذا الجو، كانت النبرة مرتفعة، واليوم أكثر حدّة من أمس، فعناوين الجرائد كانت قد نبهت السيد من مخاطر التهجم على المملكة فضبط النفس ليلة العاشر، وإن لم يتوانَ عن وصفه المملكة بالإقدام على العدوان والجريمة، وبأنّها لا فضل لها على العرب، ناسيا أو متناسياً فضلها على الدولة اللبنانية، ومكارمها هي خصوصاً ودول الخليج عموماً التي عمّت الجنوب، وشملت حزب الله نفسه عقب كل حرب وانتكاسة.

الموت ل ال سعود

ما بدأه السيد حسن نصر الله أمس، تابعه اليوم، ولكن بأضعاف الحالة العصبية، فقد كان متوتراً انفعالياً، وكان الغضب هو المسيطر على ملامحه، ليصف السعودية بالحقد الوهابي والضغينة والانتقام، وليتوعد آل سعود بأن أنوفهم سوف تتمرغ بالوحل، وأنّهم يسيرون نحو الهاوية.
السيد الذي يؤكد في كل مناسبة أنّه ليس بشتّام، يستحضر كلّ هذه العبارات دون اعتبار أنّها أكثر من شتيمة وإنّما هي عداء صريح وجحود مبالغ إزاء دولة عربية.

إقرأ أيضاً: كربلاء عصرنا هم أطفال حلب

نصر الله الذي في مخاض عدائه هذا استبدل الحسين باليمن، وثاراتها، وأنصاره كانوا من خلفه يهتفون بصوت واحد “الموت”.. “اللعنة”، فيما اسرائيل مرّت كضيف خفيف لا بدّ من ذكره أيضاً بروتوكولياً كمعيار مقاوم، والجمهور لا يأبه بها كدولة محتلة ومغتصبة لبعض الجنوب وللأرض الفلسطينية، فيكتفي بأن السيد يتابع الإعلام الاسرائيلي ليكون الغطاء الأمني للجنوب بألف عافية.

الموت ل ال سعود

هذا الخطاب ولهجة التحدي وتأكيد السيد أنّه سوف يدافع دائماً وأبداً عن اليمن وأهلها مكرساً بذلك العداء البيّن لـ”آل سعود”، ينعكس سلباً على الواقع اللبناني، فمن يذهب نحو الهاوية هو لبنان لا السعودية، وفواتير إطلالات السيد حسن نصر الله اصبحت أكبر من قدرة الشعب اللبناني على دفعها.

إقرأ أيضاً: لماذا كربلاء وعاشوراء الحسين في سوريا اليوم؟

لن نجادل السيد بقضية اليمن، ولكن نجادله بالأدلة والوقائع بقضية سوريا، وبقضية الولاء لإيران وذلك لم يكن خفياً فما كانت لغة تمريغ السعودية بالوحل إلاّ اقتباساً عن الولي الفقيه “الخامنئي” وهذا ما قاله السيد بنفسه، فالعداء للسعودية حقيقة لا تشكل اليمن سوى شماعته بينما هو في الواقع تماهٍ مع إيران، كما الحرب السورية كما كلّ ما يقوم به حزب الله من فرض الدويلة وتعطيل الدولة.

خطاب نصر الله اليوم كما أمس لم يكن حسينياً ولا لبنانياً… هو خطابٌ ايراني لا يحمل إلا العداء للعرب، كل العرب، إلاَ من قالوا “لبيكِ يا خامنئي”.

السابق
لماذا كربلاء وعاشوراء الحسين في سوريا اليوم؟
التالي
خطاب نصرالله: السوري الذي نقتله يستحق واليمني الذي تقتله السعودية مظلوم وشهيد