«تغريدات سعودية» تلعب على الوتر الرئاسي.. وتخرق جو الانتظار

لبنان السعودية

هزت تغريدة القائم بالأعمال السعودي في لبنان وليد البخاري الوسط السياسي، وفيما جاءت تذكيراً بمواقف للأمير الراحل سعود الفيصل وعواطفه السياسية تجاه الوزير السابق جان عبيد، بالقول “إنّ جان عبيد حكيمنا جميعاً وحكيم وزراء الخارجية العرب”، وفتحت هذه التغريدة الباب أما م التأويلات والتفسيرات وسط مناخ سياسي متوثب لتلقي الاشارات “المرمزة” في أدق تفاصيلها من الداخل والخارج وتوظيفها في ما يصح ولا يصح. ليسارع الديبلوماسي السعودي الى “تصويب” تغريدته قبل انفلات حبل التفسيرات والقراءات  ولمحاولة تخفيف من وقعِها، حيث أوضَح أنّ التغريدة الأولى “كانت في إطار سلسلة من الأقوال المأثورة لسموّ الأمير سعود الفيصل، لا تحتمل الكثير من الاجتهادات”،  ليتبعها بتغريدة ثالثة بمضمون لافِت، وفيه “إنَّ ما يجمع لبنان بالمملكة هو أكثر من علاقة عاديَّة ، إنَّها علاقة أهل ولقد كان لبنان الوطنَ الثاني للسعوديين. #رفيق_الحريري”. أما التغريدة الأخير له فأعلن فيها حذفَ “التغريدة الأولى” بسبب سوء تفسيرها وخروجها عن مقاصدها”.

اقرا ايضًا: ورقة عون الرئاسية تحترق.. مَن هو الخيار الثالث؟

فتساءلت الاوساط المتابعة للملف الرئاسي عن الدافع الحقيقي خلفَ إطلاق التغريدة الأولى في هذا التوقيت بالذات، وعن الرسالة التي تريد المملكة أن توصِلها من خلالها، وإلى مَن؟ سيما أن التغريدة الأولى أطلِقت في توقيت سياسيّ ورئاسي شديد الحساسية، وفي ذروة المشاورات الرئاسية التي يقوم بها الرئيس سعد الحريري لحسمِ خياره الرئاسي، وكذلك عشية استعداده لحزمِ حقائبه والسفر مجدّداً إلى السعودية.

البخاري

وتعليقاً على التغريدات، قالت مصادر في كتلة “المستقبل أنّ السعودية عندما تريد أن تبلّغَ الحريري شيئاً ما، تبلّغه إياه مباشرةً وليس عبر موفدين أو عبر تغريدات، فهكذا هي طبيعة العلاقة بين الحريري والمملكة. ولا يخفى على أحد الموقف السعودي الواضح بعدمِ التدخّل في الشأن اللبناني.

من جهة أخرى، لم تتفاعل الرابية  مع التغريدة السعودية اطلاقا، لا أن  مصادر “التيار الوطني الحر”، أشارت الى أن الحريري، كان قد استبق عودة الوزير أبو فاعور من المملكة، بتواصلٍ أول من أمس مع الجنرال عون، وكذلك في اتصالات بين نادر الحريري والوزير جبران باسيل، مطمئناً إياه إلى “استمراره في الجهود الهادفة إلى إعلان ترشيحه، وحاجته إلى مزيد من الوقت لاستكمال الترتيبات، ضمن المهلة الزمنية المعقولة”.

اقرا ايضًا: انسداد في الأفق الرئاسي.. وملامح توحي بانفجار قريب؟

لقيَت تغريدة القائم بالأعمال السعودي، تفسيرات وقراءات متناقضة، فرأى البعض فيها رسالة سعودية الى الحريري برفضِ صريح لخياره الجديد القاضي بترشيحَ عون.

وقد توقّف البعض الآخر عند الشكل قبل المضمون، معتبرين أنّ القائم بالأعمال السعودي لا يتمتّع بهامش كبير لإطلاق تغريدة “شخصية” أو التعليق سياسياً، بل إنه قام عبر تغريدته بإرسال “رسالة سياسية بامتياز”.

كما قرأ البعض الآخر في التغريدة الأولى رأياً شخصياً للبخاري مبنيّاً على كلام للفيصل عن عبَيد، لأنّه كان صديقاً له، إلّا أنّ هذا الرأي لا يعبّر عن رأي المملكة بالملف رئاسة الجمهورية.

غلا انه لاحَظ البعض الثالث أنّ التغريدة الأولى جاءت غداة عودة موفد النائب وليد جنبلاط الوزير وائل ابو فاعور من الرياض، والذي عاد منها من دون جواب سعودي شافٍ.

اما البعض الآخر رأى فيها أنّها تشكّل الجواب السعودي الثالث؛ فالأوّل عبّر عنه وزير الخارجية عادل الجبير قبل أيام أمام وزير خارجية فرنسا جان مارك ايرولت بأنّ الحريري حرّ في خياراته، ومسؤول عن عواقبها. والثاني حينما لم تعطِ المملكة للحريري خلال زيارته الأخيرة الى الرياض جوابَها القاطع، وأمّا الجواب الثالث فتجلّى في نتائج زيارتَي أبو فاعور إلى المملكة.

 

السابق
السيد علي السيستاني: يفتي بحرمة التطبير
التالي
بالفيديو: موقف محرج لاعلامية الـ«ال بي سي» على الهواء