نبيه بري والسلّة الشيعية

رأى الكاتب السياسي أحمد جابر وفي مقال عنوانه: “سلّة الشيعية السياسية اللبنانية” على موقع “المدن” اللبناني أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يفكر بأشياء كثيرة لحل الازمة السياسية اللبنانية ولكن بأسلوب غير إرتجالي، فالسلة التي عرضها لتسوية الوضع الداخلي ليست سلة من قصب، بل هي تمثل الجسم الشيعي الوازن والذي يحتل موقعا مهما في الكيان اللبناني، وتستند هذه الكتلة على وزنها ونموها الديموغرافي وصعودها الإقتصادي.

اقرأ أيضاً: العونيون يطالبون «حزب الله» بوفاء دَيْنِه ولن ينتظرونه إلى «يوم الدين»

وأضاف جابر ان الكتلة الوازنة التي دفعت بري لطرح السلة المتكاملة توسع حضورها الثقافي وإستلمت لمرحلة من الزمن عملية التحرير.

هذا التشكل الجديد للشيعة ينعكس في خلفية التصور العام عنهم وتبدل أحوالهم، وبالتالي فإن نبرة الميثاق الوطني صارت قديمة بالنسبة لهم، لذلك فإن القيمين على شؤون الطائفة يرون ظروفها بإسلوب جديد يناسب وزنها وقيمتها. فالشيعة لم يعودوا محرومين.

وشدد الكاتب على أن مغادرة الطائفة الشيعية لموقعها المعهود لها تاريخياً محفوف بالمخاطر، لأنهم أفرادها يسعون إلى نقل واقعهم إلى المكان الصحيح وتكريسه رسمياً.

ومن هنا فإن ما جاء به بري عبر طرح السلة ليس بريئاً، او سطحياً أو ميثاقياً أو حتى إنقاذياً، وهو من اهدافه توزيع الحصص بشكل جديد وأخذ حصة الطائفة أيضاً.

مجلس النواب
وأردف جابر ان عدم تفرد بري اتى في محاولته إستبعاد فكرة الإستفراد، ومن هنا فإن رئيس مجلس النواب ينطق أيضاً بإسم حزب الله في سياق التنسيق بين الطرفين الشيعين الوازنين.

وأضاف الكاتب أنه من المفترض ان التطورات الداخلية تلاحق الفئات الإجتماعية الشيعية بمختلف نواحيها، وأن ذلك سيؤثر على التركيبة السياسية، في عملية تحول بطيئة سيطرق باب التوازنات الوطنية، ولكن هذه التحولات لإعادة الإنسجام في الكيان اللبناني سببت سابقاً حرب أهلية، وهذه الاجواء والإرهاصات هي منتعشة الآن في لبنان.

ومن الدروس المستقاة من التاريخ اللبناني برأي جابر، فإن منع عمليات التطور الداخلية تؤسس للخراب المستقبلي، كذلك ينجم الخراب عن كسر التوازنات بين القوى اللبنانية، ويعمد ساسة اليوم الولوج في أخطاء ساسة الامس.

وختم الكاتب انه ليس بوسع رئيس السلطة التشريعية نبيه بري ان ينتج تيارا جديداً داخل الشيعية السياسية إلا في حالة واحدة، وهي اذا اراد فيها ان يكون منقذاً.

السابق
الجمهوريون لترامب: إرحل… ودي نيرو: أريد أن ألكمه!
التالي
«بارني» في عاشوراء… والامام المهدي في دمشق؟!