عرسال المهمشة منذ ثلاث سنوات: أعطونا ميثاقية «الكرز» و «التفاح»!

بعصا سحرية حلت مشكلة التفاح، وبصمت مدوي منذ ثلاث سنوات تموت أشجار الكرز عارية، ويتساقط الثمر اليابس الذي يسد رمق الجياع.

المسألة مسألة حق، لا مزايدات، ولا سياسة، فعرسال التي تعتمد بمعيشتها على الزراعة كمصدر رزق أولي، تكاد تنهي عامها الثالث وهي ممنوعة عن أرزاقها في ظلّ السياسة الغائبة، والدولة التي لا تعترف بها إلا تهميشاً.

عرسال “منكوبة” لا يمكن قول العكس، لا تتذكرها نشرات الأخبار إلا بما يشيطنها، ولا تحضر على طاولة السياسة إلا من خلال الخطط الأمنية.

الناحية الإنمائية والمعيشية لهذه البلدة لم يعد يعبأ بها السياسيون، فالقيادات المعنية غافلة، وفيما تحصل البلدات على حقوقها بقوة زعماء الطائفة، تظهر عرسال “يتيمة”، لا أم صبي بها ولا حتى أباه يملك صوتاً.

أزمة التفاح، وحلّها، بمعية السياسيين، دفعت العراسلة لرفع الصوت، فتحركوا هم بمواطنيتهم ليطالبوا بحقوق كان من المفترض أن تكون مكتسبة ومستحصلة.

إقرأ أيضاً: عرسال الداعشية: أعيدوا لنا الكرز والمشمش والتفاح

من أمام السراي الحكومية رفعت الشعارات “ما بدنا تعويض .. بدنا الجرود” وذلك في التأكيد على المطالبة بحل أوسع، فالجماعات المسلحة وحزب الله صادروا الأملاك واحتلوا الجرد وأحرقوا الأخضر واليابس.

كرز عرسال
في هذا السياق تتحدث نائب رئيس بلدية عرسال السيدة ريما كرنبة لـ”جنوبية”، مؤكدة “مستمرون حتى أخذ حقوقنا”، مضيفة “استقبل الوفد كل من دولة الرئيس تمام سلام و أمين عام الهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير وكانت الأجواء ايجابية و وقدما لنا وعداً بطرح الملف في جلسة يوم الخميس”.

وتلفت كرنبة إلى أنّ “أهالي عرسال أكدوا أنهم سوف يواكبون جلسة الخميس من الأرض فالوضع لم يعد يستأهل تقاعس والتعويض حق واستعادة الأرزاق حق”.

من جهتها الناشطة نجلا الحجيري، تتحدث لـ”جنوبية”، عن أجواء الاعتصام “الأهالي قد جاؤوا للمطالبة بحقوقهم، التعويض أولاً ثم حل مشكلة الجرود ثانياً”.

مضيفة “لا نعول كثيراً ولكنهم وعدونا ولا نستطيع أن نجزم حتى جلسة الخميس”.

إقرأ أيضاً: تفاح «الجبل» بسمنة وكرز «عرسال» بزيت

الحجيري تؤكد أنّ لا استسلام وإنّما هناك تصعيد “نحن جديون بتحركنا، ونتأمل أن تعيد لنا المقررات التي سوف تصدر الخميس بعضاً من حقوقنا وإلا سوف يكون هناك تصعيد”.

عرسال قالت كلمتها وعلى الدولة أن تفي بوعدها، فميثاقية الكرز والتفاح، هي ميثاقية الجوع والكرامة، أهالي عرسال يليق بهم الحياة ويليق بجرودهم أن يعود زرعها وأن تتلون من جديد بالكرز والمشمش وسائر المزروعات التي تشتهر بها البلدة.
فهل يعود مهرجان الكرز للبلدة؟

 

السابق
وهّاب يعلن «سرايا التوحيد» وسري الدين يعلّق: ميليشيا هدفها إضعاف الجيش
التالي
لماذا حذف القائم بأعمال السفارة السعودية تغريدة جان عبيد؟