لماذا وافقت إيران على عدم دخول «الحشد الشعبي» إلى مدينة الموصل؟

الحشد الشعبي العراقي

موقف لافت لايران خلال معركة تحريرها للموصل من قبضة تنظيم “داعش” تمثلت بالموافقة على عدم دخول «الحشد الشعبي» إلى المدينة، فما علاقة هذا الموقف بخطط طهران القديمة لإنشاء ممر يربطها بالبحر المتوسط؟

وفي هذا السياق رأت صحيفة “غارديان” البريطانية في تقرير إلى أنّ هذه القوة العسكرية الكبيرة من الحشد الشعبي لم تُعط دوراً مباشراً في الهجوم المقبل لتحرير ثاني أكبر المدن العراقية من قبضة التنظيم، تهدف إلى طمأنة السّنة في الموصلب أنّ الاسترداد الوشيك للمدينة ليس بدافع طائفي ضدهم. ولكن يبقى للحشد الشعبي دور مهم في عملية التحرير وهو دور العائق من الغرب، أي منع  قوات داعش من الفرار نحو معقلهم الأخير في الرقة بسوريا.

وأضافت الـ «الغارديان» أنّ «قرار طهران بعدم تورط الحشد الشعبي باستعادة الموصل، قرار يجعل من هذه المجموعات تصبح حرة في المضي في أحد أبرز مشاريعها، وهو تأمين منطقة نفوذ في العراق وسوريا تنتهي عند البحر الأبيض المتوسط».

وكشفت الصحيفة البريطانية أن الشريط الغربي من مدينة الموصل حيث ستنفّذ المجموعات عملياتها يُعد ضرورياً لتحقيق هذا الهدف. فبعد 12 عاماً من الصراع في العراق وحتى في مناطق الصراع الأكثر وحشية في سوريا، أصبحت إيران الآن أقرب من أي وقت مضى لتأمين ممر بري يثبِّت أقدامها في المنطقة، وربما يغيِّر حضور الجمهورية الإسلامية في الأراضي العربية.

لقد أوضحت اللقاءات مع المسؤولين الإقليمين وذوي النفوذ العراقيين وسُكَّان شمال سوريا خلال الأشهر الأربع الماضية، أنَّ الممر البري يتشكَّل ببطءٍ منذ عام 2014. إنَّه طريق معقَّد يقطع الجانب العربي من العراق مارًّا بشمال سوريا، وحتى شمال شرق سوريا، مارًّا بشمال حلب، حيث تنتشر إيران وحلفاؤها على الأرض. لقد تجمَّع أمام أعين الصديق والعدو، الذي بدأ يضرب جرس الإنذار في الأسابيع الماضية.

وكانت تركيا خاصةً معارضة لما يعنيه تطوُّر مثل هذا المخطط بسبب علاقة إيران بحزب العمال الكردستاني، حيث تتوقف معظم الخطة الإيرانية على المناطق الكردية.

نسَّق الخطة المسؤولون الحكوميون والأمنيون الكبار في كلٍّ من طهران وبغداد ودمشق، الذين يخضعون جميعاً لسنّ رمح سياسة إيران الخارجية وفيلق القدس التابع لقوات الحرس الثوري، الذي يرأسه اللواء قاسم سليماني، الذي أدار حروب إيران في سوريا والعراق. تتضمَّن الخطة تحولات ديموغرافية، وقد حدثت بالفعل في وسط العراق، وفي طريقها للحدوث في شمال سوريا. وتعتمد بشدة على دعم مجموعة واسعة من الحلفاء، الذين لا يعون المشروع بأكمله بالضرورة، حسب ما أورد تقرير “غارديان”.

إقرأ أيضًا: رغم قساوة الحرب السورية..بعض أطفال سورية بدأوا عامهم الدراسي الجديد

يبدأ الممر من نقاط الدخول التي استخدمتها إيران لإرسال الإمدادات والقوة البشرية إلى العراق على مدار الـ 12 عاماً الماضية. ويمر الطريق ببعقوبة، عاصمة محافظة ديالى، حوالي 60 ميلاً إلى شمال بغداد. ويستمر الطريق على طول الطرق التي أمنتها المجموعات، والتي تعرف محلياً باسم “وحدات الحشد الشعبية”، بعد ذلك يتَّجه إلى الشمال الغربي إلى المناطق التي كانت تحتلها داعش في الشهور الماضية.

 

السابق
ما بين مذبحة ومذبحة
التالي
الرقابة الإيرانية في لبنان