مجازر الأبرياء: من حلب إلى صنعاء .. والمشركون يضحكون !!

يوم التقى نبي الله يوسف (ع) بأخيه بنيامين بعد عشرات السنين من الفراق المرير، علم يوسف من أخيه أنه قد تزوج في غيابه.

فقال له : كيف طابت لك النساء من بعدي يا أخي ؟ فقال له : إن أبي يعقوب (ع) أمرني بالزواج، لعلني أنجب نسمة تسبح لله !!
إذن، هدف رسل السماء الأخيار هو نشر التوحيد في الأرض والإكثار ممن يسبحون الله في مواجهة المشركين الذين يعبدون خلق الله من دونه .
إلا أن المفجع هو ما نراه اليوم في بلاد المسلمين من قتل ذريع بحق أهل التوحيد وبيدهم أنفسهم !!
فآل سعود الذين يزعمون أنهم يخدمون الحرمين الشريفين وحجاجه قد قتلوا بالأمس فقط وبضربة واحدة في صنعاء أكثر من 500 مسلم يسبحون لله تعالى وأثناء مجلس عبادي يذكرون فيه الله سبحانه . فيما يقوم المشركون وأعوانهم من المسلمين بقتل عشوائي لأهل التوحيد في حلب وغيرها بحجة قتال التكفيريين الذين صنعوهم بأيديهم وجعلوهم بيننا ليكونوا ذريعة لهم للفتك بأهل الإسلام جميعا، فيما لا نجد صوتا واحدا يدعوا لحقن دماء أهل الإسلام . بل على العكس، فإننا لا نسمع من رجال الدين ومدعي الفكر من كل الأطراف المتنازعة إلا التحريض على مزيد من سفك الدماء والتوغل في الفتنة بشعارات إنما أسسها النبي وأهل بيته لتكون حافظة لدار الإسلام لا مدمرة له . غافلين بل متغافلين عن أن الإسلام جاء ليحقن دماء العباد والتأليف بين بين قلوبهم، فيما حوله فقهاء السلاطين من كل الأطراف إلى دين يدعوا إلى القتل والخراب، بل يتهمون من يدعوا إلى الصلح بين أهل الإسلام بما يتصفون به هم أنفسهم من الضلال والفساد في الأرض !!

إقرأ أيضاً: من حلب إلى صنعاء القتل هو القتل والإدانة واحدة
فأين دعاة الصلح بين أهل الإسلام، أين دعاة حقن دماء المسلمين، أين الحريصون على وجود النسمات التي توحد الله تعالى والتي في مواجهتها ستة من الكفار من أهل الأرض ؟!!
فمما امتاز به الأئمة (ع) في حروبهم ضد البغاة، هو أنهم كانوا بين الفينة والأخرى يوقفون القتال ويقفون بين الصفين وينادون بالطرف الآخر للصلح والعودة إلى الصواب، ملقين بالحجة عليهم ليتركوا البغي ومعطين الحجة الشرعية ﻷنفسهم (ع) في الإستمرار بقتالهم إذا لم يرعووا .

إقرأ أيضاً: هذا المسفوك في صنعاء هو دمنا
في أيام الحسين (ع) الذي قدم نفسه وأهل بيته وأصحابه ليحيا الإسلام والمسلمون وأهل الحق وأهل الخير أحرارا أعزاء واعين ببركة دمائهم الزكية التي سفكها وحوش الأرض في كربلاء . في هذه الأيام الأليمة الحزينة، أجدد ندائي لأبناء أمة الإسلام من كل المذاهب إلى التبصر بعين الله فيما يجري في بلادهم من سفك دمائهم وتدمير بلادهم بأيديهم، فإنهم عند ذلك سيرون ما يجري فتنة عمياء لا دين لها، أوقعهم بها كفار الشرق والغرب الذين ما عادوا يحتملون سماع كلمة التوحيد ورؤية مسلم واحد يسجد لله وحده ويسبح له، فأوقعوا بينهم العداوة والبغضاء بلسان عربي ولباس ديني، يقرأ كل أئمة الأطراف المتنازعة آيات الله تعالى وهو يحرض على قتل الأخ لأخيه المسلم، فجعلونا نسبح ببحر دمائنا، وهم يضحكون !!

السابق
زمن الوصاية الشيعية على لبنان
التالي
مجلس عاشوراء حزب الله: كلنا اليمن!