كلمة حلب في عاشوراء نصرالله

تسع ليالي متتالية سوف يخرج علينا السيد حسن نصرالله وعلى أنصاره، مستحضرا كربلاء والحسين وثورة المظلوم على الظالم، والامام على السلطان.

عاشوراء حزب الله باتت في السنوات الاخيرة حفلاً من الرياء والكذب والنفاق، فأمينه العام وهو يستحضر اليزيديين (نسبة إلى يزيد بن معاوية) ويردد على مسامع أنصاره ما يختاره من واقعة كربلاء، يغيب عن باله أنّ هنالك يزيد يتجسد كل يوم بهوية كل من يقاتل السوريين ناصراً الحاكم الظالم والمستبد والقاتل لشعبه. وينسى أو يتناسى أنّ حسين الألفية الثالثة يموت عطشاً كل يوم في حلب ومضايا والزبداني، ويذبح بالفوسفور والكيميائي والقصف الوحشي من حلف الممانعة. فهل يعتقد السيد نصرالله أنّ الحسين في طائرة السوخوي التي يقودها الروسي أو في تلك التي ترمي براميل الموت على الآمنين؟

في ظلّ هذه الازدواجية، ألا يشعر نصرالله أنّه يخادع الحسين وأتباعه؟ ألا يدرك أنّه يدين ما يقترف ويشيطن الدول بما زجّ به عناصره وشبابه؟ فيحوّل قضية الإمام الحسين إلى شماعة وهو الأبعد عن نهجه وعن ثورته طالما يدعم وينصر نظام الأسد، وجرائمه.

إقرأ أيضاً: حزب الله يطلق عاشوراء قبل موعدها في الضاحية!

إنّي، لأتخيل نصر الله في كل ليلة، يرتدي العباءة ويسوي عمامته، ينظر للمرآة الصغيرة على حائط الغرفة فيما يحضرون الغرفة الثانية ليطل بالبث المباشر، يراجع كلماته ويبحث عن الإقناع، ويحاول الضغط على العصبية التي تعمي عنه وعن المقاربة بين ما يقوله وما يرتكبه.

عاشوراء
فنصر الله، منذ الليلة الأولى لعاشوراء وهو يسرد ما يقترفه، وإنّما في صيغة كربلائية، يندب طفل الحسين الحلبي، ويستذكر أوجاع المظلومين الذين يحاصرهم حزبه في الأراضي السورية فيهجرهم قسرياً خارج ارضهم وديارهم.

إقرأ أيضاً: عاشوراء نحر الرؤوس

عاشوراء حزب الله هذا العام، وصلت لدرجة النفاق الكامل، خطيبها ملوث بالدماء، ومن يحيوها صامتون، ينظرون إليه بطواعية، لا يبصرون الأكف المضرّجة، لا يبصرون الأطفال تحت الحجارة، هم فقط يسمعون صوت الطائفية والمذهبية، فتصدق الغريزة أما العقل فخارت قواه أمام التعبئة أمام شعار “يا لثارات الحسين” الذي أصبح سلعة القاتل والظالم.

إنّي بلسان الحسين (عليه السلام)، يهاجر في الليلة العاشرة إلى حلب ويقف امام أطفالها قائلاً “قتلتكم الفئة الباغية.. قتلتكم هم من قتلوني”.

السابق
وهاب يطلق سرايا التوحيد
التالي
بالفيديو: العنصرية.. لم يقبلوا استقبالها لأنّها عاملة أثيوبية