المعارضة المسلحة في حلب: دي ميستورا يرى بعين لافروف وسليماني

حلب بين المحرقة الروسية و وقاحة دي ميستورا، التآمر الروسي وتواطؤ المجتمع الدولي أصبح جلياً، فها هم يكرران ذات السيناريو الذي يهدف إلى التهجير القسري القائم على الفرز الطائفي وإلى تغيير سوريا ديموغرافياً تمهيداً لمخطط التقسيم ولحصر الثوار في منطقة واحدة حتى يسهل القضاء عليهم.

في ظلّ كل الصورة المأساوية، ومئات الضحايا الذين يسقطون بشكل يومي، خرج المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا لا ليدين وإنّما ليطالب بإفراغ حلب مقدماً عرضاً لخروج عناصر جيش الفتح واستعداده لمرافقته المسلحين، فما موقف فصائل المعارضة السورية ممّا عرض دي ميستورا؟

عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي، ياسر اليوسف أكدّ لـ”جنوبية” أنّ ” دي ميستورا يردد ذات الجمل و المفردات التي يرددها لافروف اعتماداً على ذات المصادر من مكتب دمشق للامم المتحدة المنحاز للنظام و شركائه الروس و الايرانيين”.
مضيفاً “كان الأولى به ان يتحدث عن حماية المدنيين و وقف الاعمال الاجرامية التي تستهدف المدنيين في حلب وأن يطالب الميليشيات الطائفية بالإنسحاب منها، لا سيما وأنّه تحدث عن دمار مدينة حلب ناسباً الجريمة إلى مجهول”.

وحذّر اليوسف من تصريحات المبعوث الأممي موضحاً أنّ “من شأنها ان تضاعف نسبة التطرف و تفقد الثقة في مؤسسة الأمم المتحدة لا سيما وأنّ المتشددين يتهومنها بالتطرف، ولكن كما يبدو أنّ الامم المتحدة لم تتعلم من درس سربرينيتسا، و لم تخجل من تخاذلها عن ما يحصل منذ خمس سنوات من قتل و تهجير و تدمير”.

ولفت إلى أنّ “الأمم المتحدة صمتت عن أبشع المجازر، وأنقذت الأسد من الإدانة بالكيماوي ولم تعترف بإجرامه، أما دي ميستورا فيرى بعين لافروف و خامنئي و سليماني و لا يرى بعين المنظمة التي من المفترض ان تنحاز للشعوب المظلومة المقهورة من الديكتاتورية الفاشية، أو اقله أن تكون حيادية”.

حلب

وأضاف اليوسف “تصريحات دي ميستورا، من شأنها منح غطاء شرعي للجرائم الروسية حيث أنها تعزز روايتهم أنّهم يقاتلون الإرهاب فيما هم في الواقع يرتكبون المجازر ضد كل من يعارض الأسد”.
واوضح اليوسف أنّ “دي ميستورا منذ تولى مهمته كمبعوث أممي وهو يتنقل في مشاريعه من تجميد القتال في حي وشارع صلاح الدين في حلب وصولاً إلى ما يسعى إليه اليوم من منح الشرعية للقتل والتهجير الذي يمارسه النظام السوري وحليفه الروسي وسائر الميليشيات التي بحسب تقييم المبعوث الأممي ليست إرهابية حيث أنّهم لم ينتقدها أو ينتقد وجودها”.

إقرأ أيضاً: حلب غيّرت مسار الحرب والمفاوضات!
وأشار اليوسف إلى أنّ “هذه التصريحات غير مسؤولة بل و مدانة و تعتبر خروج عن ميثاق الامم المتحدة، وهذا ما يجعلنا نتساءل عن مدى مسؤولية النظام الدولي، وتحديدا الأمم المتحدة والأمين العام عن المذابح المشتركة التي ارتكبها النظام السوري وشريكه الإيراني و الروسي بحق الشعب السوري؟ وعن مدى كفاية الجهود التي بذلت داخل أروقة اﻷمم المتحدة و مجلس الامن؟، إذ لم يتضح من هذه المنظمات غير الجهد السلبي تجاه المذبحة التي يمارسها النظام السوري والنظام الإيراني والروسي في سوريا”.

وتوقف عضو المكتب السياسي لحركة نور الدين زنكي عند الدور السلبي للولايات المتحدة الأميركية معلقاً “لقد لعبت أميركا على بعبع الإرهاب حتى تتنصل من كل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه الشعب السوري وذلك بعد ارتفاع أعداد القتلى السوريين إلى ما يزيد عن النصف مليون قتيل”.

إقرأ أيضاً: حلب التماس الأميركي-الروسي

وفيما يتعلق بآخر الأوضاع الميدانية في حلب في ظلّ هذه المؤامرة الأممية، أفادنا اليوسف أنّه “في الليلتين الماضيتين حاولت قوات النظام التقدم على عدة جبهات واستنزاف الثوار في مدينة حلب مدعومةً بحركة النجباء ولواء (فاطميون) وغيرها من الميليشيات الإيرانية وقد حاولوا التقدم على عدة محاور وأهمها جبهة الحشكل في حي صلاح الدين وجبهة الشيخ سعيد”.
مضيفاً ” لقد استطاعوا السيطرة لعدة ساعات على عدة نقاط تابعة للثوار ولكن في ساعات الصباح الأولى استطاع الثورة استعادة النقاط واسقطوا في صفوف النظام والميليشيات العديد من القتلى والأسرى وصادروا أسلحتهم وعتادهم”.

السابق
قاسم: لا حلول في سوريا على المدى المنظور والحرب طويلة
التالي
شهادات من سجون الأسد: وضع المساعد رجله فوق رأسي وقال صرمايته أشرف من أمي