الجيش الحر: عناصر «جيش الفتح» من أبناء حلب ونحن من يسيطر على المدينة

حلب تُباد، فيما الهيئات الأممية والعربية تقف كشاهد زور، ومصفق لإجرام الأسد وللممارسات الروسية وبتواطىء.

“جنوبية” في حوار أجراه مع قيادات “تجمع فاستقم”، وهو فصيل أساسي في مدينة حلب لا سيما وأنّه الفصيل الوحيد الذي تتواجد قيادته وقوته المركزية داخل المدينة وله انتشار في الريفين الغربي والشمالي للمدينة وفي مدينة ادلب.
توقفت من خلاله عند اخر التطورات الميدانية، وعند ردود الفعل من المبادرة التي طرحها دي ميستورا.

وفي هذا السياق أوضح لموقعنا ملهم عكيدي نائب القائد العام لتجمع فاستقم، أنّ “نظام الأسد بعدما تمكن من السيطرة على منطقة الكليات وقطع طريق الراموسة وتطويق مدينة حلب مرة أخرى، بدأ بحملة كبيرة يحاول من خلالها السيطرة على ما يستطيع داخل أحياء حلب المحاصرة. وفتح أكثر من محور وأكثر من نقطة، محاولاً من خلالها خرق دفاعات الثوار داخل المدينة فحاول في منطقة مخيم حندرات ومنطقة الشقيف ومناطق الشيخ سعيد والحشكل والعامرية وصلاح الدين ومدينة حلب القديمة ولكنه فشل في معظم هذه المحاور ونجح في منطقة مخيم حندرات”.
مضيفاً “السبب في فشل النظام كان أنّ الاقتحامات والاشتباكات تدور بين أحياء ومباني سكنية وحرب شوارع مما يفقده التفوق العسكري الذي كان يكسبه من خلال الطيران، فالطيران يفقد جزء كبيراً من فعاليته عندما تكون خطوط الاشتباك متلاصقة ومتقاربة من بعضها”.

وتابع عكيدي “بالنسبة لكلام دي ميستورا نحن نراه ضمن سياق عمله في السنوات الأخيرة أيّ منذ بداية توليه مهمة المبعوث الأممي الخاص لسوريا، إذ أنّه كان دائماً يحاول أن يخلق تبريرات لعدوان بشار الأسد”.
متسائلاً “هل المستشفيات (الصاخورة والقدس) ومراكز الدفاع المدني.. والأسواق والأفران التي استهدفت في مدينة حلب كانت مقرات لجبهة النصرة؟، لا نرى في  هذا التصريح إلا تبريراً جديداً لعدوان وجرائم النظام السوري بحجة وجود عدد بسيط جداً من مقاتلي فتح الشام، إذ أنّ الرقم الحقيقي لعناصر الجبهة في حلب أقل بكثير من الكلام الذي قاله دي ميستورا”.

حلب

مردفاً “نحن نشعر بالأسف الكبير عندما نجد الدول العظمى التي أسست على مبادئ الحريات (حريات الشعوب من المحتلين والطغاة) قد ادعت ومنذ بداية الثورة وقوفها إلى جانب الشعب السوري ليتبين فيما بعد أنّ هذه الدول وقفت موقف المتفرج على نظام بشار الأسد وحلفائه الذين دعموه بكل ما يملكون، كذلك اتخذ أصدقاء الشعب السوري الموقف نفسه، فها هم يتفجرون على السوريين وهم يقتلون ويقدمون الشهداء تلو الشهداء في طريق حريتهم”.

وفيما يتعلق بالخيارات المتاحة والقدرة على الصمود، لفت العكيدي إلى أنّ “مدينة حلب تعيش تهديد الحصار منذ أكثر من عامين (بداية 2014) وقد اختار الأهالي الصمود فيها والثبات في منازلهم وبيوتهم والموت فيها في عزة بالرغم من كل ما تعرضت له المدينة من حملات قصف عشوائي بالبراميل المتفجرة والقنابل العنقودية والفسفورية، لذلك لن يجد أهالي مدينة حلب الوحشية الروسية أمراً جديداً عليهم فهو أمر اعتادوا عليه في السنوات السابقة”.

إقرأ أيضاً: وقاحة دي ميستورا: سلموا حلب للأسد
مؤكداً “مدينة حلب لا تشبه أي منطقة أخرى تمّت محاصرتها عسكرياً لسببين أنّ المدينة كبيرة وفيها عدد كبير من المقاتلين والثوار، وفيها أيضاً سلاح نوعي يختلف عن السلاح الذي كان موجوداً في مناطق أخرى مثل داريا وحمص القديمة وغيرها، إضافة إلى أنّ أكبر قوة عسكرية للثورة السورية موجودة في الطرف الاخر في ريف حلب الغربي مدينة ادلب وريفها. لذا الخيارات العسكرية مفتوحة في مدينة حلب، والطوق المفروض عليها هو طوق هش لن يستطيع نظام الأسد أن يوسعه والمعارك القادمة سوف تغير خريطة السيطرة في مدينة حلب”.

من جهته انتقد رئيس المكتب السياسي لتجمع فاستقم د.زكريا ملاحفجي الدور الأميركي معلقاً “اميركا تصرفت بانسحابها كدولة صغيرة لا دور لها، وهذا الانسحاب سمح للروس بالتقدم”
مضيفاً “أما باقي الدور الأخرى فهي لا تقدم إلا مبادرات كلامية نحترم أصحابها إلا أنّها لا تجدي لكونها لا ترتبط بضمانات وعقوبات”.
وتوجه ملاحفجي إلى أصدقاء الشعب السوري بالقول “نتأمل منكم أخذ موقف حقيقي وتجاوز الخطوط الحمراء ودعم الفصائل الوطنية  لوقف حرب الإبادة التي يقوم بها الروس اليوم وتحديداً في مدينة حلب”.

إقرأ أيضاً: المعارضة المسلحة في حلب: دي ميستورا يرى بعين لافروف وسليماني

هذا ولفت إلى أنّ “النظام السوري والروس قد استهدفا كل سبل الحياة في مدينة حلب تحت ذريعة محاربة جبهة النصرة (فتح الشام)، فيما الذي يسيطر على حلب في الحقيقة هم فصائل جيش الحر، بينما الجبهة فعددهم محدود لا يتجاوز الـ200 وهم يتواجدون برفقة عائلاتهم”.

موضحاً “نحن نختلف في الفكر وفي الرؤيا السياسية مع فتح الشام ولكن الدندنات التي تساق ضدهم في حلب كاذبة، هم يتخذونهم ذرائع مخجلة ومعيبة لتبرير الجرائم التي يمارسها النظام السوري وحلفاؤه من الروس والميليشيات”.

السابق
شهادات من سجون الأسد: وضع المساعد رجله فوق رأسي وقال صرمايته أشرف من أمي
التالي
دافع عن «السنّة» ولا تبالِ