اختتام مهرجان زوريخ وسط غياب الفيلم العربي

سينما

بدت مشاركة الدول العربية شبه معدومة في مهرجان زوريخ الدولي للأفلام الذي انهى فعالياته في المدينة السويسرية هذا الأسبوع، فيما شارك أكثر من ثلاثة أفلام إسرائيلية وفيلم فلسطيني بالعربية تم أيضاً استلابه لصالح دولة الإحتلال، والذي تجري معظم أحداثه في مدينة الناصرة الفلسطينية المحتلة منذ العام 1948.

اقرأ أيضاً: ليس في عرسال تفجير بل مهرجان فرح… لذا غاب الإعلام وطُمس الخبر

برنامج المهرجان الذي استضاف 172 شريطاً من 32 بلداً، وتضمن أفلاماً درامية ووثائقية وقصيرة، ركّز هذا العام على الإنتاج الناطق باللغة الألمانية، خصوصاً في ألمانيا والنمسا وسويسرا التي كان لها حصة الأسد من المشاركات، حيث كان فيلم “احتياطات مستترة” (انتاج ألماني نمساوي سويسري مشترك) للمخرج فالنتين، أحد ثلاثة افلام فازت بجائزة “العيون الذهبية”، الى جانب فيلم “أسعد يوم في حياة أولي ميكي” (انتاج فنلندي الماني سويدي)، للمخرج يوهو كوزمانن، وفيلم “السيدة بي المرأة الكورية الجنوبية” (فرنسي وكوري جنوبي) للمخرج غوري يوون.
ولعل فيلم “أمور شخصية” الفلسطيني الذي تدور أحداثه في مدينة الناصرة المحتلة منذ العام 1948، الى جانب الفيلم المصري “اشتباك” الذي يحكي قصة الفوضى في أعقاب انقلاب العام 2013 في القاهرة، هما الفيلمان الوحيدان باللغة العربية في مهرجان زوريخ.
الوطن والشتات
السينمائية الفلسطينية مها حاج أخرجت فيلمها الدرامي هذا بعنوان “أمور شخصية” الذي يتناول قصة نبيلة وصالح المقيمين معاً في مدينة الناصرة وحيدين، بعد مغادرة أبنائهما منذ فترة طويلة. الإبن الأكبر هشام هاجر للعمل في السويد، بينما يجاهد أخوه الأصغرطارق لتأمين مستقبله في مدينة رام الله الخاضعة للسلطة الفلسطينية. أما الأخت الحامل سمر، فحياتها هي الأخرى ليست سهلة، في ظل أسرة زوجها الذي تعتبره رجل الأحلام، إذ تعاني والدته من فقدان الذاكرة.
تشتت هذه الأسرة بين الوطن والشتات، يجعل منالصعبعلى أفرادها التعبير عن رغباتهم. الشريط ذو منحى إنساني ينقل هواجس عديدة لأسرة واحدة تعيش في ظل الاحتلال وفي الشتات وفي الأراضي الفلسطينية المحررة في آن.
هذا الفيلم الناطق بالعربية مترجم الى الألمانية والإنكليزية، مدته تسعون دقيقة. أما أبرز أبطاله فهم كل من سناء شواهدة ومحمود شواهدة ودريد لداوي وحنان حلو وزيارد بكري.

“اشتباك” المحروسة
الفيلم العربي الآخر هو “اشتباك” المصري الذي ينقل مشهد القاهرة في العام 2013 ، بعد سنتين من ثورة يناير، حين غرقت المحروسة في حالة من الفوضى بعد الإنقلاب العسكري على الرئيس محمد مرسي. الفيلم ينقل مشهد الإنقلاب وتظاهر أنصارالرئيس الإسلامي في الشوارع ومواجهتهم العسكر.
شريط واقعي يعبّر عن تنوع الشارع المصري، حيث تجد في عربة احتجاز واحدة تقودها الشرطة عضواً في “الإخوان المسلمين” إلى جانب المسيحي القبطي، التقدمي والمحافظ، والنساء الى جانب الرجال.
“اشتباك” هو عبارة عن دراما مليئة بالإثارة تنقل الى المشاهد مهزلة حقيقية تعيشها مصر منذ الانقلاب على الرئيس الإخواني وتسلم الجيش السلطة.
الفيلم من إخراج محمد دياب، مدته 97 دقيقة شارك فيه كل من نيلي كريم، هاني عادل، طارق عبد العزيز، أحمد مالك وأحمد داش. وهو من انتاج مصري فرنسي.

مهرجان زوريخ

رعب إيراني
أما فيلم “تحت الظل” فثمة مشاركة إيرانية، قطرية، أردنية وبريطانية في انتاجه، الا انه ناطق بالفارسية، وهو يتناول فترة ذروة الحرب بين إيران والعراق في العام 1988.
والفيلم من نوع دراما الرعب التيتدخل في إطار القضايا النفسية. هذا الفيلم للمخرج بابك انفاري مدته 84 دقيقة.
وفق صحيفة “برنر” فإن مهرجان العام الحالي تميز بزيادة عدد الأفلام المشاركة الى 172 ، بينما كان قد شارك في العام الماضي 161فيلماً. وخصصت ميزانية للمهرجان قدرت بـ7.2 مليون فرنك سويسري، بزيادة طفيفة جداً عن ميزانية العام الماضي (7.1 مليون فرنك) بوجود نحو 14 راعياً عاماً وخاصاً.

كذلك سجل مهرجان هذا العام زيادة في عدد الضيوف المدعوين الذي بلغ 500 مدعو، وإضافة صالتي عرض جديدتين وتأمين بطاقات دخول مجانية لبعض الأفلام.
بلغت قيمة جائزة المهرجان “العيون الذهبية” 70 الف فرنك سويسري، في ظل تنافس 40 فيلماً، بينها سبعة من انتاج سويسري.
لكن السؤال الذي يقفز الى الذهن أمام نشاطات كهذه، لماذا تراجع المشاركات العربية، هل المشكلة انعكاس للأوضاع السياسية والأمنية التي يعيشها العديد من البلدان الناطقة بالضاد على الانتاج الفني السينمائي، أم أن انتقائية القيمين على المهرجان هي التي تقف وراء هذا الغياب العربي؟

السابق
حروب دموية ستغزو العراق بعد نهاية داعش
التالي
لماذا لا تغير «عاشوراء» في واقعنا اللبناني؟