ميشال عون و «تهذيب» بركة الرئاسة!

شكلّت إطلالة الجنرال ميشال عون ليل أمس صدمة لدى غالبية جمهور المسلمين السنّة، ففجأة تحوّل المدافع هو وتياره عن الميثاقية، والذي كان قد حجز لسعد لحريري “وان واي تيكت”، والذي كان قد وصف السنة في أكثر من مناسبة بالدواعش وبمصادري حقوق المسيحيين، وغير ذلك ممّا نتعفّف عن ذكره، إلى حملٍ وديعٍ في تلك الإطلالة، ينطق بالخير والسلام والوحدة .. حتى كاد الشعب يظن أنّ المقابلة عظة كنسية تستعرض المثاليات الأخلاقية، وأنّ عون أصبح “قديساً”.

ميشال عون كان ليل أمس، نبياً سياسياً، لم يصوّب على أيّ فريق، بل لم ينفعل على غرار إطلالاته السابقة، ولم يحمل المستقبل مسؤولية قطع طريق بعبدا ولم ينتقد الرئيس نبيه بري.

وكسابقة، اعترف عون سياسياً بالحريري ، وبالاعتدال السني ، ليذهب أبعد من ذلك في أفلاطونيته، فالجمهورية المثالية برأي القديس العوني لا تقوم إلا بالسنة والشراكة معهم وليس بين هذه الطائفة برأيه من هو أكثر تمثيلاً من الرئيس الحريري.

كذلك، كان للمملكة العربية السعودية شفاعة من المعبد العوني، فلم يحملها التعطيل وإنّما أكد حرصها على الخيار اللبناني.
مواقف، أطلقها العماد وكأنّه أمام المذبح، فأمامه الكرسي فقط الكرسي وهو سوف يعترف بكل شيء، وبأي شيء، لأجله، بل لم ينكر أنّ هناك شرخاً بينه وبين الإسلام بشقه السني، أقر بذلك مسقطاً التهمة عنه، محملاً اياها للإعلام المضلل!

ممّا لا شكّ فيه أنّ أكثر من ظهر أنّه مصدوم أثناء المقابلة هو الاعلامي الذي حاوره، الذي كان يراقب تفاصيل وجه عون البريء، والكلمات المنسابة وطنية، والمواقف التي تتلاقى مع كل الأفرقاء، والمديح والإطراء بحق اهل السنة ، وكأنه يقول بسره، ما به جنرالنا؟ ماذا حدث له؟ لماذا كل هذه الملائكية والمودة.. أهناك خطب ما؟!

أمّا الجمهور الساخر، فكان جمهور المستقبل، الذي تابع الحلقة لحظة بلحظة وأنصاره يغردون ويقولون “قل ما شئت يا جنرال لن نرضى عنك حتى لو حججت وطفت حول الكعبة”!.

السابق
أشرف ريفي: علي الأمين خادم للمشروع الإيراني!
التالي
ريفي: أوجِّه الإتهام لعناصر من أمن حزب الله في قضية إغتيال وسام الحسن