هل سيعلن الحريري اليوم تبنيه ترشيح ميشال عون؟

لا يزال الترقب سيد الموقف بانتظار تصريح من الرئيس سعد الحريري بعد جولته الداخلية والخارجية، ليبقى السؤال هل ستثمر جهود الحريري انهاء الشغور الرئاسي ويعلن ترشيح النائب ميشال عون رئيسًا للجمهورية؟

انتهت جولة الرئيس سعد الحريري الخارجية في روسيا والسعودية، وبعودته عاد الحديث إلى مربّع البحث عن نتائج محادثاته الخارجية وخصوصاً في الرياض. وفي هذا السياق ولاحظت “النهار” أن المكتب الاعلامي للحريري لم يعلن أمس عن أي لقاء أو نشاط علني له في “بيت الوسط” على رغم وجود الحريري في بيروت منذ ليل الاثنين والتي عاد اليها من موسكو، الامر الذي زاد حال الترقب لخطواته التالية في سياق مبادرته الهادفة الى تحديد الخيار الرئاسي الذي يمكن ان يفضي اليه تحركه الذي بدأه قبل أسابيع، وما اذا كان البيان الذي ستصدره اليوم كتلة “المستقبل” التي ستعقد اجتماعها المرجأ من الثلثاء بسبب زيارة الحريري لموسكو وسفر الرئيس فؤاد السنيورة الى الكويت، سيحمل جديداً في شأن تحرك الحريري وخصوصا في ظل المواقف التصالحية والتطمينات التي عبّر عنها العماد ميشال عون في مقابلته التلفزيونية مساء الثلثاء والتي لم تأخذ اصداؤها بعد المدى الواسع في التقويم العلني على الاقل.

إقرأ أيضًا: علوش يكشف لـ«جنوبية» تفاصيل مبادرة الحريري تجاه عون

وقالت مصادر معنية بالاستحقاق الرئاسي لـ”الجمهورية” إنّ الحريري يعيش في جوّ مِن التشاؤم في ضوء المشاورات التي يجريها خارجياً وداخلياً، وأكّدت أنه ليس في وارد الإقدام على أيّ خطوة بمعزل عن الموقف السعودي، وأنّه في حال أعلن اليوم خلال اجتماع كتلة “المستقبل” ترشيحَه لعون، فإنّ ذلك سيكون مؤشّراً على “قبّة باط” سعودية. إلّا أنّ المصادر نفسَها استبعَدت إعلانَ الترشيح اليوم.

وكشفت المصادر نفسُها لـ”الجمهورية” أنّه خلافاً لكلّ ما يشاع، فإنّ الإدارة الأميركية موجودة على خطّ الاستحقاق، ولا تتوقّف عند ماهيّة هذا المرشّح أو ذاك،وأنّ تبَلور أيّ موقف سعودي يدعم حراك الحريري، والخيارات التي قد يذهب إليها ستكون على الأرجح نتيجة تدخُّلِ إنْ لم يكن نتيجة ضغط أميركي على الجانب السعودي.

وأكدت المصادر لـ”الجمهورية” أنّه في حال رُسوّ الخيارات على عون رئيساً والحريري رئيساً للحكومة، سيكون ذلك بمثابة تسوية متوازنة لا يمكن لأيّ فريق أن يقول إنّه انتصر، فإذا كان فريق قد تنازلَ وقبِل بعون فإنّ حلفاء عون تنازَلوا وقبلوا بالحريري، ولو أنّ شخصاً آخر يُختار لرئاسة الحكومة غير الحريري، فعندئذ يمكن الحديث عن انتصار هنا وخسارة هناك، وطبعاً هذه التنازلات المتبادلة هي بالنهاية تسوية يُراد منها تحييد لبنان عن أزمات المنطقة. وفي هذا المجال ربّما تحصل “قبّة الباط” السعودية.

وتوقفت المصادر باهتمام لـ”الجمهورية” عند ما أعلنَه مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين عبد اللهيان، خصوصاً لجهة قوله إنّ السعودية على عِلم بما يحصل في موضوع تحرّكِ الحريري نحو خيار عون، بغَضّ النظر عمّا قاله أيضاً عبد اللهيان وتضمّنَ نوعاً من التنويه بعون.

أما بالنسبة للموقف السعودي، فقالت مصادر لـ”الجمهورية” إنّ السعودية طالما لم تعلن صراحةً مباركتَها ترشيحَ عون فهي “لم تعلن ذلك ولم تقل شيئاً”، وطالما إنّ الحريري لم يعلن ترشيحَ عون فهو “لم يعلن ذلك ولم يقل شيئاً”، وبالتالي تبقى الأمور في المربّع الأوّل.

وفي هذا السياق اعتبرت “الأخبار” أنه بعدما استقبله وليّ وليّ العهد السعودي محمد بن سلمان، لم يعد بمقدور معارضي مبادرة الحريري الجديدة التذرع بموقف غير معلن للرياض للقول إن السعودية تعارض وصول عون إلى بعبدا. ففريق الحريري يجزم بأن “حكام المملكة” لن يعلنوا أي موقف من الملف الرئاسي اللبناني، بعدما أدوا قسطهم للعلى عندما أيدوا ترشيح النائب سليمان فرنجية، من دون أن يلاقيهم “حزب الله” في منتصف الطريق. وبالتالي، هم “ليسوا مستعدين للتنازل مجدداً” عبر إعلان ترشيح عون.

وتجزم المصادر القريبة من الرياض، بحسب “الأخبار”، بأن لقاء الحريري ــــ بن سلمان فتح باب تسوية مشكلات رئيس تيار المستقبل المالية والسياسية، لكن “من دون أن يصدر قرار فوري بمعالجة أزمة “سعودي أوجيه”. فُتِح مسار لتسوية الأوضاع”. وتؤكد أن السعودية ستساعد الحريري سياسياً من خلال عدم إعلان موقف سلبي من مبادرته.

إقرأ أيضًا: ورقة عون الرئاسية تحترق.. مَن هو الخيار الثالث؟

سألت “السفير”: هل تتبلغ “كتلة المستقبل” النيابية، اليوم قرار الرئيس سعد الحريري النهائي بتبني ترشيح العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية، أم أن الترشيح يحتاج الى المزيد من الإنضاج محليا وخارجيا، قبل أن يصبح رسميا قبل أسبوع على الأقل من موعد جلسة الحادي والثلاثين من تشرين الأول الجاري؟

 

السابق
داعش يرتكب مجزرة جديدة ويعدم عناصر من الجيش الحرّ في سوريا
التالي
عبء الكراهية الذي لا يُطاق