عن «مجلس العزاء السلمي» عند أحمد الأسعد

مجلس عزاء
العزاء الحسيني عند عامة الشيعة يكون فيه من البكاء أكثر مما فيه من التحليل والتعليل، لكن هذا المجلس جاء مفاجئا وجديدا لمن إعتاد أجواء مختلفة من الشعبوية البكائية في محيط المذهبي.

انطلقت مجالس العزاء باكرا عند الشيعة هذا العام، حتى لدى تيار الإنتماء اللبناني، حيث كان مركز الحزب يعجّ بالمناصرين منذ صباح الأحد في مركزه الذي يرأسه أحمد كامل الأسعد رغم علم القيمين على هذا التيار أن الأحد هو يوم عطلة في منطقة مسيحية سكانيّا وهادئة كليّا.

اقرأ أيضاً: تجارة مجالس العزاء: مبالغات السيرة.. والبدل المالي

حضورشيعي شبابي أظهر فئة شيعية جديدة بالنسبة الى مرتادي مجالس العزاء عادة، اولا لجهة ما يرتدون من ملابس، وثانيا لجهة إظهار العزاء، وثالثا لجهة المظاهر المرافقة للمجلس العاشورائي عادة.

في النقطة الاولى غلب على من حضر من السيدات عدم ارتداء اللباس الأسود المحتشم، وليس فقط عدم ارتداء الحجاب – وهذا شأن شخصي لا تعليق لي عليه – لكنه يُفاجئ من يعرف أجواء مجالس العزاء لدى الشيعة في كل مكان خاصة في ظل وجود رجال دين معممين.

اما الثانية فهو عدم ظهور أية بوادر للعزاء، اذ ان المجلس العزائي كان عبارة عن رواية تاريخية علمية تحليلية لم يُستخدم فيها إسلوب النعي والنواح والنحيب لدى قارئ العزاء. لدرجة انه لم يُلمح أيّ توزيع للمحارم (الكلينكس) التي توزع في مجالس العزاء.

واظهر المجلس نفسه كاحتفالية حزبيّة تشمل المناصرين، وتبيّن ذلك من خلال التصفيق وهو أمر جديد كليّا بالنسبة لمن يعرف أجواء المجالس الحسينيّة.

اما الأبرز في هذه الإحتفالية العزائيّة فهو التحليل الديني الجديد كل الجدّة، وهو وإن كان معروفا لدى العلماء الكبار، ولكن يتم التعتيم عليه كليّا في الفترة الحاليّة لأسباب سياسيّة ومذهبيّة.

عاشوراء

وتتلخص الفكرة بأن الحسين لم يرد الحرب، ورفض إراقة الدماء، وطلب التفاوض، لكن ليس تحت عنوان “المبايعة” التي رفضها وفضل الشهادة عليها، وأنه خرج الى المدينة، وليس الى العراق بداية. ما يعني ان كل ما يتم ترويجه من فلسفات الثأر والقتال والحرب والمواجهة إلا نتيجة التشدد الإيراني الدخيل على الشيعة.

ان الحسين كان قادرا على قتال يزيد، لكنه تجنّب لآخر لحظة إراقة الدماء لأنه أمر خطير ولأنه يرفض فلسفة القتال، وانه عاش مع جده النبي محمد، وهو ابن فاطمة الزهراء وابن علي عليهما السلام، الذي هادن وساير وحاول قدر الإمكان، عدم الإبتداء بقتال ولو أعدائه.

فهذه الصورة الدموية لعاشوراء ليست صحيحة، بحسب روايات العلماء، لأن الحسين رجل سلام والسلم، ولم يحصل ما حصل في كربلاء إلا لأن يزيد فرض المبايعة عليه، وهو رفض مبايعة الفاسق القاتل، ولأنه عليه السلام يريد الحفاظ على الإسلام وعلى ما جاء لأجله هذا الدين.

اقرأ أيضاً: تُجّار العزاء الحسيني

فهل هذه “العاشورائيّة السلميّة” سيكون لها مستقبل في الشارع الشيعي وتنبت أجيالا مغايرة لما يُنشئ، قراء عزاء حزب الله وحركة أمل والبقية الباقية من الشيعة عنوانها الثأر بعد حواليّ ألفي عام وولكن ممن؟ وهل أولاد يزيد لا زالوا بيننا لنحاسبهم؟؟ وهل هم يقيمون بيننا؟!

السابق
«الفدرالية» هي الحلّ في سوريا برأي الخبراء الأميركيين
التالي
كيم كاردشيان خشيت من الاغتصاب عندما كممها الذين سرقوا مجوهراتها‏