«المستقبل» يرضي الحلف الماروني فماذا عن «الثنائية الشيعية»؟

من الكنيسة السلطة الدينية الشرعية للحفاظ على حقوق المسيحيين، أطلق البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رصاصة الرحمة على سلّة برّي والمزيد من التنازلات، محافظاً على كرسي لا بعبدا بقيمته المسيحية لا بالشخص الذي سوف يجلس عليه.

مسألة ترشيح الجنرال ميشال عون لرئاسة الجمهورية، و وصوله إلى بعبدا، أصبحت مثل قصة إبريق الزيت، بل تحوّلت لموضع التندر، فأحدهم توقع أنّه حينما يتبنى بري ترشيح، سيحضر عقبة أخرى وهي “هل يتبنى عون ترشيح عون”.

فالجنرال الذي حاور الأصفر والأزرق، وأدّى الصلاة في معراب، ما زال خارج قصره، وحزب الله الذي دلّه على قصر بعبدا لا زال يضع على طريقه عثرات، فكلّما وصل الجنرال إلى باب القصر كان المفتاح قد تبدل.
اليوم، المفتاح لم يعد بيد لا حزب الله ولا جعجع ولا الحريري وإنّما نبيه بري “الند الأزلي لعون”، وطبعاً بري لن يقدم المنصب لخصمه – الحلف على طبق برتقالي، والحزب بدوره نأى بنفسه مؤكداً لعون بمعلومات مسربة لمقالات صحافية أنّه لن يضغط على بري.

مفتاح برّي المرتبط بسلّة تفرغ الرئيس، وتفرض عليه شروطاً، أحرجت الجنرال، وصمت حزب الله المقابل أربكه، فمن بعد التصعيد والتهديد بالشارع، أصبح التيار العوني مربكاً وكأنه وقع ضحية مؤامرة ما، سحبت من تحت بساطه ورقة تشرين وألزمته الانتظار للـ31 منه.

البطريرك الراعي

هذا الإذلال لمنصب رئاسة الجمهورية وتبادل الأدوار بين الثنائية الشيعية، أخرج بكركي عن اعتكافها، فأطلق البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي يوم الأحد 2 تشرين الأول 2016، ومن الكنيسة وفي عظة الأحد موقفاً حاسماً، فوصف السلة بأنها تعرية لرئاسة الجمهورية، وأنّ من يقبل بها يكون بلا كرامة.

إقرأ أيضاً: مسرحية حزب الله لإبعاد عون عن الرئاسة: الوفاء لنبيه بري!

ضربة الراعي، وجهت لكل من الشيعية السياسية المتثملة بالثنائية، وللمرشح الطامح للسياسة بأي ثمن ميشال عون، ولعلّ لازمة “بلا كرامة” ومن الكنيسة، كانت رسالة واضحة لميشال عون لا ريب فيها أن يتوقف عن تقديم التنازلات لأجل مصلحته الخاصة على حساب الطائفة والكرسي.
لا سيما وأنّ لعون تاريخ حافل بهذا الدرك منذ عاد إلى لبنان منقلباً على نفسه وثوابته ومستجيباً لكل ما يمليه عليه ممثل الولي الفقيه.

الراعي، بعظته لم يحمِ الشخص، وإنّما حمى منصب الجمهورية، فرد برّي يوم أمس الاثنين 3 تشرين، أنّ سلته أفكار وأنّ التاريخ يحكم، فيما أكدت مصادر أنّ حزب الله قد طلب من حليفه عدم الدخول في سجال مع بكركي كي لا ينقلب الصراع ماروني – شيعي.

إقرأ أيضاً: علوش يكشف لـ«جنوبية» تفاصيل مبادرة الحريري تجاه عون

من ناحية ثانية، تصعيد أوساط بكركي ما زال مستمراً لليوم، وباسيل وجعجع التقيا في معراب، البطريرك أعاد خلط اللعبة، وحراك الحريري الأخير صوّب نحو المعطلين الحقيقيين.

ففي حين كانت المحاولات تصب على الخلاف السني – الماروني، ها هي الكرة عادت للملعب الأزرق، الذي سجل هدفاً ناجحاً في شباك 8 آذار.

السابق
إحذروا يا «شعب لبنان العظيم»: «بوق» البرتقال يهدد بالقمصان السود!
التالي
«الفدرالية» هي الحلّ في سوريا برأي الخبراء الأميركيين