المستقبليون للحريري: كيف سنتبنى ترشيح من وصفنا بالدواعش؟

داخل كتلة المستقبل والهيكلية التنظيمة للتيار، المؤلفة من أكثر من 23 منسقية، الموقف واحد وإن اختلفت النبرة: “لا يمكن أن نتبنى ترشيح من وصفنا بالدواعش السنة”، في إشارة إلى العماد ميشال عون. فنواب الكتلة بأغلبيتهم الساحقة يرفضون خيار انتخاب عون رئيساً للجمهورية، رغم تأكيدهم أن الرئيس سعد الحريري لم يطرح ذلك في أي اجتماع داخلي ولا حتى في الزيارات التي قام بها مؤخراً. جل ما في الأمر أنه “يتحرك من دافع وطني وحرص على ما تبقى من المؤسسات، عسانا نجنبها الانهيار التام”.

لا يمكن لمعدة المستقبليين السياسية أن تهضم خيار عون. وهو بالنسبة لجمهور المستقبل: “مرشح رئاسي برتبة شتام ومهرج”، ولا كيمياء تجمعه بهم، ولذلك يعتبر البعض أن “كتلة المستقبل النيابية ستشهد انفراطاً لعقدها، إذا أراد الحريري السير بالعماد عون. فكيف سيكون حال جمهور المستقبل، الذي يرفض بشكل تام هذه الفكرة؟”. وهذا تعكسه الكتابات على فايسبوك، التي ينشرها مسؤولون في المستقبل، من الصف الثاني والثالث، فـ”عون في بعبدا ونحن في البيت، ولا مستقبل بعد الآن”.

لكن، في مقابل حرية التعبير هذه، بات نواب المستقبل أكثر حذراً في تصريحاتهم. فهم لا يريدون حرق حراك رئيسهم، وفي الوقت عينه لا يريدون مجاراته في ترشيح عون، إلا في ربع ساعة الأخيرة من نضوج الطبخة، في حال نضجت.

وقال مصدر نيابي في المستقبل لـ”المدن” إن نواب الكتلة صارحوا الحريري في الاجتماع الأخير بمدى خطورة ترشيح عون على مستقبل الحريرية السياسية وتيار المستقبل، إذ إنه في الحد الأدنى سيصبح التيار عبارة عن “كتلة نيابية من دون جمهور يؤيدها”. لذلك “جرى الاتفاق أن يجول الحريري على القيادات السياسية طارحاً أفكاراً للحل، ومتمسكاً بخيار النائب سليمان فرنجية، ومبدياً كثيراً من الليونة مع أي طرح جديد قد يخرج البلد من عنق الزجاجة”.

لكن ما يستغربه المصدر هو كيفية الاخراج الاعلامي لمباردة الحريري، بحيث “بدا كأنه حسم أمره لناحية ترشيح عون وأن البحث جار في موضوع تشكيل الحكومة”، معتبراً أن السبب الرئيسي في ذلك “ضعف اعلام المستقبل والهجمة الكبيرة التي يتعرض لها من قبل اعلام حزب الله وحلفائه في تحميله مسؤولية تعطيل الانتخابات”.

في هذا الاطار، يؤكد النائب معين المرعبي، في حديث إلى “المدن”، أن الدافع الرئيسي لتحرك الحريري هو شعوره بواجبه كمسؤول وطني بضرورة التحرك مع الأطراف الأخرى لتأمين شبه اجماع على رئيس للجمهورية، و”تحركه لا يستهدف اطلاقاً أي مرشح”. يضيف: “وهذا ما يتطلب حواراً مع كل القوى السياسية من دون استثناء، أياً تكن شخصية الرئيس المفترض”.
وعما اذا كان سيصوت لعون في حال سار به المستقبل، يقول المرعبي إن “موقفي أناقشه داخل كتلة المستقبل، وليس للاعلان. لكن سأتخذ القرار الذي أراه مناسباً بالتنسيق مع الرئيس الحريري”.

وكان النائب أحمد فتفت غرد منفرداً في رفضه الصريح لانتخاب عون، بقوله: “في حال تبنت كتلة المستقبل خيار العماد عون فلن أصوت له. أنا نائب منذ 20 سنة ولا أفتش عن مستقبلي السياسي، ونحن بانتظار أن ينهي الرئيس الحريري مشاوراته لنبني على الشيء مقتضاه”.

(المدن)

السابق
ميريام كلينك من بارودة «نصرالله» إلى ذقن «الحريري»!
التالي
فارس سعيد: انتخاب عون يدخل لبنان في اقتتال مذهبي