حزب الله يستبق تفاهم الحريري مع ميشال عون بإشارات سلبية

بعد لقاءات مكوكية أعطى الرئيس سعد الحريري "إجازة موَقّتة" لمشاوراته الرئاسية مع القوى السياسية، واعتصم بالصمت، مصغيا الى الاشارات السلبية التي بدأت بالصدور عن الاعلام المقرّب من حزب الله حول نيته القبول بترشيح العماد ميشال عون.

بعد الجولات والمشاورات بقي الدخان رمادياً يثير عاصفة من الغموض تتساوى معه الاحتمالات الايجابية والسلبية حيال النهايات المتوقعة لمبادرة الرئيس سعد الحريري الرئاسية. ولكن الأكيد أن مجمل محطات تحرك الرئيس الحريري تركز على طرح كل الخيارات من أجل التخلص من الفراغ الرئاسي. وزيارته امس للرابية كانت من هذا المنطلق باعتبار ان هناك حواراً جارياً منذ زمن مع عون ولكن لا معلومات تفصيلية عما يمكن ان يكون دار في لقاء امس الذي تستبعد المصادر ان يحدث خرقاً سريعاً.

فلا يمكن حسم  الاتجاه الذي يمكن ان تنتهي اليه جولة الحريري قبل معرفة ما ستقدم عليه القوى السياسية الاخرى وليس فقط ما تعلنه من مواقف، ذلك ان هذه الجولة إما أن ترجح كفة  النائب سليمان فرنجية أو كفة عون عون. أما اذا لم تفض الى اي من هذين الاحتمالين، فان ذلك قد يدفع الحريري الى الاستسلام، والانسحاب وترك الآخرين يتحملون تداعيات الفراغ.

اقرا ايضًا: «حلف ثلاثي» بري – جنبلاط – فرنجية في وجه عون

وبعكس الانطباعات التي سادت في الساعات الأخيرة، أبلغ الحريري كلا من جعجع وبري بأنه لم يتخذ قراره النهائي بعد، أي أنه لم يفك ارتباطه العضوي مع فرنجية، والكرة في ملعب زعيم “المردة”، فإذا استطاع أن يكسر الجمود الذي يحيط بترشيحه، سأكون معه، لكن لم يعد مقبولا استمرار الفراغ . في الوقت نفسه أنا في مرحلة تفاوض مع عون “وقد أصل معه إلى نتيجة وقد لا أصل.. الأكيد أنني اذا أخفقت، أكون قد قمت بواجباتي. لقد تبنيت مرشحين لفريق 8 آذار، ولم نتمكن من اجراء الانتخابات الرئاسية. لا أحد يلومني اذا قررت أن أنفض يدي بعدما بذلت اقصى جهدي، وبالتالي سأكون مضطرا للذهاب مجددا نحو خيار رئاسي ثالث”.

على أنّ السؤال الأساس في هذه الأجواء متى سيُبلور الحريري قراره جدّياً؟ وإن اتّخذه فكيف سيُسوّقه؟ الجواب قد يقدّمه الحريري ربّما خلال الأسبوع المقبل بعد عودته من “سفرته الثلاثية”.

في هذا الوقت، جدّدت مصادر قريبة من تيّار “المستقبل” بأن حركة الحريري منذ عودته إلى بيروت لم تهدأ، وهي دخلت في سباق لنزع ألغام التعطيل التي يزرعها “حزب الله”، فهو ماضٍ في سياسة التعطيل والفراغ وخلفه إيران. وفي تقدير مصدر نيابي في التيار أن حركة الرئيس الحريري كشفت الجهات الحقيقية التي تعطّل انتخاب رئيس الجمهورية، مشيراً إلى أن التيار العوني يعرف هذه الجهات من دون أن يعترف بها، مع أنها باتت معروفة للملأ.

اقرأ ايضًا: مسرحية حزب الله لإبعاد عون عن الرئاسة: الوفاء لنبيه بري!

أشارات سلبية صدرت من الاعلام المقرب من حزب الله لا ترحب بموافقة الحريري المحتملة على ترشيح عون فقد ” أكدت جريدة “السفير” المقربة من حزب الله في عنوانها العريض “نبيه بري.. معبر إلزامي لـ”فخامة الجنرال”!”، “كل استحقاق أكان صغيرا أم كبيرا، ثمة اعتقاد سائد عند العونيين.. أنه يكفي التفاهم مع “حزب الله”، وهو كفيل بـ”المونة” على بري. أثبتت كل الاستحقاقات عكس ذلك. لم يضع الحزب نفسه ولا مرة في هكذا موقع، وهذه حقيقة يدركها العماد عون شخصيا”.
أما “الأخبار” الصحيفة التي تدور في فلك حزب الله، فتوجهت برسالة خاصة من رئيس تحريريها الى الأستاذ “نبيه بري” بالقول “لا تريد عون رئيساً للجمهورية، وتفكر، في حال توافق الحريري مع حزب الله أن تقاطع الجلسة؟ هل ترى في ذلك فعلاً ديموقراطياً، أم تحاول تجربة الحرد والإحباط وأنت أول عدوّ لهذه العوارض؟ أم انك تريد إحراج حزب الله الذي تعرف أنه لن ينزل الى مجلس النواب من دونك؟
ورأى المتابعون ان في كلا المقالتين رسالة واضحة من حزب الله لمن يهمه الأمر أن حزب الله لن يرسل نوابه الى البرلمان في الجلسة المقبلة لانتخاب ميشال عون حتى لو وافق عليه الحريري،امع ان حزب الله صرّح مرارا ان “الجنرال” هو مرشحه الوحيد للرئاسة، ليتبيّن ان مرشّح حزب الله الوحيد سوف يبقى الفراغ الرئاسي لا غيره.

 

السابق
هذه حكاية مهرب الالعاب لاطفال سوريا
التالي
أرقام مخيفة تهدّد وصول كلينتون إلى البيت الأبيض